"أصدرت عفو رئاسي عن نفسي"، تلك ليست "نكتة" بل حقيقة يمكن أن يستخدمها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إذا أدين في التحقيق الخاص بشأن تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأمريكية
وهناك عدة سيناريوهات متناقضة تواجهه في حال انتهاء تحقيق المحقق الخاص روبرت مولر. يتداخل في الأمر الاختلاف في التفسيرات القانونية لمفهوم الحصانة القضائية، والسوابق التاريخية والانحيازات السياسية واحتمالات تعديل الخريطة السياسية للكونجرس، وفقاً لصحيفة النيويورك تايمز الأميركية.
وفي حال عدم اكتشاف أي أخطاء ارتكبها الرئيس، فإنه يجب أن يرسل روبورت مولر مدير مكتب "اف بي آي" إلى رود روزنشتاين، وكيل النائب العام المشرف على التحقيق، تقريراً سرياً يشرح قراره.
ولكنه في حال اكتشافه خرق ترامب القانون فيجب أن يتصرف هكذا:
إذا حصل الكونجرس على تقرير ادانة ترامب، يمكن للمشرعين تجاهله؛ ومن ثم سيظل ترمب في منصبه، أو يمكن للمشرعين استغلال المعلومات في محاولة لرفع دعوى والشروع في إجراءاتها.
قد يستعين مولر بتجربة ليون جاوورسكي، المدعي العام بفضيحة ووترجيت الشهيرة فإذا عثر مولر على دليل ارتكاب ترامب مخالفة، فبإمكانه محاولة تطبيق نموذج هيئة المحلفين الكبرى لإفشاء المعلومات علناً أو الكشف عنها للكونجرس.
وقد يرفض الكونجرس استخدام المعلومات الموجودة في التقرير؛ ومن ثم يظل ترامب في منصبه، أو يستخدمها لاتخاذ إجراءات رفع دعوى قضائية، وحدث ذلك سابقاً في ظل وجود الرئيس ريتشارد نيسكون.
قد يسعى مولر إلى إصدار لائحة اتهامات بشأن الرئيس: إذا رأى أن لديه أدلة كافية لإدانة ترمب بجريمة أمام المحكمة الفيدرالية، فقد يطلب المستشار الخاص من هيئة محلفين كبرى توجيه الاتهامات ضده. لكن، يجب أن يحصل أيضاً على إذن من روزنشتاين.
في حال رفض روزنشتاين وكيل النائب العام اتهام ترامب، فقد يتعين عليه بموجب القانون إرسال تقرير إلى الكونجرس ينص على ذلك.
وقد يتجاهل الكونجرس الإخطار؛ ومن ثم يظل ترمب في منصبه، أو قد يستغل المعلومات لمحاولة إصدار لائحة اتهام ضد الرئيس الأمريكي وهذا سيزيد الامور تعقيداً، حيث أن وزارة العدل اتخذت موقفاً بعدم سماح الدستور بتوجيه اتهامات ضد الرؤساء في المنصب أو رفع دعوى قضائية ضدهم.
وفي حالة توجيه اتهامات، تبدأ العملية بجلسات اللجنة القضائية لمجلس النواب، ويتبعها تصويت لجنة لنقل مواد الاتهام إلى مجلس النواب. ولكن الأمر ليس بهذه البساطة، فسيعتمد التعامل مع تلك الأمور، بالتأكيد، على ما إذا كان الديمقراطيون أو الجمهوريون هم المسيطرين على الكونجرس في يناير 2019، عقب انتخابات التجديد النصفي في شهر نوفمبر 2018.
كيف سيكون شكل المحكمة التي سيمثل أمامها الرئيس؟
سيشرف رئيس الهيئة القضائية في الولايات المتحدة على القضية، سيمثل أعضاء مجلس النواب المدعين، بينما أعضاء مجلس الشيوخ سيمثلون هيئة المحلفين، عقب المحاكمة سيجري مجلس الشيوخ تصويتاً لإدانته، ثلثا الأعضاء الحاضرين صوتوا على الإدانة: إقصاء الرئيس عن منصبه.
في حال تصويت مجلس الشيوخ على إدانة الرئيس، فإنه يُعزل من منصبه ويأتي بدلاً منه نائب الرئيس، وإذا فشلت العملية في أي خطوة، فسيظل ترمب في منصبه.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
