بينما يستعد القضاء الفرنسي للحكم على الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، بتهمة الفساد على خلفية تلقيه أموالاً من الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، كشف المترجم الرسمي للقذافي، السفير مفتاح ميسوري في حوار مع وكالة "سبوتنيك" الروسية في نسختها الإنجليزية ، أن ساركوزي سبقه رؤساء آخرين منهم حسني مبارك وزين العابدين بن علي .
وقال "مفتاح ميسوري" أنه في مارس 2011، سألت صحفية فرنسية معمر القذافي، هل مولت الحملة الانتخابية لمرشح الرئاسة نيكولا ساركوزي، فقال لها نعم، فقالت له كم دفعت، قال لها لا أدري أخبرك غدًا، فقالت له غدا أسافر، فطلب منها أن تترك لي رقمها وبريدها الإلكتروني.
وفي اليوم التالي كان لديه حوار مع صحفي برتغالي، وعندما سأله عن الأموال التي مول بها حملة ساركوزي، أجابه بأنه دفع 20 مليون دولار، وطلب مني أبلغ الصحفية الفرنسية بالرقم وقال لي إنه استفسر من الشؤون المالية.
واضاف أن هناك بند للمساعدات، تنقسم إلى مساعدات عينية، واستثمارات، ومساعدات سياسية تتمثل في تقديم أموال لتغطية حملات انتخابية سواء كانت تشريعية أو رئاسية.
وبطبيعة الحال رئيس الدولة المعنية يتصل بالرئيس الآخر ويخبره عن حاجته للتمويل، والرئيس القذافي لم يبخل على أي رئيس عربي، طلب منه مساعدة، وخاصة "بن علي"، كما أنه ساعد جميع الدول في العالم الثالث، ومن آسيا ومن أمريكا اللاتينية.
وزارة الخارجية الفرنسية ميزانيتها حوالي مليار و700، منهم 780 مليون للتعاون والمساعدات، ونحن في ليبيا لم نكن نحدد مبلغاً، كنا نساعد الدول التي تتعرض لكوارث طبيعية، أو مجاعات، أو الدول التي هجم عليها جراد، و تجاوزات مساعدتنا الـ 5 مليون دينار.
وأضاف أن دول الاتحاد الأفريقي حاولت مساعدة القذافي عندما قامت الثورة الليبية،ولكنه لم يستجيب لها، وكان من بين تلك الدول التي عرضت عليه استضافاته فنزويلا وجنوب أفريقيا وروسيا البيضاء.
واشار إلي أنه عندما توفي القذافي لم يجد أحد أي أملاك باسمه، كل البيوت وكل المقرات باسم وزارة الأوقاف، لأنه لا يمتلك أموالا كنقد وإنما منازل له ولأولاده.
وقال حسب علمي لا توجد أموال باسم القذافي في بنوك خارجية، ولكن قد يكون هناك أموالا باسم أولاده وهذا بعيد عن علمي، فأنا عملت مترجم رسمي للقذافي بمعنى أنني لا أترجم لأي وزير، ولا لزوجة القذافي ولا أيا من أبنائه.
واشار إلي أن سبب سقوط القذافي هو أن العرب عندما يجهلون الشيء يتحدثون عن المؤامرة، وهي ليست مؤامرة وإنما مخطط واضح من سنة 1989، فعندما وقعت السلطة الفلسطينية اتفاقية مع إسرائيل.
وأمريكا ضغطت على إسرائيل لكي توافق على حل الدولتين، وإسرائيل كانت تعرف أن أمريكا بأنها ستوافق على حل الدولتين، ولكن تخشى من قيام الدول العربية القوية بمساعدة الدولة الفلسطينية وتسليحها وتمكينها من محاربة إسرائيل، فتم الاتفاق بين أمريكا وإسرائيل على ضرورة فرض الهيمنة الإسرائيلية على الشرق الأوسط.
وبدأت إسرائيل وأمريكا تتحدثان عن الشرق الأوسط الجديد في أعقاب توقيع اتفاقية أوسلو، ويتضمن المخطط الذي اطلعت عليه في باريس في مكان ممنوع فيه التصوير في أرشيف مركز الدراسات الاستراتيجية في وزارة الدفاع الفرنسية، إعادة تقسيم الدول العربية إلى 32 دولة بدلاً من 21، يتم تقسيم مصر إلى دولتين مسيحية وعربية.
وتقسيم ليبيا إلى دولتين أيضا مع ضياع جزء من الجنوب الغربي للدولة الليبية مع جزء من جنوب الجزائر وشريط من النيجر ونصف مالي، وتصبح دولة أفريقية جديدة تسمى "أزواد الطوارق"، مع تقسيم السعودية إلى 4 دول، واليمن إلى دولتين، والسودان 4 دول منهم الدولة القائمة الآن، ودولة البجا وتضم شرق السودان مع شريط من أوغندا وكينيا، ودولة دارفور التي تضم غرب السودان مع شريط من تشاد، كما تفقد العراق كردستان بالكامل مع شريط من سوريا، يبدأ من تل أبيض إلى المنطقة التي تتواجد فيها القوات تركيا الآن، لأنه ربما تعي تركيا هذا المخطط وجزء كبير من تركيا وشريط إيران، وتخرج لدينا دولة جديدة غير عربية هي كردستان، وإلى جانب ذلك تنقسم العراق إلى دولتين سنية وشيعية.
وقال أن القذافي ومبارك كانا شوكة في خصر هذا المخطط، وإعلانه عن إطلاق قمر صناعي أفريقي للاستقلال عن العالم، وتبنيه لفكرة الجيش الأفريقي الموحد، والدينار الذهبي الأفريقي، وتفعيل دور الاتحاد الأفريقي، كلها عوامل تسببت في قلق أمريكا وإسرائيل منه، وخاصة الدينار الذهبي، لأن الجميع يعرف أن الحرب على صدام حسين أساسها ليس أسلحة القتل الجماعي، وإنما رفض صدام حسين بيع النفط بالدولار وبيعه باليورو.
وأمريكا خشيت أن ينجح صدام حسين في بيع البترول باليورو، وتحذو حذوه باقي الدول المنتجة مما يساهم في نكسة كبيرة للدولار، والجميع يعرف أن أمريكا تخضع لسيطرة لوبيات ورجال الأموال، فهناك 500 شركة عالمية تسيطر على أمريكا.
ما أسقط القذافي ليس ثورة داخلية وإنما هجوم سافر قامت به 43 دولة على ليبيا لمدة 8 أشهر، فرنسا مثلا تجاوزت قرار مجلس الأمن، القاضي بفرض حظر جوي على ليبيا، وهذا يعني أنه إذا طار السلاح الجوي الليبي يمكن لدول تحالف الناتو إسقاط الطائرات، ولكن فرنسا تجاوزت ذلك إلى تدمير الطائرات الموجودة على الأرض، وفي المخازن، وتدمير الأسطول البحري، وقصف المعسكرات في الصحراء، ومخازن الذخيرة.
وقال لا يمكن تنظيم انتخابات رئاسية دون وجود قوات تحمي هذه الانتخابات، ففي ظل وجود ميليشيات مسلحة هنا وهناك، ينبغي أولا، توحيد الجيش الليبي، والتفاهم مع الجماعات المسلحة، لتتحول إلى أحزاب سياسية.