اعلان

"الحرب الباردة" تسيطر على الانتخابات الرئاسية الروسية.. عناصر إرهابية تتدرب في "البلطيق" للقيام بعمليات فوضي أثناء التصويت.. وقوات الأمن تستعد بأجهزة جديدة للتأمين

صورة أرشيفية
كتب : سها صلاح

في الأشهر الأخيرة ، كانت لوحات الإعلانات حول روسيا تعلن عن الانتخابات الرئاسية المقبلة بألوان العلم الروسي ورسالة "بلدنا ، رئيسنا ، اختيارنا".

ومن المقرر أن يصوت الملايين في 18 مارس ، لكن لن يكون لديهم الكثير من الخيارات على الإطلاق.

فقد تمكن فلاديمير بوتين ، الذي حكم لفترة أطول من أي زعيم روسي منذ ستالين ، من التخلص من أي منافسة، ولا شك أنه سيخرج منتصراً ويبدأ فترة أخرى مدتها ست سنوات، وكان من المفترض أن يسقط سقوط الشيوعية قبل أكثر من ربع قرن في روسيا، إذن كيف ينتصر بوتين في كل مرة؟

منذ توليه الرئاسة في عام 2000 ، عزز بوتين موقفه بشكل منهجي، خلال فترة ولايته الأولى بعد عام 2000 ، قام بتحييد سلطة الأوليغاركيين الذين كانوا قد اكتسبوا نفوذاً واسعاً في التسعينيات.

إن أساس النظام الذي أنشأه هو فكرة أنه لا توجد بدائل لحكمه، كما قال نائب رئيس هيئة الأركان الشهيرة ، "لا بوتين - لا روسيا"..

ووفقاً لصحيفة إيكونوميست يشير علماء الاجتماع إلى أن معدلات موافقة الرئيس لا تعكس إقراراً لسياساته بقدر تأكيد تأكيد لوجود بوتين.

وقد تم منع شخصيات معارضة موثوقة من الترشح ، مثل المناضل المناهض للفساد ألكسي نافالني ، أو قُتل ، مثل بوريس نيمتسوف ، نائب رئيس الوزراء السابق الذي قُتل خارج الكرملين قبل ثلاث سنوات، للاحتفاظ بجو من الشرعية ، سمح الكرملين لمرشح من المرشحين الذين ليس لديهم فرصة للفوز. ومن بين هؤلاء فلاديمير جيرينوفسكي ، وهو قوم متهالك معروف بالانفجارات الباسيلية، بافل جرودينين ، وهو من الستالينيين الشارعيين الذين يقودون الحزب الشيوعي، وكسينيا سوبتشاك.

ووسط أجواء الحرب الباردة بين بريطانيا وروسيا، والتهديدات الإرهابية الداخلية، تستعد روسيا اليوم لإجراءات مشددة، للانتخابات الرئاسية غداً.

ورفعت موسكو درجة الطوارئ إلي أقصي حد، حيث سيتولى 532 ألف ضابط مهمة تأمين المقرات الانتخابية خاصة مع رسائل تهديد بالقيام بعمليات إرهابية أثناء العملية الانتخابية.

وحذرت لجنة حماية الدولة في مجلس الاتحاد للبرلمان من زيادة أعمال العنف، وإثارة مشاعر الروس، ورصد الأمن الروسي زيادة تمويل أعمال العنف، ماأدي غلي زيادة الحركات المعارضة قبل الانتخابات، حيث تقوم بعض الحركات الإرهابية بإعطاء دورات تدريبية في دول البلطيق لنشر الفوضي في روسيا أثناء اجراء الانتخابات.

وفيما يخص العمليات الإرهابية، تزامن مع الاستعداد للانتخابات القبض على خلية نائمة من 4 عناصر تابعة لتنظيم داعش جنوب غرب موسكو، الثلاثاء الماضي.

ووفق جهاز الأمن الفيدرالي الروسي فإن زعيم الخلية تدرب في سوريا، ثم تم إرساله لتنفيذ هجمات في روسيا.

وقالت أجهزة الأمن الروسية التي نقلت عنها الصحيفة أن روسيا اتخذت تدابير جديدة بشأن مراقبة الانتخابات و منع أي عمليات إرهابية و انتقامية.

وركزت روسيا تلك المرة على ترك المجال أمام الرقابة الشعبية للانتخابات، حيث تقدم أكثر من 150 ألف شخص بطلب للمراقبة.

وبدأ اليوم السبت الصمت الانتخابي، والذي يستمر ليوم واحد، ويمنع خلال هذا اليوم أي دعاية انتخابية لأي من المرشحينأو عقد المؤتمرات أوالندوات أو رفع الشعارات تأييدا لمرشح دون سواه، فيما يسمح بإبقاء الشعارات واللافتات الدعائية المعلقة سابقا، شرط ألا تكون على مسافة أقل من 50 مترا عن مراكز الاقتراع، بحسب ما نشره موقع "روسيا اليوم".

وبلغ عدد الناخبين في روسيا 109 ملايين، يستعد لاستقبالهم 96 ألف مركز انتخابي في 85 مقاطعة روسية داخل البلاد مترامية الأطراف.

أعلنت الخارجية الروسية، اليوم السبت، استدعاء السفير البريطاني لديها لوري بريستو، على خلفية الاتهامات التي توجهها لندن إلى موسكو بتسميم ضابط استخبارات روسي سابق في بريطانيا.

وقررت لندن فرض عقوبات على موسكو في هذا الصدد، من بينها ترحيل 23 دبلوماسيا روسيا من أراضيها، وتضامنت مع بريطانيا في ذلك الولايات المتحدة وألمانيا.

ويعتبر طرد بريطانيا لـ23 دبوماسيا روسيا أكبر عملية طرد من نوعها منذ الحرب الباردة.

في المقابل، نفت موسكو هذه الاتهامات، وردت اليوم السبت باتخاذ إجراءات عقابية مماثلة، وأعلنت طرد عدد مماثل 23 دبلوماسيا بريطانيا من أراضيها.

وأمس الجمعة قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، إن اقتراب الانتخابات الرئاسية الروسية يسبب قلقا للكثيرين، خاصة أولئك الذين "لا يرتاحون لموقف بوتين في الدفاع عن مصالح روسيا".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً