اعلان

حكايات لم تروى عن نصر أكتوبر.. جنود يستهدفون "التبة المسحورة" بمساعدة "نجوم السماء".. ومكافأة 2000 جنيه لطيار تصدى لـ4 مقاتلات إسرائيلية

شهدت حرب السادس من أكتوبر عام 1973 بطولات للعديد من أبناء الشعب المصرى بوجه عام، ورجال القوات المسلحة البواسل على وجه الخصوص، فبعيدا عن نجاح الحرب فى استعادة الأراضى المصرية، وهيبة الجيش المصري، ووضع حدا لأسطورة إسرائيل فى مواجهة العرب، كان للحرب تأثيرًا قويًا على الصعيد النفسي الإسرائيلي، فالانتصار ترك أثرا قويا فى نفوس الإسرائيليين الذين فقدوا الثقة فى تفوقهم الدائم، وهناك رموز وعناصر من أبطال القوات المسلحة كانت له ملاحم خلال تلك الحرب.

حاورت "أهل مصر" عدد من أبطال حرب أكتوبر، حيث بدأ اللواء طيار وصفى بشارة، حديثه بالقول أن "الروح المعنوية العالية وحب الوطن وضرورة استرجاع الكرامة" كانت الدوافع الأساسية لتحقيق الانتصار فى حرب أكتوبر.

وأوضح أن دوره فى حرب أكتوبر تمثل بالمشاركة فى حماية القوة الضاربة، والقوات البرية خلال الهجوم، ومواقع الدفاع الجوى، والمواقع الأساسية للقيادة والجيوش، موضحا أن كان يعمل على تأمين عودة الطيران المصرى من تنفيذ الهجوم فضلا عن تنفيذ عمليات إبرار قوات الصاعقة، بالطائرات الهيلكوبتر.

وأشار إلى أن حرب أكتوبر مليئة بمواقف لا تنسى، موضحا أنه لا يجب اختزال حرب أكتوبر فى أيام الحرب بل سبقها حجم كبير من التجهيزات جاءت عقب انتهاء حرب 1967، مضيفا أن القوات الجوية خسرت ما يقرب من 90% من مقاتلاتنا فى حرب الاستنزاف، مما جعل المسئولية كبيرة من أجل سرعة استعادة القدرات القتالية للقوات المسلحة المصرية، وأضاف أنه فى سبتمبر عام 1969 نجح فى اسقاط طائرة "فانتوم" تابعة للجيش الإسرائيلي.

- الطيار وصفي بشارة: أخدت مكافأة ألفين جنيه بعدما تصديت لـ4 طائرات إسرائيلية

وأشار إلى أنه دخل وأحد زملائه فى اشتباك مع أربع مقاتلات إسرائيلية كانوا يحاولون الهجوم على قناة السويس، مشيرا إلى أن الاشتباك استمر دقيقتين، ونجحت فى إسقاط الطائرة بصاروخ بعد إصابتها إصابة مباشرة، مضيفا أن حصل على مكافأة قدرها 2000 جنيه وهى مكافأة مرتفعة مقارنة بقيمة المكافآت وقتها حيث أن المكافأة المعتادة فى ذلك الوقت كانت 500 جنيه فقط، مشيرا إلى أنه قام بتوزيع المكافأة مع زملائه.

وأوضح أنه تم وضع خطة الحرب، وتوزيع المهام، وأنه كان فى سرب حماية الطائرات المقاتلة، والقوات البرية خلال العبور،مشيرا إلى أنه كانت هناك أعمال تدريب شبيهة لما سيتم تنفيذ خلال الحرب، وذلك قبل فترة طويلة من اندلاع الحرب.

وأضاف أنه يجب الأشادة بالأطقم الفنية الأرضية فهى كانت بمثابة الجندى المجهول فى المعركة، نظرا للدور الذى قامت به فى سرعة تجهيز الطائرات وتسليحها.

وأشار إلى نجح مع زملائه فى أسر العديد من الطيارين الإسرائيليين خلال حرب أكتوبر، وبذلك خلال اشتباكات فوق السنبلاوين.

وأضاف أن أعمال التجهيز والتحديث التى يشهدها الجيش المصري فى الوقت الراهن من أفضل الأشياء التى حدثت منذ سنوات،فالدولة لن تصبح قوية ولها كلمة إلا اذا كان لديها جيش قوى، مشددا على أنه من الممكن أن تحقق أى شىء فى حياتك كدولة وشعب طالما يوجد الإرادة وحب البلد، مطالبا الشباب بالعمل ليلا ونهارا من أجل استعادة الوضع الاقتصادى المصرى، وتحقيق التقدم والرخاء لهذا البلد العظيم.

- ملازم محمد عبد السلام: تمكنا من استهداف "التبة المسحورة".. واستخدمنا النجوم لمعرفة الطريق

أما اللواء أركان حرب محمد عبدالسلام السيد فكانت لديه مهمة وطنية ضخمة فى حرب أكتوبر 1973، حيث إنه كان ضابط بالمخابرات الحربية والاستطلاع، حيث يشير إلى أنه مهتمه فى الحرب فى عمق نقاط العدو.

وأوضح أنه شارك فى حرب أكتوبر برتبة ملازم أول وكانت مهمته خلف خطوط العدو، من أجل تحديد حجم قوات العدو، مشيرا إلى أنه بعد الضربة الجوية الأولى فى حرب أكتوبر، ومع عودة الطائرات المنفذة للهجوم وإبلاغنا بأن الهجوم نجح فى استهدف كافة الأهداف المطلوبة بالكامل بدأت رحلة العبور، موضحًا أنه رغم أن ترتيب مجموعته فى العبور كان متأخرا إلا أنه يجب أن يسبق جميع القوات.

وأشار إلى أن مجموعته كانت مكونة من 4 أفراد، وكانوا يحملون معدات كثيرة للغاية، وأن مهتمه كانت رصد لنشاط العدو ونقاطه الدفاعية، والتي تكمن صعوبتها في عدم التواجد فى مكان محدد فيجب تفادى عيون العدو والهروب منه وليس الصدام به، موضحا أنه كان يتحرك ليلا ونهارا، وكان يعتمد فى السير على النظام الفلكى للنجوم ليلا.

وأشار إلى أن مجموعته تمكنت من استهداف النقطة القوية للعدو والتى كانت تسمى "التبة المسحورة"، حيث رصدنا مواقع الدبابات وتمركزها وتحركاتها، وساعدنا القوات فى اقتحام التبة والسيطرة عليها، موضحا أنها من تلك النقاط الحصينة للعدو والسيطرة عليها أعطت القوات المصرية أفضلية أكبر والسيطرة بشكل أكثر.

وأوضح أنه خلال التحركات وجد مجموعة من ابطال القوات المسلحة وقد استهدفت مركبتهم، ووجدنا فردين مصابين تم ابلاغ عن موقعهما وبالفعل تم انقاذهما، أما الشهداء فتم دفنهم فى موقعهم لأنه لا يتم إخلاء الشهداء إلا بعد الحرب، وبعد ذلك تم نقل جثامينهم إلى مدافن الشهداء بالسويس.

وأشار إلى أنه كان يتدرب على الرصد وتحليل التهديد بطريقة سريعة لإدارة النيران، مشيرا إلى أنه فى بعض الأحيان كان يتم تعديل إحداثيات استهداف نقاط العدو بالمدفعية لكى تصيب الأهداف مباشرة.

وأوضح أنه يفخر بمهمة أخرى كلف بها فى حرب أكتوبر 1973، حيث إن اللواء 130 مشاة ميكانيكي برمائى تعرضت للحصار فى نقطة "كبريت"، وكلفت فى 25 أكتوبر باختراق الحصار وتوصيل رسالة شفهية لقائد اللواء، مضيفا أنه بالفعل بدأ فى تنفيذ المهمة.

وأشار إلى أنه تأخر عن الموعد المحدد للوصول، حيث استغرق فى السير ما يزيد عن 5 ساعات متواصلة ونظرا لتأخره بسبب العدد الكبير من الدوريات الإسرائيلية تم مطالبته بالعودة خوفا على سلامته، ولكن اصر على استكمال المهمة وبالفعل وصل إلى اللواء 130 مشاه ميكانيكي.

وتابع أنه عقب وصوله إلى اللواء قامت القوات باستجوابه للتأكد من أنه تابع للقوات المسلحة المصرية، وبعد التأكد التقى قائد اللواء وتعرف على المطالب والخطط المقترحة للإخلاء والامداد المطلوب، مشيرا إلى أنه تعرف كل ذلك وقام بنقلها بشكل شفهي إلى القيادة وتم تنفيذ خطة الإخلاء بنجاح للواء 130 مشاه ميكانيى برمائى.

وأضاف أنه تم تكريمه، وحصل على نوط الجمهورية على ما تم إنجازه، وعلى الدور الذى قام به فى حرب أكتوبر 1973، مشيرا إلى أن الشباب المصري قادرا دائما على تحقيق المستحيل بفضل حماسه وإيمانه وحبه للوطن.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
رئيس الحكومة اللبنانية المؤقتة يصل سوريا