أعطى مشروع شرق العوينات، الذي يصنف على أنه من المشروعات العملاقة، بادرة أمل للمصريين في مستقبل مشرق، وذلك وسط العديد من المشروعات التى أطلقتها الدولة المصرية خلال الآونة الآخيرة.
ويقام المشروع على مسافة 356 كيلو متر جنوب مدينة الداخلة بمحافظة الوادي الجديد، والتي تبلغ إجمالي مساحة المنطقة (مليون فدان) وهى مقسمة إلى 22 قطعة بمساحة 24 ألف فدان للقطعة الواحدة، على أن يتم استصلاح وزراعة 10000 فدان لاعتبار أنها تتعلق باقتصاديات استغلال الخزان الجوفي، ولكن ذلك لم يحدث فهناك إهدار لمياه الخزان الذي يعتبر هو المصدر الوحيد لكل أشكال الحياة داخل تلك المنطقة.
ووفقا لما كشفه الجهاز المركزي للمحاسبات، فأن هناك أكثر من 30 ألف فدان ضمن المشروع مخصص للأعلاف لصالح المستثمرين الأجانب؛ مما يشكل خطرا جارفا على تلك المنطقة، فضلا عن أن هناك 4 آلاف فدان من نجيل البرمودا لصالح خيول أمراء العرب والخليج، الأمر يهدد حياة ذلك الحلم الذي أصبح أمل مصر ومستقبلها المشرق.
وقال المهندس سيد محمود، مهندس زراعي بشركة كيلوباترا بمنطقة شرق العوينات، إن الأهالي بالمحافظة يطالبون بسرعة التدخل لإنقاذ المنطقة من خطر الإهدار الجارف للخزان الجوفي من حيث الاستخدام الجائر بحفر آبار جديدة وزراعة محاصيل غير اقتصادية كالبرسيم الحجازي ونجيل البرمودا والدخن الذي يستخدم كمرعى خاصة لرعاية خيول أمراء العرب والخليج غير آلاف الأفدنة من البرسيم الحجازي الذي يستهلك كميات هائلة من مياه الخزان الجوفي.
وأضاف محمود، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن الدارسات الاستراتجية لتنمية المحافظة حددت معدل استهلاك المياه من الخزان الجوفي بما يعادل مليار وربع لتر مكعب وذلك حتى عام 2050 في حين أن زراعة تلك المساحة الهائلة من المحاصيل أدى إلى استنزاف جائر للخزان الجوفي بما يتراوح ما بين 65% إلى 85% من إجمالي كمية المياه الموجودة بالخزان وهو ما ينذر بالخطر الشديد الذي يهدد ذلك الحلم.
ونظم عدد من شباب مركز الداخلة وقفة من السلاسل بشرية على جانبي طريق مشروع شرق العوينات اعتراضا على إهدار مياه الخزان الجوفي واستغلاله في زراعات غير اقتصادية وإهدار مياه الخزان في زراعة نجيل البرمودا الذي يستخدم كعلف للخيول العربية، كما قام الشباب برفع لافتات لإنقاذ المياه بشرق العوينات من فساد إهدار المال العام.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
