اعلان

الأكراد.. حلم الدولة يتحول لكابوس على أيدي الأتراك.. وجرائم أنقرة تكشف شعارات أردوغان الزائفة

ظلت الدولة الكردية، حلما يراود الأكراد على اختلاف مواطنهم وتفرقها فى شمال العراق وجنوب تركيا وسوريا وإيران، إلا أن أى محاولة فى سبيل تحقيق الحلم الكردي سرعان ما تتحول إلى كابوس بسبب استخدام الألة العسكرية لقمع تلك المحاولات، وهو مافعلته تركيا مؤخرا فى سوريا.

يعتبر مواطنى الأكراد من قاطنى المناطق الجبلية، ويترواح عددهم ما بين 30 و40 مليونا، وهو ماجعلهم يحلمون بدولة كردية مستقلة، ولعبو دوراً مهما فى مقاومة تنظيم "الدولة الإسلامية"

حلم الدولة

في مطلع القرن الماضى، بدأ حلم الدولة يراود الأكراد، تحت اسم "كردستان"، كانت أولى المحاولات لتأسيس دولة كردية مستقلة، عقب سقوط الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، حيث وضع الحلفاء الغربيون المنتصرون تصورا لدولة كردية في معاهدة سيفر عام 1920، إلا أن هذه الآمال تحطمت بعد ثلاث سنوات، إثر توقيع معاهدة لوزان التي وضعت الحدود الحالية لدولة تركيا، بشكل لا يسمح بوجود دولة كردية، وعلى مدار السنوات الماضية، تحطمت أي محاولة كردية لتأسيس دولة مستقلة أو حكم ذاتي.

سوريا والأكراد

يقطن الأكراد في محافظتي الحسكة وحلب السوريتين، إلى جانب العاصمة دمشق ومدينة حلب، ولكن الحال فى سوريا لايختلف عن تركيا فقد تعرض الأكراد السوريين للكثير من القمع والحرمان من الحقوق الأساسية، وتم تجريد حوالي 300 ألف من الأكراد من الجنسية السورية منذ ستينيات القرن الماضي، وصودرت الأراضي الكردية وأعيد توزيعها على العرب في محاولة "لتعريب" المناطق الكردية.

لكن مع ظهور تنظيم "داعش" الإرهابي منتصف عام 2012، انسحبت القوات السورية من المناطق الكردية لتركز على قتال المعارضة في مناطق أخرى، فاستغل الأكراد الفرصة وفرضوا سيطرتهم على المنطقة حيث أقام حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي مناطق إدارات ذاتية في كل من القامشلي وكوباني وعفرين عام 2014، وأكد الحزب أنه لا يسعى للاستقلال بل إلى "إدارة محلية ديموقراطية" على النموذج الحكم الفيدارالي.

العراق والأكراد

أكراد العراق يختلف وضعهم عن باقى نظائرهم فى سوريا وتركيا، فقد حصلوا على امتيازات مدنية، إلا أنهم تعرضوا لقمع شديد.

وبعد ثورة عام 1958، اعترف الدستور المؤقت بالقومية الكردية، قومية رئيسية واعتبر الأكراد شركاء في الوطن مع العرب والأقليات الأخرى، لكن الزعيم الكردي مصطفى البارزاني أعلن القتال المسلح عام 1961.

وبعد هزيمة العراق في حرب الخليج عام 1991، اشتعلت انتفاضة واسعة في مناطق جنوب العراق وإقليم كردستان ولشدة قمع الدولة لهذه الانتفاضة، وفرضت الولايات المتحدة وحلفاؤها منطقة حظر جوي على شمال العراق، مما سمح للأكراد بالتمتع بحكم ذاتي.

وتعاون الحزبان الكرديان الرئيسيان مع قوات الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، التي أطاحت بصدام حسين، وشاركا في جميع الحكومات التي شكلت منذ ذلك التاريخ وكذلك في البرلمان العراقي، وشغل منصب رئيس الجمهورية سياسيان كرديان حتى الآن، كما تشارك الحزبان في مؤسسات الحكم في الإقليم المكون من ثلاث محافظات هي دهوك وإربيل والسليمانية.

تركيا والأكراد.. القمع خارج الحدود

الصراع بين الدولة التركية والأكراد القاطنين فى جنوب سرق تركيا، ممتد وطويل ومستمر حتى الأن، إذ يمثل الأكراد حوالي من 15 إلى 20 في المئة من السكان.

وعلى مدار القرن الماضي، عاملت تركيا الأكراد معاملة قاسية، ونتيجة لحركات التمرد التي قامت في تركيا فى عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، أعيد توطين الكثير من الأكراد، فى المناطق الجبلية بتركيا مع وضع بعض الشروط مثل حظر الأسماء والأزياء الكردية، كما تم حظر استخدام اللغة الكردية، وأنكر وجود الهوية العرقية الكردية، وأطلق عليهم اسم "أتراك الجبال".

المختلف فى الحالة التركية، أن أنقرة تجاوزت حدودها، وتدخلت عسكريا فى نطاق دولة أخرى، وهى سوريا، وحشدت قواتها لدك معاقل الأكراد فى عملية عسكرية اتسمت بالعنف، والتجاوزات الإنسانية، نافية كل الشعارات التى ينادي أردوغان طيلة الوقت من ادعاء الإنسانية والحفاظ على حقوق وأرواح البشر.

ومما ساعد وشجع الوجود التركي فى سوريا، هو وجود تأييد وغطاء دولي وإقليمي، يؤيد إجهاض أي محاولة لقيام دولة كردية أو حكم ذاتى مستقل فى سوريا، بسبب عدد من المصالح المعقدة والمتضاربة مع حلم الأكراد، ليستمر الأكراد فى شتاتهم، وتستمر المحاولات بلا جدوى.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً