انتشرت في الآونة الأخيرة، جرائم قتل بشعة كان بطلها "مريض نفسي"، لا يفرق بين القريب والغريب، بين الأهالي والجيران، بين أبواه أو حتى فلذة كبده؛ بررتها التحريات والتحقيقات بأنه مريض نفسي، "مجنون"، ظاهرة منتشرة في الشوارع المصرية، بل والأسر أيضا، وصفها البعض بأنها قنبلة موقوته تهدد المجتمع.
"أهل مصر" يرصد في التقرير التالي أبرز الجرائم التي حدثت كان المتهم الرئيسي فيها "مريض نفسي" على النحو التالي:
يقتل شقيقه ويسلخه ويأكل لحمه بكفر الشيخ
شهدت مدينة كفر الشيخ، واقعة قتل بشعة عندما أقدم مريض نفسي على قتل شقيقه، الطفل بالصف السادس الابتدائي وأخرج أحشاءه، وتناول بعضا منها.
وانتقل رجال المباحث لموقع الحادث، وتبين وجود جثة الشقيق المبلغ بجوار سور مضرب الأرز بأرض فضاء، بها إصابات عبارة عن خروج أحشاء وأثار سلخ بمنطقة الصدر والبطن والذراع الأيسر والعضد الأيمن، ويوجد أثار قطع من اللحوم متناثرة، بالمكان من الجثة، وعثر على مقص معدنى عليه أثار دم المجنى عليه.
وبسؤال والد المتهم والمجني عليه، "السيد محمد محمود" مأذون 61 سنة، قرر بأن نجله المتهم أقر له بقيامه بقتل شقيقه الأصغر وأكل لحومه، مؤكدًا أن نجله المتهم يعاني من أمراض نفسية وعصبية ويعالج منذ عام ونصف عند أحد الأطباء النفسيين، وتعرف على المقص المعدني المعثور عليه بجوار الجثة بأنه خاص بالمنزل، وبسؤال المتهم أقر بارتكابه الواقعة.
يقتل طفليه ويصيب زوجته بالمنيا
وفي محافظة المنيا، أقدم عاطل، على قتل اثنين من أبنائه وحاول قتل زوجته وطفله الثالث الآخر باستخدام "بلطة"، بقرية ريدة التابعة للمركز، وأفادت تحريات أولية بأن الجاني مريض نفسي.
وانتقلت أجهزة الأمن إلى مكان البلاغ، وألقى القبض على المتهم ويدعى "خالد ف"، واستدعيت سيارات الإسعاف لنقل الجثثين والمصابين إلى المستشفى، وبإجراء التحريات الأولية تبين أن المتهم كان يعاني من مرض نفسي، وأودع بمستشفى الصحة النفسية، وعندما تماثل قليلا للشفاء خرج من المستشفى، وظل يقطن بالمنزل لا يخرج منه للعمل حتى وقت وقوع الجريمة.
كما تبين أن المتهم لديه 3 أطفال جميعهم في سن لا يتجاوز 10 سنوات، وأنه أمسك ببلطه حديدية، في ساعة متأخرة من الليل، وأنهال بالضرب على زوجته وأبنائه الثلاثة دون أي مقدمات ثم خرج من المنزل يسير على قدميه، وأسفر ذلك عن مصرع طفلين وإصابة الطفل الأخر وأمهما، ونقلا إلى مستشفى المنيا الجامعي في حالة خطرة لتلقي العلاج.
يقتل والده في الإسكندرية
شهدت منطقة الفلكى بالإسكندرية التابعة لقسم المنتزة جريمة مأساويه، عندما أقدم شاب يعانى من مرض نفسي "انفصام فى الشخصية" على قتل والده فى أثناء تعرضه لنوبة هستيرية، فحاول الأب تهدئة نجله، فدفع حياته ثمنا لحالة الابن.
انتقلت النيابة العامة لمحل الواقعة لمعاينة الواقعة، وأمرت بنقل الجثة إلى مشرحة كوم الدكة، وتم ضبط القاتل، وتحرير محضر بالواقعة، وجارٍ عرض القاتل على النيابة العامة.
يقتل منجدا بسكين في المنوفية
قتل عامل منجدا في شبين الكوم بالمنوفية، بالانتقال والفحص وسؤال شقيقه "أ م أ ا" 32 سنة، منجد ومقيم بذات الناحية، أفاد بعلمه من الأهالي بقيام "ح س ح أ" 27 سنة، عامل، ومقيم بذات الناحية بالتعدى على المجني عليه بسكين أودت بحياته، وأضاف أن المتهم يعاني من اضطرابات نفسية.
تمكنت وحدة مباحث القسم من ضبط المتهم والسلاح المستخدم وتم التحفظ عليه وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، حرر عن الواقعة المحضر رقم 16751 جنح قسم شبين الكوم لسنة 2017، كلفت إدارة البحث الجنائي باستكمال الفحص والتحري حول الواقعة.
يقتل ربة منزل طعنًا بسكين في حدائق القبة
أقدم مريض نفسي على طعن ربة منزل وضربها بقطعة خشبية حتى فارقت الحياة، أثناء خروجها من منزلها بحدائق القبة.
قالت التحقيقات، إن المتهم من ذات المنطقة التي تقطنها المجني عليها بحدائق القبة، وأنه أثناء نزول المجني عليها إلى الشارع بادرها المتهم بعدة طعنات من سكين كانت بحوزته، مضيفة أنه قام أيضًا بضربها على رأسها بقطعة خشبية، مما أدى إلى مصرعها.
وتبين أنه أثناء خروج المجني عليها من منزلها إلى الشارع انقض عليها أحد الأشخاص وطعنها بـ"سكين مطبخ" كانت بحوزته، ثم أتى بقطعة خشبية من على الأرض وضربها على رأسها، مما أدى إلى سقوطها على الأرض وفارقت الحياة.
وكشفت التحريات، أن المتهم يعاني من اضطرابات نفسية ويُعالج في أحد مستشفيات الأمراض العصبية والنفسية، وأنه من سكان المنطقة التي تقطنها المجني عليها ولا يمت بصلة للضحية.
استشاري الطب النفسي: 17% من الشعب المصري مريض نفسيا
ومن جانبها، أكدت الدكتورة جوجيت سافيدس، استشاري الطب النفسي، أن نوبات القلق الشديد أصبحت سائدة، لدرجة ارتفاع نسبة الأمراض النفسية بمختلف أنواعها، ووصولها إلى 17% من الشعب المصري، منهم 7% لديهم توتر عصبي.
وأشارت، إلى أن مرض الفصام هو مرض مزمن يؤثر فيه أمر عضوي؛ لأنه يكون نتيجة تغيرات فى الخلايا المخية، وعند المقارنة بين شخص طبيعى ومريض بالفصام نرى تغيرا فى شكل الخلية نفسها؛ فهو مرض يشعر فيه المريض أنه منفصل عن العالم ولا يوجد حوار بينه وبين الآخرين، ويعيش فى ضلالاته وأحاسيسه ويبنى عليها تعاملاته الخاطئة مع الآخرين.
وأضافت "سافيدس" أن جميع أعراض الأمراض النفسية طبيعية وتنتاب الجميع من حين لآخر، لكن خطورتها في استمرارها بحد أدنى أسبوع كامل ومدى تأثيرها على سير الحياة بشكل طبيعي، مشيرة إلى إن أغلب الأمراض النفسية التي تصيب الجميع بدون استثناء بشكل شائع، التوتر، والخوف من المجتمع، والوسواس القهري، واضطراب ما بعد الصدمات.
وأوضحت، أن الاضطرابات الشخصية تعتبر عرضا نفسيا أكثر منه مرض نفسي، إذا لم يتضاعف، ونتعامل معه بهدوء وتقدير لحجم المشكلة دون توجيه أي عبارات سلبية حتى لا يشعر الشخص بالمرض النفسي؛ فدائما يجب أن نتعامل معه على أنه طبيعي وغير عاجز، ويجب مساعدته على التنزه والابتعاد عن المشاكل وعدم التعليق على كلماته أو تركه للانعزال، مضيفا أن وجود أشخاص إيجابيين ودعم نفسي أمر مهم وتوجد حالات تحتاج إلى بعض المهدئات حتى تستعيد عافيتها.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
