قديما كانوا عصى الأنظمة الغليظة لتأديب المعارضين، وفتوات الانتخابات البرلمانية، وعزوة كل ظالم، وجيش كل متكبر، حديثًا صاروا فزاعة ترهب المواطنين، وآلات قتل للإيجار، تشير الإحصائيات أن أعدادهم تتراوح ما بين 300 ألف إلى نصف مليون.
المقصود هنا هم "البلطجية"، وبحسب الإحصائيات نفسها فإن 28٪ منهم يتمركزون بالقاهرة.
وللبلطجية أو الشبيحة أماكن يتمركزون عليها ويعقدون فيها اتفاقاتهم.. أهل مصر حصلت على خريطة بمقاهى المسجلين خطر فى التقرير التالى.
فتوات أبو العلا والدكرور
من أشهر المناطق التى تعرف باستخدام البلطجة فى القاهرة هى بولاق أبو العلا، التى تقع خلف مثلث ماسبيرو، على الرغم من أهمية وحيوية المنطقة القريبة من وزارة الخارجية ومتاحف وكورنيش النيل.
ويتجمع أرباب السوابق كل ليلة بقهوة "مظلوم"، التى لا يجلس عليها سوى هولاء أو مخبرى الشرطة بحثًا عن المتهمين، وفى حالة ساء حظ أحدهم وجلس على المقهى دون معرفة حقيقته يرتاب فيه العاملون على الفور ويسألونه "أنت عايز مين"؟ بدلًا من تشرب إيه؟.
وأشهر بلطجية المنطقة هو "على اللول" و"وليد السم"، والأخير شاب فى عمر 33 ويتميز بالتهور والجنون بسبب تعاطيه المخدرات وشرب الخمور المغشوشة، فى حين يعد "اللول" الأكثر تعقلًا، ويلجأ له الجميع لحل المشكلات وتصفية الحسابات.
أما منطقة بولاق الدكرور فهى لا تقل عن سابقتها، وإن كانت هى الأكبر من حيث المساحة، وفيها يصادفك مقهى "الحج"، وهو أشهر مقهى يمكنك أن تقابل عليه الأشقياء فيها، والأشقياء هو اللقب المحبب للبلطجية هناك، و"الشقى" الأشهر هناك يدعى "مصطفى اللبان"، وهو فى العقد الثالث من العمر، وله ملامح سمراء لا تستطيع النظر إليها طويلًا، كما أنه يعرف كل بيت وعائلة فى المنطقة، ويعرف أفراد كل بيت والمواليد والوفيات بطول وعرض الشوارع، وعدد المحلات، وكل تاريخ وقصة يمكنك أن تعرفها منه وتلجأ له فيها، لأنه ببساطة يتمتع بصيت واسع يعرفه حتى الغرباء والضيوف على المنطقة.
وتتميز بولاق الدكرور بوجود البلطجية من نوعين الأشقياء كما سبق، ونوع أكثر أناقة يطلق عليه "الكباتن"، وهم القائمون على العمليات المختلفة فى مناطق مجاورة مثل المهندسين والزمالك والدقى، ويطلق عليهم "الكباتن" لأنهم يمارسون الرياضة ويتمتعون بضخامة البنية والعضلات والأجساد التى تهدد النظر قبل الحديث، وهم أيضا يمارسون البلطجة فى شكل العمل بالحراسة الخاصة للتجار ورجال الأعمال والملاهى الليلية والمطاعم الفاخرة، كما أنهم يلازمون بعض رجال أعمال الخليج ممن اعتادوا السهر فى هذه المناطق.
وأشهر الكباتن فى هذه المنطقة "أبو فارس"، وهو اسم شهرة، ويعمل لديه أكثر من 30 "كابتن" كلهم من أصحاب الأجساد الضخمة والطول الفارع، والكابتن "عمرو البولاقى"، وهما يملكان مكاتب وسجلات تجارية للعمل فى الحراسة الخاصة للمنشآت التى تطلب ذلك بشكل شرعى.
- أسطورة "الإمبراطور" ترعب شبرا مصر
تعد منطقة شبرا مصر من أقدم المناطق التى نشأت فيها البلطجة، وفى فترة الانفلات الأمنى كان دخول رجال الأمن بكل صورهم من المستحيلات، وكان البلطجية يحمون المنشآت من الدخلاء أو "الفئران"، كما كانوا يطلقون عليهم، والفئران هو مسمى يطلق على "الأشقياء" المستجدين الذين يسطون على مناطق لا تتبع لهم.
قهوة "الإمبراطور" التى تشتهر بتجمع أكبر عدد من الأشقياء، خاصة فترة الليل وحتى الساعات الأولى من الصباح، اكتسبت شهرتها من أحد الأشقياء، والذى لقى مصرعه فى شجار كبير منذ خمسة أعوام، وكان لقبه الإمبراطور، وتم الغدر به على حد قول أعوانه وقتل فى معركة مع "أشقياء" من خارج المنطقة، ولذلك أصبح حمل السلاح أو إخفائه فى أقرب مكان ممكن، تحسبًا لأى مشكلة تقع فى أى وقت، السمة الغالبة على وجود الأشقياء فى أى مكان أو قعدة للحكم بين طرفين اختلفا حول أموال أو ملكية عقار أو ملكية أرض.
ومن أشهر الأشقياء فى منطقة "شبرا الخيمة" "سعد الضوى" وهو يفتخر بأن المطرب الشعبى "سعد الصغير" سماه والده على اسمه تيمنًا به، وهو على علاقة طيبة بسعد الصغير وعائلته، ويقوم الأخير بإحياء كل الأفراح والمناسبات السعيدة التى تخص الضوى مجانًا.
-عابدين والقلعة.. الإجرام بالأصول
من أشهر الأشقياء فى منطقة عابدين يدعى "أبو سيف"، وهو يخرج من المنطقة لحل مشكلات تخص أبناء منطقته، أما منطقة القلعة فهى تحت إشراف عائلة تدعى "البرعى"، وهم مجموعة من الشباب أشقاء من طرف الأب، أحيانا والأم أحيانا أخرى، ومات والدهم فى السجن بتهمة حيازة مخدرات، وهم أيضًا يملكون "دولاب" شهير/ وهو الدولاب، ولا يمكن للبطجية العبث معهم، كما أنهم على علاقة قوية بالأشقياء من عائلات المناطق المجاورة ليأمنوا شرهم ويضمنوا ولاءهم.
-السيدة زينب والسيدة عائشة.. مجرم على كل شارع
منطقة السيدة زينب كل شارع فيها له شقى من أصحاب التاريخ، خاصة شارع السد وشارع السلسلة ومنطقة أبو الريش وأيضًا مساكن زينهم، التى كانت لا تصلح للاستخدام الآدمى، حتى أقامت فيها الدولة المنازل وحاولت الخروج بها لبعض التمدن بلا جدوى، حيث إنها من ضمن الأماكن الخطرة لتجمع الأشقياء، خاصة الصغار عمرًا منهم.
وأشهر المقاهى التى تجمع الأشقياء مقهى "الزعيم"، الذى يقع أمام سوق الفاكهة الشهير، ويتجمع عليه أيضا كبار التجار فى المنطقة مساء، وبعض المقاهى الفرعية المتخفية فى الشوارع الضيقة التى يتم فيها عقد كل الصفقات بأنواعها.
أما منطقة السيدة عائشة فهى تكتظ بالسكان، وأيضًا يعرف فيها الأشقياء الذين توارثوا هذه المهنة، والمشكلة فى منطقة السيدة عائشة هو التناحر بين عائلة قديمة فى الشقاوة وهى عائلة "الغول" ونسل جديد فى الأمر وهو عائلة "صفوان"، وهما مثل القبائل دائمو التشاجر والتناحر، ولكل منهم مقر يجتمعون فيه وأشهر مقهى يجمع بينهم لافتعال المشكلات هو مقهى "سالم" بجوار سبيل أم عباس.
- قهوة الصعايدة والمزاج تتحديان الأمن فى شبرا الخيمة
تقع بعزبة عثمان بمنطقة شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، تعتبر من أخطر المقاهى الموجودة داخل العزبة، يتميز نشاطها بالقمار على مدار اليوم نظرًا لقربها من شارع يسمى شارع العربجية.
قهوة مصطفى، المعروفة بـ "قهوة المزاج" من أشهر المقاهى فى عزبة عثمان بشبرا الخيمة، على الرغم من صغر حجمها وتعتبر غرزة، حيث يتم فيها تعاطى المواد المخدرة بشكل يومى من الحشيش والترامادول، يلجأ إليها الشباب نظرًا لبعدها عن رجال المباحث ووقوعها بين الأزقة والحواري.
تقلا عن العدد الورقي.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
