تتبع باحثون بجامعة واشنطن، أكثر من 24 ألف مريض قلب لمدة 10 سنوات، ووجدوا أن نوبات الاكتئاب بين مرضى الشريان التاجي، أحد أهم العوامل المساهمة في زيادة مؤشرات الوفاة المبكرة بين مرضاه.
قالت الدكتورة هايدى مايو، أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية: "مهما قصرت أو طالت فترة الاكتئاب بين مرضى القلب، إلا أنها تضاعف خطر الموت المبكر، مقارنة بأولئك الذين لم يكن لديهم أية معاناة مع الاكتئاب"، مؤكدة أن الاكتئاب أقوى عامل لزيادة مضاعفة مخاطر الوفاة، مقارنة بتأثير العوامل الأخرى التي تم تقييمها في سياق الدراسة؛ بما في ذلك (عامل العمر، هبوط وظائف القلب، مرض السكر، ضغط الدم المرتفع، والفشل الكلوي أو النوبات القلبية والسكتات الدماغية).
وقام الفريق البحثي بتحليل حالات أكثر من 24 ألف مريض خضعوا لعملية تصوير أوعيتهم الدموية، وتم تشخيص ما إذا كانوا يعانون من أمراض الشريان التاجي أم لا؛ ولاكتشاف نوبات الاكتئاب لاحقاً، استخدم الباحثون نظام الترميز التشخيصي الموحد، وتم وضع المرضى الذين يعانون من الاكتئاب في فئات فرعية على أساس كم من الوقت بعد تشخيص أمراض القلب ثم نوبات الاكتئاب.
وتم تشخيص 15% من إجمالي عينة الدراسة مرضى بنوبات الاكتئاب في مرحلة ما أثناء المتابعة، ومن تلك النسبة 37% فقط مصابون بنوبات اكتئاب لأكثر من خمس سنوات متتالية بعد أول إصابة قلبية، ليتم الربط بين التشخيصين.
وفي السيناريو الثاني، تم التشخيص على الأرجح في غضون عام من حدوث أول إصابة للقلب، وهذا هو الحال بالنسبة 27% من المرضى الذين يعانون من الاكتئاب، ليتم تشخيص بقية ما بين سنة واحدة وخمس سنوات من حدوث الإصابة بأمراض القلب.
ووفقا للباحثين، فهناك تغييرات هرمونية وكهربائية تؤثر على أداء القلب، كما أن مرضى القلب الذين يعانون من نوبات اكتئاب عانوا من انخفاض مستويات "السيروتونين" في المخ.
وأكدت الدكتورة ماى - في سياق النتائج المتوصل إليها والمنشورة في مجلة "القلب الأوروبية" - أهمية الفحص المتواصل لحالات الاكتئاب لجميع مرضى القلب، فضلاً عن حاجة هؤلاء المرضى لتناول علاجات مضادة للاكتئاب من أجل تحسين ليس فقط المخاطر على المدى الطويل، ولكن نوعية الحياة.