قال الشيخ محمد العجمي، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، إن قافلة علماء الأوقاف توجهت، اليوم الجمعة، إلى مساجد إدارة أوقاف العامرية لأداء خطبة الجمعة، تحت عنوان "منزلة الشهيد"، وذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، بنشر الفكر الوسطى المستنير بين الناس.
وقال "العجمى"، إن هناك صنف من الناس هانت عليهم دُنياهم ولم تغرَّهم مُتَعُ الحياة وزخرفها، ولم يقعدْ بهم الخوف على الذريَّة والأولاد، سلكوا طريقًا جبن عنه الكثيرُ، اختاروا طريقًا قلَّ سالكوه، وركبوا بحرًا تقاصَرتِ الهمم عن رُكوبِه، علموا أنَّ العمر محدودٌ والطريق طويل، فاختاروا أرفعَ المقامات وتسنَّموا ذُرَى الإسلام، علموا أنَّ أغلى ما يملكه الإنسان روحه التي بين جنبَيْه، فقدَّموها قُربانًا إلى ربهم، يهون المال والمتاع دُون الدم، ولكنَّهم أراقوا دِماءهم في سبيل الله، سمعوا قول الله تعالى: "إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ" [التوبة: 111]، فعقدوا البيعَ مع الله.
"السِّلعة أرواحهم ودماؤهم، والثمن الموعود عند الله هو الجنة، ومَن أوفى بعهده من الله؟! فيا لله ما أعظمَه من بيعٍ، وما أعظمه من ربح! لله درهم، ما أشجعهم! غادَرُوا أوطانهم، وهجَرُوا نساءهم، وفارَقُوا أولادهم وخلانهم يطلُبون ما عند الله، تركوا لذيذَ الفِراش ورغد العيش وخاطَرُوا بأنفُسِهم في سبيل الله يطلُبون الموت مظانه، لله درُّهم ما أقوى قلوبهم، لله درُّهم ما أقوى إيمانهم حين يعرضون رقابهم للحُتوف ويريقون دماءَهم تقرُّبًا إلى الله ربِّهم؛ طمعًا فيما عند الله".
وأشار وكيل وزارة الأوقاف، إلى أن سبب تسمية الشهيد شهيدًا للعلماء في ذلك أقوال شتى منها لأنه حي فكأن أرواحهم شاهدة أي حاضرة، ولأن الله ورسوله وملائكته يشهدون له بالجنة، ولأنه يشْهَد (يرى) عند خروج روحه ما أُعدّ له من الكرامة، ولأنه يُشْهَد له بالأمان من النار، ولأن ملائكة الرحمة تشهده عند موته وتشهد له بحسن الخاتمة، ولأنه يشاهد الملائكة عند احتضاره، ولأن الله يشهد له بحسن نيته وإخلاصه، ولأنه الذي يشهد يوم القيامة بإبلاغ الرسل.
وأكد أن أرواح الشهداء في جوف طير خضر لها قناديل معلقة تحت العرش تسرح في الجنة حيث شاءت، والشهادة صفقة رابحة مع ربٍّ كريم "إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ" الله أكبر ما أعظمه وأجله من تبايع الله المشتري والثمن جنات النعيم، وقد ربح هذه البيعة الصحابي الجليل حارثة بن سراقة رضي الله عنه وكان قتل يوم بدر أتت أمه إلى رسول الله وقالت: يا نبي الله ألا تحدثني عن حارثة فإن كان في الجنة صبرت وإن كان غير ذلك اجتهدت عليه في البكاء ؟ قال: يا أم حارثة إنها جنان في الجنة وإن ابنك أصاب الفردوس الأعلى" رواه البخاري.
كما أكد أن منزلة الشهيد في الجنة مئة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيله ما بين الدرجتين، كما بين السماء والأرض ومن راح روحة في سبيل الله كان له بمثل ما أصابه من الغبار مسكا يوم القيامة وقال صلى الله عليه وسلم: "رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وإن مات جرى عليه الذي كان يعمله، وأجرى عليه رزقه وأمن الفتان" رواه مسلم، وعندما تتعلق قلوبنا بالدنيا ومتاعها وعندما نركن للدنيا حبا في الحياة وكراهية للموت فإن الدنيا لا تساوي شيئا أمام الجهاد في سبيل الله والاستشهاد في سبيله قال صلى الله عليه وسلم: "رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها" رواه البخاري.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
