في بدايات القرن الماضي، كان الأهالي في محافظة قنا يعتمدون على "المدفع النحاس" والذي يعتبر من أقدم الأدوات التي يعتمد عليها الصائمون، للإعلان عن موعد الإفطار وآذان المغرب وخاصة في القرى البعيدة والنائية.
النحاس الذي يُشد على حوافه جلد الناقة، ويتم الضرب عليه قبيل المغرب في شهر رمضان، كان بديلا عن مدفع الحاجة فاطمة في القاهرة، والذي تم العمل به في عهد الخديوي إسماعيل.
يقول العم عبده النقيب المقيم بقرية أبومناع بمركز دشنا شمال محافظة قنا، وصاحب المدفع النحاسي، إنه عبارة عن 50 سم ودائري، مغطى بجلد الجمل وذلك لأنه يعيش مئات السنين ويحتمل الفصول فهو لا يرتخي في أوقات الشتاء ولا يحتاج لأن يقوم أحد بشده فقط بوضعه على نار دافئة، مثل جلود البقر والجاموس والماعز، لافتا إلى أن جلد الإبل يكون كما هو في كافة فصول السنة.
يضيف النقيب أنه يحتفظ به منذ مئات السنين، ويعدد استخدامه كما كان الأجداد يستخدمونه لافتًا أن النحاس لا يوجد إلا في قرى معينة بقنا، نقلته من تراث الأجداد، خاصة القرى القديمة التي لها آلاف السنين، مشيرًا إلى أن النحاس تحول لتراث.
ويوضح أنه قبيل آذان المغرب يتم النقر عليه لإبلاغ الناس بآذان المغرب والإفطار، لافتًا إلى أنه قبيل السحور يتم النقر لمدة ساعة ليستعد الأهالي لإعداد الطعام ، متابعاً أن النحاس بعد شهر رمضان لا يستخدم، وأنما يستخدم في إحياء مولد النبي محمد عليه السلام في شهر ربيع الأول، وفي الاحتفال بموالد الشيخ الطوابي بالقرية، حيث يتم وضع النحاس على جمل ويتم النقر عليه لمدة 12 يوما إعلانًا وابتهاجًا بليالي المديح وبعدها لا يتم استخدامه إلا حين يهل شهر رمضان المعظم كل يوم ولمدة شهر حتى انتهاء رمضان.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
