قال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، إننا نحن أصحاب رسالة ، والله- عز وجل- شرفنا بخدمة دينه وبيوته، وهي نعمة عظيمة ومهمة جليلة يجب أن نؤدي حقها على الوجه الأكمل من جهة وأن نشكره سبحانه وتعالى عليها من جهة أخرى.
وأضاف خلال اجتماعه بقيادات الدعوة بمحافظة المنيا، اليوم، أن الشكر الحقيقي يكون بالعمل المخلص الجاد على خدمة بيوت الله مبنى ومعنى، مبنى بأن نقوم على عمارتها وصيانتها ونظافتها خير قيام، ومعنى بأن نؤدي واجبنا الدعوي مراقبة لله- عز وجل- وابتغاء مرضاته أولا وقبل كل شيء، وأن نجدد النية دائما لنتحول من أصحاب وظيفة إلى أصحاب رسالة نتفانى في سبيل القيام بها والوفاء بحقها على خير وجه، وهذه الرسالة أوجهها إلى جميع العاملين بالأوقاف.
ووجه وزير الأوقاف رسالته أوجه للعاملين بهيئة الأوقاف المصرية بأن الله امتحنكم بأن تكونوا أمناء على مال الوقف الذى هو مال الله، وهو به كفيل قبل عباده، فمن اقترب منه بغير حق أو ضيعه أو فرط في حقه أو لم يقم بالوفاء بواجبه تجاهه فليخش غضب الله، في الدنيا قبل الآخرة، ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون.
ولفت إلى أن من حافظ على مال الوقف بروحه ودمه فوق ما يحافظ على ماله الخاص، ووقف سدًا شامخًا أمام من يحاول الاعتداء عليه أو النيل منه، أو مجرد الاقتراب منه بغير حق، واستفرغ وقته وجهده وفكره في خدمته والحفاظ عليه وحسن استثماره وإعطاء كل ذي حق فيه حقه، وفق شروط واقفيه المخلصين، وأخلص النية في ذلك ابتغاء مرضاة الله، فيا له من فضل، وَيَا لها من رسالة عظيمة، يحيط بصاحبها فضل الله في الدنيا والآخرة.
وتابع: "لا يقف الوعد ولا الوعيد عند حدود العاملين بالأوقاف فحسب، وإن كان الحفاظ على مال الوقف وحسن استثماره واجبهم ومسئوليتهم، فإن الوعيد يشمل كل من اعتدى على مال الوقف أو نال منه بغير حق، وأول تبعات هذا الوعيد وأخفه محق البركة من حياته، فما رأينا أحدا نال من حق الوقف ونجا بجريرته أبدا أو رزق البركة في حياته أبدا، كما أن الوعد والفضل العميم والثواب العظيم يشمل كل من حافظ على مال الوقف أو أعان على ذلك".
وأوضح أن الله- عز وجل- أكرم الأكرمين، وهو أعز وأكرم من أن يضيع من حافظ على ماله أو أن يخيب قصده ورجاءه فيه.
وأكد وزير الأوقاف أن رسالتنا قائمة على خدمة الدين، قائمة على التيسير، وتعليماتنا المنظمة هدفها الحقيقي الضبط والتقنين والتيسير معا، فنحن لا نقيد الاعتكاف ولكن ننظمه بما لا يخرج به عن مقصوده التعبدي إلى خدمة الجماعات المتطرفة أو المتشددة، وكذلك نتوسع في مكاتب تحفيظ القرآن الكريم، ولكننا لا يمكن أن نترك شيئا منها ولو كتابا واحدا في أبدى عناصر الجماعات المتطرفة المتاجرة بالدِّين.
وفِي ختام حديثه، أكد وزير الأوقاف على عظم المسئولية التي يحملها رجال الأوقاف، مؤكدًا على أهمية بث روح المسئولية الدينية والوطنية لدى الجميع، ليتحول الجميع من مجرد أداء الواجب الوظيفي إلى أصحاب رسالة، من أجل خدمة الدين والوطن والوفاء بحق الأمانة التي نحملها، والتى حملنا الله إياها وكلفنا بها، ونسأله سبحانه أن يوفقنا لذلك وأن يعيننا عليه.