استطاعت المؤسسات الدينية في مصر أن تستهدف الفكر الإرهابي، من خلال المجهودات التي يقدمها الأزهر الشريف، ودار الإفتاء ومجمع البحوث الإسلامية، كالقوافل الدعوية ومرصد الأزهر لمكافحة التطرف، التي تعمل على تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام التي يحاول المتطرفين نشرها عبر وسائل الإعلام، لاستهداف فكر الشباب، لكن وسط كل ذلك لازالت العمليات الإرهابية تعكر صفو المصريين من وقت لآخر، حيث كان آخر تلك العمليات استهداف كنيسة "مارمينا" يوم الجمعة الماضي، والذي أسفر عن سقط 9 شهداء و5 مصابين، تزامنًا مع استقبال المصريين للعام الجديد 2018.
وتستعرض "أهل مصر" في السطور التالية آراء عدد من علماء الأزهر الشريف، حول خطة الأزهر لمكافحة التطرف، ودور القوافل الدعوية في حماية الفكر الشبابي من الوقوع فريسة للفكر المتطرف..
بدايةً، قال الدكتور سيف رجب قزام، عميد كلية الشريعة بطنطا سابقًا، إن القوافل الدعوية التي يقوم بها الأزهر الشريف بحاجة إلى مزيد من الاجتهاد، وسط وجود التكفريين وفكرهم الضال الذي يستبيح الدماء والأموال والكنائس والمساجد.
وأضاف في تصريح خاص لـ"أهل مصر" أن القوافل الدعوية يجب أن تستهدف طلاب المدارس، لحمايتهم من الفكر التفكيري الذي يستهدفهم، موضحًا أن تلك القوافل يجب أن توسع من نشاطها على مستوى المحافظات لاستهداف أكبر عدد من المصريين، وحمايتهم من الوقوع فريسة للأفكار الهادمة والتكفيرية.
وأوضح أن القوافل الدعوية بحاجة إلى تسليط وسائل الإعلام للنشاط التي تقوم بها، بجانب الدعاية التي تسبق وجودها، للتنبيه إلى وجودها، نظرًا لوجود فئة في المجتمع المصري غير قادرة على التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" والمواقع الإلكترونية التي يتم من خلالها الإعلان عن تواجد القوافل، بالإضافة إلى ضرورة وجود عالم اجتماع وعالم نفس مع القوافل الدعوية للقدرة على استيعاب فكر الشباب بصورة أسرع.
وأكد عميد كلية الشريعة بطنطا سابقًا، أن الأزهر الشريف يعمل حاليًا على قدمًا وساق، موضحًا أن "مرصد الأزهر للفتاوى التكفيرية"، له نشاط واسع في تصحيح الأفكار المغلوطة عند بعض الشباب، بالعديد من اللغات؛ لاستهداف الشباب حول العالم وليس الشباب المصري فقط.
ومن جانبه، قال عبد الحليم منصور، أستاذ الفقه المقارن وعميد كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر، إن المجتمع المصري والعالم العربي والإسلامي بحاجة دائمة إلى الأزهر الشريف ودار الإفتاء ومجمع البحوث الإسلامية، وكافة القطاعات الأزهرية والجهات الدينية المعنية بالخطاب الديني، وهذا ما يدفعنا نحو انتظار مزيد من التوعية وتفنيد الفكر الإرهابي المتطرف.
وأضاف في تصريح خاص لـ"أهل مصر" أن هناك حاجة لزيادة التوعية عن الفكر المتطرف الذي يستهدف الشباب، موضحًا أن هناك فئات لا يمكن أن تتراجع عن الفكر الإرهابي نظرًا لتشبعها به منذ زمن، ولهذا يجب استهداف الشباب الذي يمكن أن يقع فريسة لذلك الفكر كغيره.
وأكد "منصور" أننا بحاجة لتوعية المصريين حول ضرورة التعاون مع رجال الجيش والشرطة للقضاء على الفكر المتطرف، بجانب محاربة القنوات التي تبث الرسائل المتطرف والإرهابية، موضحًا أن السعي لتوحيد الجبهة الداخلية أهم من محاربة الفكر الإرهابي في الخارج.
وأوضح أن القوافل الدعوية في الوقت الحالي تؤدي الدور المنوط بها، لكننا بحاجة إلى مجهود مكثف واستهداف مناطق أوسع على مستوى الجمهورية، بالإضافة إلى بث المزيد من البرامج التليفزيونية التابعة للأزهر الشريف للوصول إلى أكبر عدد من المواطنين وحمايتهم من التطرف.
وأشار أستاذ الفقه المقارن وعميد كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر، أن الأزهر الشريف يواجه الفكر المتطرف من خلال عدة محاور، الأول: مرصد الفتاوى في المشيخة ودار الإفتاء، الذي يستهدف الأفكار الشاذة والضالة عن الإسلام التي يتم بثها عبر وسائل الإعلام المختلفة، من خلال تصحيح تلك الأفكار والرد عليها ويتم نشرها عن المواقع الإلكترونية، بعدة لغات.
وأضاف أن المحور الثاني الذي يحارب من خلاله الأزهر الشريف الفكر المتطرف، هو القوافل الدعوية التي تجوب مصر، من قبل وزارة الأوقاف ومجمع البحوث الإسلامية.
وأوضح أن بوابة الأزهر لها دور في محاربة الفكر المتطرف، من خلال الرد على الفتاوى الشاذة والمتطرفة، بجانب موقع الأزهر الشريف ودار الإفتاء على "فيس بوك" الذي يقوم ببث رد العلماء على أسئلة المواطنين من خلال مقاطع الفيديو والبث المباشر.