اعلان

أحمد رامي «شاعر الشباب» و«العاشق المحروم».. لم يخلع خاتم أم كلثوم حتي الموت.. ساهم فى بناء الشخصية المصرية بالشعر

أم كلثوم

"أهلا يا سي رامي" تلك الكلمات الرنانة رسمت ملامح العلاقة بين الشاعر الشاب أحمد رامي والفتاة التي تحولت بعد ذلك إلي كوكب الشرق، والتى عشقها حد الموت ولكنه لم يمل، اشتهر بأشعاره الرومانسية وارتبط اسمه علي مدار التاريخ بها لم يكن شاعرًا فقط ولكنه مترجم وأديب، إنه شاعر الشباب أحمد رامى الذى تحل اليوم ذكري رحيله.

إنه أحد أساتذة أم كلثوم، منحها "الصب تفضحه عيونه"، عشق صوتها وصارت ملهمته وكرس لها كل أغانيه في شكل يعبر عن حبه لها فكتب لها ''خايف يكون حبك''، وهكذا بدأ في سرد علاقتهما على شكل أغاني فكتب لها ''أنا حالي في هواها عجب''، ''أخدت صوتك من روحي''، ''زارني طيفك في المنام''، ''قلبك غدر بي''، و''ياستي ليه المكايدة''.

وعندما أراد ان يعبر لها عن حبه كتب ''حيرت قلبي معاك''، و''أنت الحب''، وعندما أراد الشكوى كتب لها ''يا اللي انحرمت الحنان''، و''يا طول عذابي''، وفي لحظات عتابه لها كتب ''قلبك غدر بي''، ''خاصمتني''، و''فايتني وأنا روحي معاك''، أرهقه الهجر فكتب ''البعد طال''، و''على عيني الهجر''، ظل يسرد علاقتهما في أغاني حتى وصل عددها إلى 136 أغنية.

أهانته لأكثر من مرة حتي أنها في إحدى المرات ووسط الزملاء قالت له: "يا ريتني ما عرفتك يا شيخ!"، فكان رد رامي عليها: "من أنتِ حتى تستبيحي كرامتي.. فأهين فيك كرامتي ودموعي.. وأبيت حران الجوانح صاديا.. أصلى بنار الوجد بين ضلوعي".

ازداد شقاء وتعاسة علي خلفية زواجها، وطلبت منه أن يكتب أغنية تقول: "شايف الدنيا حلوة لأنك فيها"، لزوجها الدكتور حسن حفناوي، طبيبها الخاص، وبدا الحزن على رامي، وقال لها: "أنا شايف الدنيا سودة.. أشجارها بتلطم.. وأرضها بتبكي"، ورفض أن ينّظم القصيدة المطلوبة، وخاصمته أم كلثوم.

و في عام 1975 رحلت عن عالم الأحياء فرثاها، وعندما طلب منه الرئيس الراحل أنور السادات في حفل تأبينها أن يرثيها عام 1976، قال: "ما جال في خاطري أني سأرثيها.. بعد الذي صغت من أشجى أغانيها.. قد كنت أسـمعها تشدو فتطربني.. واليوم أسـمعني أبكي وأبـكيهــا.. وبي من الشجو.. من تغريد ملهمتي.. ما قد نسيت به الدنيا ومـا فـيها".

احتفظ رامي بخاتم في اصبعه كانت أم كلثوم أهدته إياه، على مدار ثلاثين عامًا، ولم يجرؤ الشاعر العاشق على خلعه من يده حتى أثناء الوضوء وظل فى أصبعه حتى رحيله.

ساهم رامي في ثلاثين فيلما سينمائيًا إما بالتأليف أو بالأغاني أو بالحوار، ومن أهم هذه الأفلام "نشيد الأمل"، "الوردة البيضاء"، "دموع الحب"، "يحيا الحب"، التي قامك ببطولتها موسيقار الاجيال محمد عبدالوهاب، وافلام "عايدة"، "دنانير" "وداد" ولعبت بطولتها كوكب الشرق أم كلثوم، كما كتب رامي للمسرح مسرحية "غرام الشعراء" وهي مسرحية من فصل واحد أما في مجال الترجمة فقد ترجم رامي مسرحية "سميراميس"، وكتاب "في سبيل التاج" عن فرانسوكوبيه".

حصل علي العديد من الجوائز من بينها جائزة الدولة التقديرية عام 1965، كما سلمه الملك الحسن الثاني ملك المغرب في نفس العام وسام الكفاية الفكرية المغربية من الطبقة الممتازة، وفي عام 1967 حصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب.

وأهداه الرئيس أنور السادات الدكتوراه الفخرية عام 1976، حصل على لوحة تذكارية محفور عليها اسمه من جمعية المؤلفين والملحنين بباريس.

كما حصل رامي على عدد من الجوائز منها "جائزة الدولة التقديرية" عام 1967، ووسام الفنون والعلوم، كما تعلم اللغة الفارسية في فرنسا بمعهد اللغات الشرقية، وساعده ذلك في ترجمة "رباعيات عمر الخيام"، ثم عين أمينا لمكتبة دار الكتب المصرية، وحصل على التقنيات الحديثة في فرنسا، في تنظيم دار الكتب، وعمل أمينا لمكتبة في عصبة الأمم، ثم عاد إلى مصر عام 1945، وعين مستشارا للإذاعة المصرية، وعمل في الإذاعة 3 سنوات، ثم نائبا لرئيس دار الكتب المصرية.

وفي عام 1981 أصيب أحمد رامي بحالة من الاكتئاب الشديد بعد وفاة السيّدة أم كلثوم ورفض أن يكتب أي شيء حتى رحل، جدير بالذكر أن الشاعر من مواليد 1892 في حي السيدة زينب بالقاهرة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً