الحمد لله على نعمة السيسي

أعرف أنني سوف أواجه بموجة كبيرة من السخرية، وكمان هتشتم بالأب والأم والأجداد، بعد هذا العنوان، الذي يراه البعض مستفزا، لكن دعوني أقل لكم إن عددا كبيرا من المصريين، أزعم أن معظمهم، يرددون تلك العبارة في صدورهم الآن، وبعضهم عبر عن ذلك صراحة في صفحته الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد مشهد اغتيال الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالـله صالح، ذلك المشهد الذي جعل الجميع يحمد الله على أنه يعيش في مصر، البلد الآمن، الذي حفظه الله وجعل له جيشا حصينا يمنع عنه كل الأخطار.

والمتابع للأحداث التي مرت بها كل دول الربيع العربي سيجد أن جميع هذه الدول تموج بالفتن والاضطرابات، وانتهت ثوراتها نهاية مأساوية ويعيش شعوبها حاليا أوقاتا عصيبة وحياة غير آدمية وغير آمنة، كما أن بعضها يشهد حروبا أهلية راح ضحيتها الآلاف من المدنيين والعسكريين، ولا يجني ثمارها إلا الدول الكبرى وإسرائيل، لكن السيناريو في مصر اختلف كثيرا بفضل القوات المسلحة، فالحمد لله على نعمة الجيش المصري والحمد لله على نعمة السيسي.

شكرًا مبارك

كنت من بين كثيرين بعد ثورة 25 يناير أهاجم مبارك بشدة، وأقول إنه السبب الكبير فيما عانيناه طوال سنوات عدة من الفساد والرشوة والظلم والفقر، لكن بدأت ومعي كثيرون في تغيير وجهة النظر هذه بعد مشهد اغتيال علي عبدالـله صالح وما يحدث في اليمن حاليا، فالبعض بدأ حاليا في شكر الرئيس الأسبق، على تنحيه عن الحكم دون دم أو مشاكل أو طمع في العودة إليه مرة أخرى أو افتعال أزمات، كما فعل علي عبدالـله صالح، فمبارك كان بإمكانه مغادرة مصر أو المقامرة على تنحيه عن الحكم في مقابل سفره إلى الخارج، لكنه خضع للتحقيق ووضع تحت طائلة القانون الذي برأه في النهاية.

الخطيب ليس قديسًا

كنت أنتوى عدم الكتابة في انتخابات الأهلي حتى لا يؤثر ما سأكتبه على مسار الانتخابات، لكن الفرحة الزائدة، التى رصدتها خلال الأسبوع الماضي، على صفحات التواصل الاجتماعي ولدى عدد كبير من مشجعي الأهلي بفوز الكابتن محمود الخطيب برئاسة النادي، قادتني إلى الكتابة في هذا الموضوع، ويجب في البداية التوضيح أنني من عشاق بيبو، بل أُدمن مشاهدة مبارياته القديمة وأهدافه الأسطورية، لكن من أين جزم محبوه أنه من أصحاب المبادئ والأخلاق وأنه قديس منزه عن الأخطاء، اذهبوا إلى النادي الأهلي في زيارة قصيرة واستمعوا إلى بعص العاملين ستجدوا أن هناك كراهية شديدة منهم للخطيب بسبب إيذائه لهم عندما كان نائبا لحسن حمدي، والبعض منهم يخاف أن يعلن ذلك بعد رئاسة بيبو لنادي القرن.

كما أن لغة الأرقام تقول إن الخطيب فاشل إداريا، فهو استمر في منصبه كنائب رئيس النادي 10 سنوات تحقق خلالها رقم قياسي من البطولات وبالتالي رقم قياسي من عقود الرعاية، ولكنه في النهاية غادر منصبه باتهامات بالرشوة والفساد وترك خزينة النادي فيها 10 آلاف جنيه والنادي مديون بـ161 مليون جنيه، وفي المقابل شغل محمود طاهر منصب رئيس النادي لمدة 4 سنوات حقق خلالها فائضا ماليا مليار جنيه.

آسف يا بيبو، لكن هذه شهادة للتاريخ يجب أن أدونها: "انت مش قديس".

حمى الله مصر وشعبها من كل سوء