"إلحقونااااااااااا" شعار يرفعه طلاب الثانوية العامة منذ سنوات يبحث فيه الطالب المجتهد عن درجة تلحقه بكليات القمة وسط مجهود وعناء عام كامل فى حين يرتاح الطالب الغشاش متكئا على الغش فى الامتحان رافعًا شعار «نام وارتاح يأتيك النجاح».
تلك الظاهرة الملعونة واكبت الامتحانات على مر العصور واختلفت أشكالها طبقًا للتطور التكنولوجى على أرض الواقع فلم تعد تتوقف عند وزير معين أو حتى فترة زمنية معينة ولكنها تشهد تطورًا هائلًا فى ظل انتشار التطور التكنولوجى بسرعة البرق.
ففى فترة السبعينيات من القرن الماضى اشتهرت حالات الغش فى المراحل البدائية بالورقة الطويلة التى تحتوى على ملخص المادة يتم تصويرها ثم تصغيرها وتعرف باسم البرشامة، وفى فترة التسعينيات شهد الغش تطورا جديدا من خلال "استيكرز" يتم لصقها فى الديسك ولا يراها إلا الطالب الغشاش.
ولكن فى ظل انتشار التطور التكنولوجى الهائل بالتزامن مع جهل القائمين على السلطات فى مجال التعليم تظل المنظومة الأمنية هى المتحكمة فى امتحانات الثانوية العامة فى حين أن التطور التكنولوجى يتزايد بشكل سريع دون أن يجد من يردعه وتحول موسم الغش فى الثانوية العامة إلى اختبار حقيقى لكل وزير ولكن المحصلة دائما ترفع شعار "صفر" لم ينجح أحد.
ففى ظاهرة هى الجديدة من نوعها تم إلغاء امتحان مادة التربية الدينية عقب تسريب الامتحانات ومن دواعى الفشل الوزارى فقد تم تسريب ورقة أسئلة امتحان اللغة العربية بعد مرور ساعة من بدء الامتحان وسرعان ما تم حل هذه الأسئلة وتداولها بين رواد التواصل الاجتماعى، كما وصل الأمر لتسريب امتحان التربية الدينية قبل بدايته بساعة كامل، الأمر الذى دفع الوزارة لإلغاء الامتحان كامل وإحالة القضية للتحقيقات.
وفى عام 2012 لم يسلم عهد "جمال العربى" من حالات الغشل الإلكترونى، فتداول رواد التواصل الاجتماعى امتحان اللغة الإنجليزية عبر مواقع "فيس بوك" و"تويتر"، قبل انتهاء الفترة المحددة للامتحان بساعة كاملة.
حيث اعترف جمال العربى، وزير التربية والتعليم آنذاك، بتسريب امتحان اللغة الإنجليزية للمرحلة الثانية، نافيًا وجود أى تقصير من قبل الحكومة أو الوزارة، ومعتبرًا أن ما حدث هو «حالات غش تمت عبر تصوير ورقة الامتحان بهاتف (بلاك بيرى) ممنوع اصطحابه داخل اللجان، إلا أن الطلاب يستطيعون تهريبه داخل الملابس»، ولم يتوقف الأمر على امتحان الإنجليزية.
أما فى عام 2013 بالتحديد فى عهد الدكتور إبراهيم غنيم، استطاع طلاب الثانوية العامة هذا العام بمرحلتيها الأولى والثانية الوقوف فى وجه وزارة التربية والتعليم آنذاك، والدكتور إبراهيم غنيم وحكومة هشام قنديل وهدم الحوائط الفولاذية التى أحاطت بالثانوية العامة، وإلغاء كافة البروتوكولات التى وقعتها وزارة التربية والتعليم مع وزارة الاتصالات ووزارة الداخلية لتأمين لجان الامتحان.
تمكن الطلاب من خلال مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" و"تويتر" من تسريب امتحانات الثانوية العامة بدءًا من اللغة العربية والجيولوجيا والفيزياء واللغة الإنجليزية والفلسفة مؤكدين تحديهم للوزارة واستمرارهم فى تسريب الامتحانات حتى نهايتها، فكانت من بين هذه الصفحات التى تعتزم تسريب الامتحان صفحات امتحان الفيزياء: إجابات فيزيا، هنغش فيزيا، فيزيا والعيشة المرة، امتحان فيزيا، غشاشون فدائيون، إحنا الحكومة.
وفى عام 2014 بالتحديد فى عهد الدكتور محمود أبو النصر خصص النشطاء هاشتاجات لتداول صور خاصة بأسئلة الامتحان وإجاباته، جاء أبرزها "تويت لجنة"، و"الحارة المزنوقة"، و"ماراثون الثانوية قريبا"، و"بردو هنغش"، و"غشاشون فدائيون" و"شاو مينج بيغشش ثانوية عامة"، حيث أظهرت الصور جزءًا كبيرًا من الامتحان والإجابات النموذجية لها، كما حدث فى امتحان اللغة العربية واللغة الإنجليزية والفرنسية ومادة الأحياء، والديناميكا والكيمياء وعلم النفس والاجتماع والجولوجيا والاستاتيكا والجبر والفلسفة والفيزياء، والاقتصاد والإحصاء.
أما فى عهد الدكتور محب الرافعى في أثناء توليه الحقبة الوزارية عام 2015 تصدر هاشتاج "غشاشون فدائيون" صفحات الغش وتسريب الامتحان العام الماضى، ونجحت الصفحة بشكل مذهل فى نشر جميع أوراق امتحانات الثانوية منذ أول يوم امتحان وحتى آخرها، بدءًا من امتحان اللغة العربية والإنجليزية، ومادة التفاضل والتكامل لقسم الرياضيات، كما تداول أولياء أمور ومدرسون أمام لجان الثانوية العامة أوراق أسئلة امتحانات الجيولوجيا وعلم النفس للقسم الأدبى، والإستاتيكا للقسم الرياضى للثانوية العامة، بعد ربع ساعة من بدء الامتحان، بفضل هذه الصفحة.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
