في الساعات الأولى من صباح يوم الثاني من أغسطس عام 1990، شنت العراق غزوًا على الكويت، في الوقت الذي كان فيه صدام حسين، رئيسًا للعراق، من خلال استخدام نخبة من الحرس الجمهوري العراقي، بالإضافة إلى القوات الخاصة بالجيش العراقي، كما تم نشر طائرات وزوارق ضخمة لمهاجمة الكويت، وذلك بعد أن اتهمت العراق دولة الكويت بسرقة البترول من خلال الحفر المائل.
ويصادف اليوم الثاني من أغسطس الذكرى السابعة والعشرين لغزو العراق للكويت.
ولم يكن هناك توقع أن يغزو العراق دولة الكويت، بعد أن كانت الكويت حليف وثيق للعراق أثناء الحرب العراقية الإيرانية وبمثابة الميناء الرئيسي لها.
ولكن في فجر اليوم الثاني من أغسطس منذ 27 عامًا، بدأت كتيبة مشاة بحرية عراقية ودبابات تهاجم جزيرة "بوبيان"، من الطرف الجنوبي لها، ولكن وقعت اشتباكات، لأن الجزيرة كانت عبارة عن جبهة دفاع عسكرية كويتية، وبعد ذلك هاجمت القوات العراقية جزيرة "فيلكا" واشتبكت مع المتواجدين بها.
وعلى الجانب الآخر، قامت الكويت بالدفع بقوات بحرية وجوية، في بداية الغزو، وشهد قصر "دسمان"، على اشتباكات عديدة مع قوات الحرس، ولم تكن هذه هي الاشتباكات الوحيدة التي وقعت بين القوات الكويتية والعراقية، فهناك معركة جال اللياح ومعركة جال المطلاع ومعركة الجسور وجال الأطراف.
وبمجرد أن جاء ليل الثاني من أغسطس، كانت القوات العراقية قد سيطرت على أغلب الأراضي الكويتية، ما عدا جزيرة "فيلكا"، التي ظلت في الدفاع عن نفسها إلى اليوم التالي.
لم تصمت الولايات المتحدة الأمريكية حول ما يحدث في الحرب العراقية الكويتية، وكان جورج بوش، هو رئيس الولايات المتحدة في ذلك الوقت، وحاول أن يفرض نفوذه في المنطقة العربية، عن طرق عمليات عسكرية، قامت بها؛ بحجة منع القوات العراقية من اجتياح الأراضى السعودية، وأطلقت على هذه العمليات مسمي "عملية عاصفة الصحراء"، حيث بدأت القوات الأمريكية بدخول السعودية فى السابع من أغسطس من نفس العام الذي ضربت فيه العراق.
ومهد غزو الكويت للعراق، الطرق لأمريكا للتوغل داخل المنطقة العربية، من خلال غزو بغداد، الذي تم عام 2003، واستندت فيه الولايات المتحدة على امتلاك العراق أسلحة دمار شامل، ولكن الهدف المنشود هنا، هو رغبة الأدارة الأمريكية في السيطرة على سوق النفط العالمي، الذي تحتل فيه العراق تاني أكبر احتياطي نفط في العالم.
واستطاعت أن تستنزف دولة العراق بعد غزوها للكويت على مدار 13 عامًا، من خلال فرض عقوبات اقتصادية على العراق، مما أسفر عن ضعف الجيش العراقي.
وكان هناك عدة أسباب وراء غزو العراق للكويت، أهمها، تضليل العراق من قبل الدول الكبرى، وتشجيعها على حل مشكلتها مع الكويت، بعد أن كان لها دورًا في تخفيض أسعار النفط خلال حرب العراق مع إيران.
كما كان هناك أطماع عراقية تجاه الكويت، وظهرت في عدة مواقف، حاولت فيهم العراق أن تغزو الكويت، ولكن كانت بريطانيا، نقف سدًا منيعًا أمام تحقيق ذلك.
وكان للنفط دور كبير في غزو الكويت من قبل العراق، حيث تم اكتشاف أن الكويت تمتلك أحتياطي ضخم للنفط تحت أرضها، كما وجهت العراق اتهامًا لدولة الكويت، بإنها قامت باستغلال حوض نفطي مشترك بينهما أثناء انشغالها بحربها مع إيران واستخراج كميات كبيرة من النفط وبيعها لحسابها الخاص.
وكان للحرب التي خاضتها العراق مع إيران، تأثير قوي على مستوي العراق المادي، حيث لم يكن بقدرة العراق أن تسدد ديوانها لدولة الكويت، بالإضافة إلى رغبتها في الحصول على مساحات مائية أكبر في الخليج، بعد أن تم تدمير أغلب المواني العراقية في الحرب.