نجح فريق من العلماء الأمريكيين في تحديد جدول جيني يسيطر على الآلية التي يتطور ويتغير بها المخ على مدار حياة الإنسان، ليسيطر هذا الجدول على كيفية، وتوقيت حدوث التغيرات الجينية في أوقات مختلفة من حياة الإنسان وفقًا لأدائه لمجموعة من الوظائف.
وأوضح علماء المخ والأعصاب، إمكانية تحديد التوقيت الدقيق بحيث يمكنهم معرفة عمر الإنسان من خلال النظر إلى الجينات المعبرة عنه في عينة من أنسجة المخ .
فقد عكف العلماء على تحليل البيانات المعنية بقياس التعبير الجيني في عينات أنسجة المخ من أشخاص في مراحل عمرية مختلفة، بدءا من التكون في رحم الأم وصوولا إلى عمر الـ78 عاما.
وقد وجد العلماء أن توقيت حدوث خلل أو شيخوخة جين من الجينات يتبع نمطا صارما على المدى مراحل العمر ، ليتم الانتهاء من معظم التغيرات في التعبير الجينى في المخ في مرحلة منتصف العمر.
وأشار العلماء في مختبر الجينات في "مختبر الإدراك" بجامعة "ادنبرة"، قد يتأثر جدول التغير الجينى قليل بين النساء مقارنة بالرجال ، مما يشير إلى أن مخ الإناث يتقدم فى العمر ببطء مقارنة بالذكو، هذا وتبلغ ذروة أكبر عملية لإعادة تنظيم الجينات ، فى مرحلة البلوغ والشباب في عمر ال 26 عاما ، حيث وجد الفريق البحثى تأثير هذة التغيرات على نفس الجينات المرتبطة بمرض الفصام .
و يرى الفريق البحثى أن النتائج المتوصل إليها يمكن ان تفسر لماذا لا تظهر أعراض الإصابة بالفصام بين الأشخاص قبل سن البلوغ ، على الرغم من أن التغيرات الجينية المسؤولة عن هذه الحالة المرضية موجودة منذ الولادة .
كما وجدت الدراسة أن هذا الجدول الجينى موجود لدى الفئران أيضا، على الرغم من قصر عمرها مقارنة بالإنسان ، وهو ما يشير إلى أن الجدول الزمنى لشيخوخة المخ هو عمل مشترك بين جميع الثدييات ، و ربما يصل عمره ملايين السنوات.
ويهدف العلماء فى سياق دراستهم إلى التوصل إلى كيفية السيطرة على خطى الجدول الجينى، مما يؤدى إلى تطوير علاجات تغير مسار شيخوخة المخ ، فضلا عن تطوير علاجات فعالة ضد مرض الفصام والعديد من أمراض الصحة العقلية .
و قال البروفسور سيث جرانت، رئيس مختبر الجينات في مختبر الإدراك في جامعة ادنبره: "اكتشاف هذا البرنامج الوراثي يفتح طريقة جديدة تماما لفهم السلوك وأمراض الدماغ طوال الحياة".