مع الانهيار الذي يعيشه تنظيم داعش الإرهابي، في جميع المناطق التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق، والتي أصبح قاب قوسين أو أدنى إلى الالتحاق بمصير تنظيمه الأم «القاعدة»، هذا ما دفع «الأخير» إلى بدء مخطط جديد للعودة مرة أخرى إلى ساحة الإرهاب بعد اختفاءٍ لسنوات طويلة، هذه العودة جاءت عبر الحدود المصرية الغربية، من خلال إعادة ترتيب نفسها.
وشملت خطة عودة التنظيم بحسب ما كشفت عنه إحدى المنتديات الجهادية التي حصلت «أهل مصر» على نسخة منها، إعادة السيطرة على الصحراء الغربية، الموطن الأول لهشام عشماوي ضابط الصاعقة السابق، بعدما هرب من تنظيم أنصار بيت المقدس، ومعه رفاقه عماد الدين عبد الحميد – الذي أعلن عن مقتله في العملية التي قامت بها القوات المسلحة الأربعاء الماضي.
كما تضمنت خطة القاعدة عقد جلسات مع عدد من قادة التنظيم المتواجدين في ليبيا لنقل التمويلات، التي يحتاجها التنظيم في مصر، وعلى رأس هؤلاء الذين تم عقد الاجتماع معهم هو أياد غالي زعيم تنظيم أنصار الدين، وضم الاجتماع أيضًا هشام عشماوي، وأرسلت الخطة إلى العناصر الموجودة في مصر.
وأوضحت مصادر أمنية، في تصريحات خاصة، أنه خلال العمليات التي قامت بها قوات الأمن على المعسكر الذي أقامه الإرهابيون في منطقة الواحات، تم الحصول على الخطة المستقبلية التي كان من المتوقع أن يقودها التنظيم الإرهابي، ضد رجال الجيش والشرطة.
واحتوت الخطة "المضبوطة" على توسيع الدائرة الإرهابية لتشمل المدنيين، وثم يتم بعد ذلك توسيعها لتشمل المناطق الحيوية، والسياحية، وكذا توسيع دائرة تنفيذ عمليات ضد البنوك ومكاتب الصرافة في حالة تعثر التمويل.
حلف بلمختار
خطة عودة القاعدة في الصحراء المصرية اعتمدت عقب توقيع أربع جماعات جهادية ناشطة في منطقة الساحل، بينها تنظيما "اياد اغ غالي" المالي و"مختار بلمختار" الجزائري، أعلنت في فيديو اندماجها لتشكيل تنظيم موحد.
وفقا للمصادر الأمنية فقد تم تشكيل تنظيم جديد باسم "جماعة نصرة الاسلام والمسلمين"، بقيادة "غالي"، حسب تأكيد وكالة "نواكشوط" للأنباء التي أكدت انها تلقت الفيديو، لكنها لا تنوي نشره على الانترنت، موضحة أن التنظيم الجديد يضم جماعات "أنصار الدين" (اغ غالي) و"المرابطون" (مختار بلمختار) و"إمارة منطقة الصحراء" (القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي)، و"كتائب ماسينا «بول امادو كوفا الناشط في وسط مالي»،كذلك، نشر موقع الوكالة لقطة أفاد أنها من الفيديو بدا فيها "اغ غالي" متوسطا "أمراء" التنظيمات الأخرى: "يحيى أبو الهمام أمير منطقة الصحراء، ومحمدو كوفا أمير كتائب ماسينا، والحسن الأنصاري نائب أمير المرابطون"، إضافة إلى "أبو عبد الرحمن الصنهاجي قاضي منطقة الصحراء".
وأكد اغ غالي، وهو من الطوارق، أن الجماعة الجديدة تبايع زعيم تنظيم "القاعدة" أيمن الظواهري، وأمير القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أبو مصعب عبد الودود، وأمير حركة "طالبان" أفغانستان الملا هيبة الله، كذلك أشاد بزعيم "القاعدة" أسامة بن لادن الذي قتل في هجوم لفرقة كوماندوز أميركية في باكستان في مايو 2011.
وكانت المجموعات كافة على علاقة بـ"القاعدة"، كذلك ساهمت في سلسلة هجمات عنيفة أدت إلى خروج شمال مالي عن سيطرة الحكومة لمدة عام تقريبا بعد ربيع 2012، ولاحقا طرد المسلحون المتشددون من المنطقة نتيجة عملية عسكرية بقيادة فرنسية، ورغم ذلك، ما زالت مناطق واسعة في شمال مالي تشهد هجمات مجموعات جهادية.
وباتت الحكومات التي تكافح الجهاديين تعتبرها منصة لشن الهجمات على بلدان آخرى في المنطقة.