اعلان

نكشف أسرار عالم الباعة الجائلين في دمياط.. مراسل "أهل مصر" يخوض التجربة (فيديو وصور)

"قرب قرب قرب، تعالى يا بيه.. قربي يا مدام شوفى عايزة ايه".. هتافات إعتاد الباعة الجائلين على ترديدها، مستخدمين حناجرهم للفت الإنتباه، قمنا بتجربة عملية لنكتشف عن قرب كيف يعيش البائع المتجول، وفي السطور القادمة تفاصيل رحلتنا معهم.

منذ الساعات الأولى من اليوم وعلى أصوات إذاعة القرآن الكريم، يبدأ البائع رحلته مع ''لقمة العيش'' يسرع فى تهيئة الفرش وترتيب البضائع بينما يستعد آخر بقوائم الأسعار، وينتظر الجميع قدوم الزبون.

دقائق واختفى أثير إذاعة القرآن الكريم، ليحل محلها أصواتهم وهتافاتهم متصارعين فيما بينهم لتصريف كل منهم بضاعته .

يستمرون ساعات طويلة قد تستغرق منهم أكثر من 13 ساعة عمل دون انقطاع، وبحلول الليل ينتهي هذا الفصل من الرحلة لتعود مرة أخرى بأشخاص جدد فى اليوم التالي ويظل بطلنا مستمراً فى رحلته باحثاً عن الكسب الحلال.

ــ التموين والصحة مطاردات لا تنتهي

أبرز أحداث رحلتهم هي اللحظات التى يتعرضون فيها لحملات تموينية أو يأتى لهم مكتب الصحة .

حرصهم الشديد على عدم الوقوع تحت طائلة القانون جعلهم يهتمون بتفاصيل دقيقة تجنبا لتلك الحملات.

ولكن تحمل تلك الحملات مضايقات لهم من قبل بعض الموظفين والذين يستغلون القانون فى فرض السيطرة رافعين شعار ''شخلل عشان تعدى'' .

ــ أزمة ارتفاع الأسعار

قد لا تشعر أنهم أول المتضررين من ارتفاع الأسعار، ولما لا فهم الترمومتر، الذى يكشف حركة السوق، عندما تشهد الأسعار إرتفاعا جديداً تتصدع حركة الشراء، مؤثراً ذلك على دخله اليومى.

إذا حاول أحدهم مجاراة السوق لم يتحمل سوى أيام قليلة ليسقط هو الآخر فى فخ الغلاء.

ــ حملة الشهادات

لم يعد البائع هو من لم يكمل تعليمه، تبدل الحال كثيراً فنجد حملة شهادات جامعية يقفون بالسوق، لا يمكنك أن تتوقع أنهم خريجي كليات عليا، فقد تحول عالم الباعة الجائلين ليشهد وافدين جدد فلم يعد مقتصرا على من أربابه فقط.

تجاذبنا أطراف الحديث مع أحد الباعة فقال م خ، "انا معايا ليسانس آداب بس مش لاقي شغل بشهادتي اضطريت اشتغل أي حاجة أكل منها عيش، مضيفا أنا عمرى ما تكسفت من شغلي المهم إنى مش بعمل حاجه غلط".

وقال أيضا، "لولا الباعة اللى زينا كانت التجار ولعت الدنيا، إحنا بنرضى بالقليل وبنبيع بسعر ما فيش تاجر يرضى بيه ونفسنا الدولة تساعدنا وإحنا نقضى على الغلاء".

واشتكى ا .ز من نظرة المجتمع للبائع المتجول قائلا، "بيعامولنا على أننا مجرمين، إحنا والله ولاد ناس ومش بنعمل حاجة غلط بنحاول نغلب الظروف بشغل حلال".

وأضاف إ ه، "انا بحاول اشترى بضاعتي من أحسن أصناف، كمان بحاول أبيع بأسعار مناسبة بس فيه حاجات غصب عننا بنضطر نغليها".

بينما جاء رأي المواطنين مفاجأة فقال أحمد سالم عامل، "أنا نفسي أشتغل زيهم الناس دى منفذ لينا من جشع التجار".

وقالت م .ن ربة منزل، "أنا مش بحب اشترى غير منهم لأنهم أسعارهم حلوة".

بينما قالت شيماء إبراهيم طالبة جامعية، "بخاف منهم ومش بحب اشترى منهم حاجة أنا اسمع أنهم سوابق وبيشربوا مخدرات وانا مش بحب اتعامل مع الناس دى".

وفى سياق متصل أكد النائب محمد الزيني رئيس الغرفة التجارية ومنسق ائتلاف دعم مصر بدمياط، أن الغرفة تسعى إلى إتاحة الفرصة أمام الجميع من خلال معارضها التسويقية، لافتاً إلى أنه لن يتم قبول أى شخص داخل تلك المعارض، مؤكداً أن هناك إجراءات مشددة تتبعها إدارة المعارض بالغرفة حيال المتقدمين.

وأشار ''الزيني'' إلى ما يقدمه الشباب من إقدام على العمل بهذا الشكل مؤشر جيد يتطلب من كافة الجهات التنفيذية دعمه.

هدأت أصوات الباعة ربما شارفت رحلتنا على الإنتهاء، ولكنهم مستمرون فى رحلتهم اليومية ولكن بأشخاص جدد.

ويظل البائع المتجول يعانى من نظرة مجتمعه وهو يقدم لهم خدمات مميزة.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً