حالة من الجدل والاختلاف بالشارع السكندرى بسبب مشروع ردم وتغطية المجرى المائى لترعة المحمودية لإنشاء محور مرورى جديد، يوازى طريق كورنيش الإسكندرية، يحمل اسم "شريان الأمل"، والذى يعد واحدًا من 3 مشروعات أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى عن تنفيذها على أرض الإسكندرية فى ختام المؤتمر الوطنى الرابع للشباب الذى استضافته مكتبة الإسكندرية الشهر الماضى.قلق وترقب بين أهالى الثغر منذ الإعلان عن بدء تنفيذ المشروع، إذ تُعد ترعة المحمودية متنفسًا طبيعيًا لأهالى المناطق المطلة عليها رغم حالتها المتردية خلال السنوات الـ 7 الأخيرة، ويعود تاريخ حفرها إلى أكثر من 200 عام، فى عهد محمد على، وكانت ممرًا للمراكب التجارية بين الإسكندرية ونهر النيل وإيصال مياه النيل للإسكندرية مرورًا بمحافظة البحيرة.ـــ مصير أموال تطوير الترعةفيما أُثيرت تساؤلات كثيرة حول أعمال تطوير ترعة المحمودية التى تمت على مدار الشهور الماضية وتنفيذ المرحلة الأولى من أعمال التطوير بطول 500 متر، بدءًا من قسم شرطة مينا البصل وحتى كوبرى كفر عشرى، بتمويل من المجتمع المدنى، كما أنه سبق وخصصت الدولة 250 ألف جنيه يجرى استغلالها فى تطهير الترعة ورفع المخلفات والردم من جانبى الترعة، بناءً على تعليمات المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء السابق.وقال الدكتور محمد سلطان، محافظ الإسكندرية: إن التصديق والدعم الكامل من الرئيس السيسى لجعل محور المحمودية شريانًا حيويًا لحل مشكلة التكدس المرورى والازدحام بعروس البحر المتوسط، يؤكد على أهميته، وذلك بعد أن عانت الترعة من الإهمال والتخريب فى السنوات الأخيرة، بحسب قوله.
ــــ تفاصيل المشروعحول تفاصيل المشروع، أوضح المحافظ، أنه سيُنفذ بطول ٢١.١ كيلو متر، بدءًا من الحدود الإدارية للمحافظة بالكيلو ٥٦ "مخرج ترعة راكتا" شرقًا وحتى المصب بمنطقة الدخيلة، بالكيلو ٧٧.١ غربًا، ومن المقرر الانتهاء منه نهاية العام الجارى، مشيرًا إلى أن المشروع تنفذه جميع الجهات القائمة وهى "المحافظة، المنطقة الشمالية، وزارة الرى، الإسكان، مديرية أمن الإسكندرية، جامعة الإسكندرية" من خلال عدة زيارات ميدانية، منذ انعقاد مؤتمر الشباب وحتى اليوم، للوقوف على أنسب مقترحات للتطوير والتحديات والمعوقات للمشروع لتذليلها وإنجاز المشروع فى الوقت المحدد له.ــــ 43 مليار جنيه قيمة المصانع غير المستغلةأضاف سلطان، أنه سيتم ربط المحور المرورى الجديد بـ ٢٥ محورًا فرعيًا فى نطاق الإسكندرية، لافتًا إلى أنه تم حصر الأراضى والمصانع والكيانات غير المستغلة على مسار المحمودية لاستغلالها فى المشروع وجاءت مساحتها مليونين و117 ألفا و239 مترًا مربعًا، على مسار الترعة، بقيمة 43 مليار جنيه تقريبًا.ـــ مأزق كورنيش ترعة المحموديةفيما يخص أعمال التطوير التى تمت ومصير الكورنيش الذى أنشئ لجعل الترعة متنفسًا حضاريًا لأهالى الثغر، جاءت تصريحات اللواء محمد عبدالوهاب، رئيس حى غرب، بأنه لم يتم تحديد مصيره حتى الآن، قائلًا: "لسة مش عارفين مصيره إيه.. وإذا كان سيزال أم لا؟" وهو الأمر الذى يتناقض مع مخطط إنشاء المحور.ـــ تردد حول تنفيذ المشروعفى تصريح خاص لـ"أهل مصر" كشف المهندس ماهر أبوجيل، رئيس لجنة تطوير وحماية مهنة المهندس الزراعى وعضو مجلس إدارة نقابة الزراعيين بالإسكندرية، أنه كان هناك حالة من التردد حول تنفيذ المشروع، إلا أن الرئيس السيسى حسم الأمر عندما أصدر قرارًا بتنفيذ المشروع من خلال ردم أجزاء كبيرة من الترعة التى تقع داخل الحيز العمرانى فى الإسكندرية، الأمر الذى سيعمل على حل العديد من المشكلات التى تعانيها المحافظة نتيجة استمرار ترعة المحمودية على وضعها الحالى على أنها مجرد ترعة تمر بمحافظة الإسكندرية.وقال أبو جبل: إن المشروع يعتبر من أهم المشروعات الخدمية التى تخدم محافظة الإسكندرية من طرق وكبارى ومحاور رئيسية وطريق يربط وسط الإسكندرية بغربها وشرقها بشكل انسيابى، وسيرفع قيمة الوحدات السكنية فى المناطق التى يمر خلالها محور ترعة المحمودية.ـــ تأثر مياه الشرب بردم الترعةحول ما أثير من تخوفات لتأثر مياه الشرب بتنفيذ المشروع، أوضح أن ترعة المحمودية تعتبر شريانًا رئيسيًا لمياه الشرب بالإسكندرية، إلا أن تنفيذ المشروع سيؤثر فقط على محطة رفع مياه شرق الإسكندرية، أما محطة رفع مياه غرب الإسكندرية فإنها تعتمد على ترعة النوبارية، لافتًا إلى أن ترعة المحمودية من الممكن أن تمر من خلال مواسير وهو الحل الأفضل لتبقى مصدرًا لمياه الشرب فى محطة شرق الإسكندرية.ـــ هلاك الأراضى الزراعيةأشار إلى أن الرئيس السيسى اجتمع بمحافظى الإسكندرية والبحيرة؛ لأن الجزء الذى سيتم تطويره هو الجزء الذى يوجد فيه أراض زراعية تعتمد على ترعة المحمودية فى عملية الرى، وهى المناطق التى تقع ما قبل منطقتى خورشيد والزوايدة بمحافظة الإسكندرية ومناطق كفر الدوار وما قبلها بمحافظة البحيرة، وهذا الجزء سيتم تطويره وليس ردمه أو ردم أجزاء محددة والإبقاء على بقية الأجزاء لتظل كما هى ترعة.