ads

حرب التحالفات تهدد سد النهضة ..السعودية تأمر أثيوبيا بوقف بناءه.. وإسرائيل تدعم قطر بمشروعات ضخمة في اديس ابابا.. والرياض تحبط محاولاتها بـ"200 مليون دولار"

كتب : سها صلاح

لم تتوقف السعودية عن مغازلة مصر فتارة ترسل لها الأستثمارات بطريقة غير مباشرة عن طريق أمير الوليد بن طلال، وتارة أخري بوقف أعمال سد النهضة الأثيوبي.

وكشفت صحيفة سودانيز جوبس المعارضة لنظام البشير أن القيادة السعودية تتحرك دائماً في توقيت محسوب بعناية ، وتقتنص الفرص الملائمة لها، لحسم القضايا الحدودية موضع الخلاف مع دول الجوار، سواء كانت خليجية او يمنية او مصرية.

وأكدت الصحيفة علي لقاء ظاهري واتفاقية سرية جرت بين مستشار سعودي و إحدي القيادات الأثيووبية الفترة الماضية ناقشا فيها ظاهرياً التعاون بين البلدين، وسرياً أصدرت السعودية أمرا لإثيوبيا لوقف الأعمال في سد النهضة، وجاء ذلك بعد اطمئنان السعودية برسم الحدود مع مصر من خلال تيران وصنافير، وكسب الجانب المصري لاستكمال المسيرة مع السعودية لمواجهة الإرهاب و خاصة امام قطر.

في خندق واحد

وقالت الصحيفة أن تحركات السعودية جاءت أيضاَ بعد علم المملكة بمحاولات قطرية للإسراع في بناء سد النهضة لمكايدة مصر حيث زار الأحد الماضي الوزير القطري أثيوبيا لدعم بناء السد، من خلال مشروع استثمارى وزراعى ضخم تموله الدوحة لزراعة مليون ومائتى ألف فدان فى منطقة السد ودفعت الجزء الأول من قيمة التعاقد الذى استفادت منه الحكومة الإثيوبية فى بناء السد.

وأضافت الصحيفة أن حجم الاستثمارات السعودية الحالية في إثيوبيا يبلغ 5.2 مليار دولار، مبيناً أن الاستثمارات الزراعية منها تمثل ما نسبته 30%، ولكن بحسب مصادر وفقاً للصحيفة فقد هددت السعودية أثيوبيا بقطع الاستثمارات عنها غذا ماتم وقف العمل في سد النهضة و التزام اثيوبيا ببنود اتفاق 2015.

وكانت إثيوبيا قد أعلنت في بادئ الأمر عن بناء سد ارتفاعه 90 متراً، وسعته التخزينية 14.5 مليار متر مكعب من المياه بهدف توليد الكهرباء، ثم غيرت الخطط وأعلنت عن مواصفات جديدة للسد، بارتفاع 145 متراً، يحتجز خلفه 74 مليار متر مكعب من المياه، في الوقت الذي تطالب فيه القاهرة بتخفيض هذه السعة، مع إطالة مدة ملء خزان السد لتتراوح بين 7 إلى 10 سنوات، في حين تتمسك أديس أبابا بملئه خلال 3 سنوات فقط، مما سيضر بشكل مباشر بحصة مصر المائية من النيل والمقدرة بـ55 مليار متر مكعب من المياه سنوياً.

مصر تنتصر

اشارت الصحيفة أن ترسيم الحدود بين مصر و السعودية بالتنازل عن تيران وصنافير لا يعد مكسب سعودي و لم تكن الزيارة السعودية لاثيوبيا لوقف سد النهضة فقط بسبب تلك الجزر، بل الانتصار المصري الحقيقي هو اعتراف السعودية بسيادة مصر في مواجهة الإرهاب واحتياج دول الخليج لمصر في هذه الحرب.

وقالت أن الرئيس المصري لم يتنازل عن الجزيرتين بأموال كما حدث مع اليمن حين ضغط العاهل السعودي على الرئيس اليمني لاجباره على ترسيم الحدود وفق تصوراتها، والقبول بخط 19 الذي يعطيها مساحة واسعة من الاراضي، وليس على اساس خط 17 الانكليزي، الذي كانت تصر عليه الحكومة اليمنية، علاوة على ما نجحت، اي السعودية، في قضمه من مدن وقرى على طول الحدود يؤكد اليمن انها تابعة له، حسب ترسيم الحدود الانكليزي في الجنوب.

ولكن زيارة العاهل السعودي الملك سلمان لمصر، و اغراءه باتفاقيات اقتصادية بقيمة 20 مليار دولار لم يجعل مصر تتنازل عن الجزر.

تحرك سعودي ضد إسرائيل

فيما كشفت صحيفة "إثيو ميديا"، ان بعد أزمة قطر حاولت إسرائيل دعم قطر في الخفاء ضد مصر و جري اجتماع بين هارتسي هيفلي رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل وبين ديلا ماديسن نائب وزير الخارجية الأثيوبي لعرض استثمارات جديدة من قبل إسرائيل لاستكمال سد النهضة وجاء العرض من خلال مشروع بناء وحدات سكنية ضخمة يصل إلى 2.4 مليون وحدة سكانية، منهم 900 آلف في اثيوبيا، بالإضافة إلى 8 محطات صناعية من أجل تحفيز قطاع التصنيع في إثيوبيا.

وفي أعقاب ذلك وفقاً للصحيفة تحركت السعودية لعرض مشروعات أكبر علي أثيوبيا لرفض العرض الاسرائيلي مقابل وقف العمل بسد النهضة وكان العرض السعودية له الإغراء الأكبر .

حيث تؤجر أثيوبيا شركة سعودية 25 ألف فدان لزراعة الأرز، لذا عرضت السعودية علي اثيوبيا مساحات أكبر لتوفير الأمن الغذائي لاثيوبيا.

وعرضت السعودية أستثمارات أكبر لشركة سعودي ستار لأن تصل المناطق المزروعة في إثيوبيا إلى 500 آلف هكتار (1.253 مليون فدان).

كما سيتم استثمار 200 مليون دولار لتحويل مساحة من الأحراش إلى مزرعة تعادل مساحة 20 ألف ملعب لكرة القدم.

ومشروع "سعودي ستار" هو أيضاً ضمن خطة استثمار طموحة وضعتها الحكومة الإثيوبية قائمة على تأجير 2.5 مليون هكتار (7 ملايين فدان تقريبًا)، وهي مساحة تقترب من مساحة دولة مثل بلجيكا، إذ يكمن هدف الحكومة في إدخال تكنولوجيا المزارع الحديثة من أجل إنتاج صادرات يمكنها ان تساعد في تعويض العجز التجاري الذي تعاني منه إثيوبيا.

وتوضح الصحيفة أن شركة "سعودي ستار" تخطط لإنفاق 100 مليون دولار أخرى بحلول عام 2018 لإكمال شق قنوات ري بطول 21 كيلومترا وجلب أجهزة إضافية. وتعول الشركة على هذه التحديثات لزيادة الانتاج السنوي من الحبوب من عشرة آلاف طن حسبما كان مخططا إلى 140 ألف طن، وهو ما يزيد على كامل احتياجات السوق الإثيوبي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً