في لمحة فنية معهودة من قبل المنظمين لمهرجان القاهرة السينمائي، فبعد وفاة الفنانة فاتن حمامة، في 17 يناير 2015، أي بعد عامين على وفاتها قررت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أن يحمل البوستر الدعائي لدورته الـ37 صورتها، وتخصيص جائزتين يحملان إسمها، الأولى للتميز، والتي تُمنح لمبدعين تمكنوا في سن مبكرة نسبيًا من تحقيق إنجاز سينمائى ملموس، والثانية تقديرية تُمنح للشخصيات السينمائية التي أسهمت وما زالت في الارتقاء بالفن السينمائي، أي تقديرًا لمسيرتهم الفنية الحافلة، وتولى تصميم الجائزتين الفنان آدم حنين بناء على مبادرة من أسرة الفنانة الراحلة.
وخلال الدورات الثلاث الأخيرة من المهرجان، مُنحت الجائزتان لعدد من النجوم المصريين والعرب والعالميين، ليستمر اسم سيدة الشاشة العربية في التداول داخل هذا الحديث السينمائي الكبير، والذي يُعد أحد أبرز المهرجانات في المنطقة العربية، ونستعرض في هذا التقرير النجوم الذين حصدوها..
في 2015.. حصدهما نيللي وحسين فهمي وكلوديا
قررت الإدارة في الدورة الـ37 من المهرجان، منح جائزة فاتن حمامة للتميز لنيللي كريم بناء على خطواتها الفنية القوية، والتي جاءت بناء على وعي في الاختيار، وكذلك المخرجة الهندية فرح خان التي تعد من أشهر مخرجات بوليوود اللاتي قمن بتجديد السينما الهندية، وإضفاء نبرة واقعية على الأفلام، وعُرض لها فيلم "أوم شانتي أوم"، ضمن قسم "عروض خاصة" بالمهرجان.
أما جائزة فاتن حمامة التقديرية فكانت من نصيب الفنانة الإيطالية كلوديا كاردينالي، وعُرض لها ضمن فعاليات المهرجان في إطار تكريمها فيلم "جحا"، أول فيلم مثلته في حياتها مع الوجه الجديد، وقتها، عمر الشريف، وكذلك فيلم "الفهد" الذي شاركت في بطولته مع النجمين برت لانكستر والآن ديلون، من إخراج السينمائي والمسرحي والأوبرالي وكاتب السيناريو الشهير فيسكونتي.
كما حصد الفنان الكبير حسين فهمي الجائزة نفسها، وذلك تقديرًا لعطائه الفني الطويل، وتكريمًا لمسيرته السينمائية الحافلة بالكثير من الأدوار الرائعة، فضلًا عن دوره البارز أثناء رئاسته مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في الأعوام من 1998 إلى 2001، وأصدر له المهرجان كتابًا تذكاريًا يرصد ويحتفي بمسيرته الفنية، كتبته الناقدة ماجدة موريس، كما عُرض له 4 من أهم وأشهر أفلامه وهي "خلي بالك من زوزو"، و"الهارب"، و"العار"، و"اللعب مع الكبار".
في دورة الساحر.. نالهما حلمي والفخراني وسيسكو
وكانت الدورة الـ38 مُهداة للفنان محمود عبد العزيز، وخلالها ذهبت جائزة فاتن حمامة للتميز إلى ثلاثة سينمائيين، هم المخرج الألماني كريستيان بيتزولد، أحد أهم صناع الأفلام في السينما الألمانية والأوروبية المعاصرة، والمخرج الصيني جيا زانكيه، الذي يعتبره كثيرون رمزًا للسينما الصينية، وأيضًا النجم المصري أحمد حلمي، الذي حقق جماهيرية كبيرة بأفلامه، ونال من خلالها اهتمام وتقدير النقاد، وعنه أصدر المهرجان كتابًا أعده الناقد طارق الشناوي، وأهدى "حلمي" تكريمه للفنان محمود عبد العزيز.
فيما منح المهرجان جائزة فاتن حمامة التقديرية لكل من المخرج المالي شيخ عمر سيسكو، الذي يعد واحدًا من أنشط وأنجح صُناع السينما الأفارقة، والمنتج الفلسطيني حسين القلا، الذي أثرى السينما المصرية والعربية بعدد ضخم من الأفلام التي أنتجها منها "الكيت كات، أرض الخوف، يوم مر ويوم حلو، زوجة رجل مهم"، والفنان الكبير يحيى الفخراني، الذي تم تكريمه للمرة الأولى بالمهرجان.
هذا بالإضافة إلى المخرج المصري محمد خان، الذي رحل قبل أن يتسلم جائزته بنفسه، وقدم الناقد محمود عبد الشكور كتابًا عنه بعنوان "سينما محمد خان.. البحث عن فارس"، لينشره المهرجان مع ملخص باللغة الإنجليزية، ويتم عرض مجموعة من أفلام خان التي كان قد اختارها بنفسه قبل رحيله، وتُعرض كلها بنسخها الأصلية، كما تم تسليم درع التكريم لأسرته.
في دورة شادية.. ذهبت لسمير غانم وهند صبري والكدواني2017
أما في الدورة الـ39 الحالية من المهرجان، والمُهداة للفنانة شادية، كانت جائزة فاتن حمامة للتميز من نصيب النجمة العالمية إليزابيث هيرلي، والنجمة التونسية هند صبري باعتبارها شخصية سينمائية أسهمت وما زالت في الارتقاء بالفن السينمائي، ويُعرض لها عدد من الأفلام، منها صمت القصور، الذي يعد أول فيلم لها، كذلك حصد الفنان ماجد الكدواني الجائزة نفسها، لاختياراته الفنية وقدراته التمثيلية الواضحة.
ومنح المهرجان النجم الكبير سمير غانم جائزة فاتن حمامة التقديرية، وسلمتها له ابنتاه دنيا وإيمي، وسط فرحة كبيرة من الحضور، وكان لافتًا في الحفل دموع زوجته الفنانة دلال عبد العزيز، خلال كلمته التي ألقاها، وقال فيها: ««كنت أشاهد حفل توزيع الأوسكار منذ أربع سنوات ونال وقتها كريستوفر جلامر الجائزة التي انتظر 80 عامًا لينالها، لكنني لن أقول ذلك، وإنما سأقول إنني انتظرت جائزتي من مهرجان القاهرة لمدة خمس سنوات، وذلك على سبيل الدعابة».