اعلان

وكيل أوقاف الإسكندرية: بالمحاسبة والمراجعة يكون التغيير نحو الأفضل

أدى الشيخ محمد العجمى، وكيل وزارة الأوقاف بالإسكندرية، خطبة الجمعة اليوم، بمسجد علي بن أبى طالب بمنطقة سموحة، شرق الإسكندرية.

وأكد وكيل وزارة الأوقاف، أن أئمة ودعاة الأوقاف تناولوا فى خطبة الجمعة اليوم "محاسبة النفس"، التزاما بتوجيهات الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف.

وقال العجمى، خلال الخطبة، "ما أحوجنا إلى وقفة مع محاسبة النفس ومراجعتها، لعلها تنتبه من غفلتها، وتستفيق من رقدتها، وتقوم من سباتها، وترجع عن غيّها وضلالتها، ونحن نودعُ عامًا قد طُوي من عمر الزمان، على كل عاقل منا أن يقف مع نفسه وقفة محاسبة ومراجعة، كما يقف التاجر الأريب من تجارته زمنًا معلومًا ينظر فيه إلى مَبلغ ربحه وخسارته، باحثًا عن الأسباب، متأملا في الخطأ والصواب".

وأضاف: "علينا أن نقف وقفة ونلقي نظرة على العام المنصرم، من أجل العِظة والاعتبار، والاستفادة من الدروس والأحداث، نتزود من تجاربه لما بقي من أعمارنا، فالعاقل مَن وعظته الأيام، وعلمته الدهور والأعوام، واستفاد من أمسه ليومه، ومن يومه لغده".

وتابع أن الماوردي رحمه الله يقول في تعريفه للمحاسبة "أن يتصفّح الإنسان في ليله ما صدر من أفعال نهاره، فإن كان محمودًا أمضاه وأتبعه بما شاكله وضاهاه، وإن كان مذمومًا استدركه إن أمكن، وانتهى عن مثله في المستقبل"، موضحا أن المحاسبة خُلق عظيم، فوائده كثيرة، ونتائجه جليلة.

وأوضح أن من فوائد المحاسبة، أن بها يَطَّلِع المرء على عيوب نفسِه ونقائصها ومثالبها، ومن اطلع على عيوب نفسه عَرَف قدره، ومعرفة العبدِ بقدر نفسه تورثه تذلّلًا لله، وتعظيما وإجلالا وعبودية لله عز وجل، فلا يمنّ بعمله مهما عظم، ولا يحتقر ذنبه مهما صغر، وبالمحاسبة يتعرّف العبد على حق الله تعالى عليه وعظيم فضله ومنّه سبحانه، عندما يقارن نعمة الله عليه بتفريطه في جنب الله، فيكون ذلك دافعا له إلى الطاعات والقربات، رادعًا له عن القبائح والسيئات، عند ذلك يعلم أنه من حقّه سبحانه أن يُطاع فلا يعصى، وأن يُذكر فلا يُنسى، وأن يُشكر فلا يُكفر.

وتابع أن بالمحاسبة تكون تزكية النفس وتطهيرها من كل الأمراض والأدران، وبتزكيتها يكون الفلاح والنجاح، وبالمحاسبة والمراجعة يكون التغيير نحو الأفضل والأحسن، فلا خير فيمن لا يستفيد من ماضيه ويتدارك أخطاءه، فلا يكون الإقلاع عن الذنب وتفاديه في المستقبل إلا بمحاسبة النفس وتقويمها والأخذ بزمامها.

ونوه العجمى، إلى ضرورة العبرة بمرور الشهور والأعوام قائلا: "إخوتي الكرام؛ من الناس من يفرح بمرور الشهور والأعوام لأموال يجمعها أو أغراض ينتظرها، ومن الناس من تمر عليه سنوات لا يلقي لها بالا ولا يعيرها اهتماما، وقلّ مِن الناس مَن يتعظ ويتذكر، فيبكي على ذنوبه ويتوب إلى خالقه، فكيف يفرحُ بمرور الأعوام مَن يومُه يهدم شهرَه، وشَهْرُه يهدم سنتَه، وسنتُه تهدم عُمرَه؟! كيف يفرح مَن يقودُه عُمرُه إلَى أجلِه، وحياتُه إلى موتِه؟! فالعاقل من اتعظ بأمسه، واجتهد في يومه، واستعدّ لغده".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً