اعلان

بالفيديو والصور.. رئيس بكى عليه الشعب

"أقول لكم إنني على استعداد لتحمل المسؤولية كلها، ولقد اتخذت قرارا أريدكم جميعا أن تساعدوني عليه: لقد قررت أن أتنحى تماما ونهائيا عن أي منصب رسمي وأي دور سياسي، وأن أعود إلى صفوف الجماهير، أؤدي واجبي معها كأى مواطن آخر.. وتطبيقا لنص المادة (١١٠) من الدستور المؤقت، الصادر في شهر مارس سنة ١٩٦٤، فلقد كلفت زميلي وصديقي وأخي، زكريا محيي الدين، بأن يتولى منصب رئيس الجمهورية، وأضع كل ما عندي تحت طلبه".

بتلك الكلمات الحزينة ونبرة الصوت الأليمة استطاع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر أن يقتحم القلوب الحزينة التي ذبحتها هزيمة نكسة يونيو فاندفعت الجماهير إلى الشوارع والحواري تبكي وتصرخ وتهتف بعلو الصوت "نحن جنودك يا جمال.. لا تتنحى لا تتنحى".

وعن ذكريات تنحي "عبد الناصر" قال اللواء محمد عبد الغنى الجمسى فى مذكراته: "وتوالت الأحداث فى مصر وأعلن الرئيس عبد الناصر يوم 9 يونيو تنحيه عن الحكم مع إسناد الجمهورية إلى زكريا محيى الدين، وكان قرار عبد الناصر الذى أعلنه هو تعبير وإدراك منه أنه يتحمل المسئولية التاريخية عن الهزيمة".

وقامت مظاهرات فى القاهرة يومى 9، 10 يونيو تطالب باستمراره فى الحكم، كما أن مجلس الأمة ومجلس الوزراء رفضا قرار التنحى، فأصدر الرئيس عبد الناصر البيان التالى يوم 10 يونيو 1967 "إننى سوف أبقى حتى تنتهى الفترة التى نتمكن فيها جميعا من أن نزيل آثار العدوان، إن الأمر كله بعد هذه الفترة، يجب الرجوع فيه إلى الشعب فى استفتاء عام. إنى مقتنع بالأسباب التى بنيت عليها قرارى، وفى نفس الوقت فإن صوت الشعب بالنسبة لى أمر لا يرد، ولهذا فإن القرار مؤجل".

واضافت المذكرات: "كنا فى الإسماعيلية نسمع الأخبار من إذاعة القاهرة، بينما كانت قواتنا فى غرب القناة غير متماسكة وغير قادرة على الدفاع عن منطقة القناة، وكان الاهتمام الأول للقوات فى منطقة القناة هو سرعة إعادة التجميع وحصر الخسائر الكبيرة التى تعرضت لها، والاستعداد لاتخاذ أوضاع عاجلة فى غرب القناة بما يتيسر لها من أسلحة مهما كانت قليلة".

وتابع الجمسى فى مذكراته: "لقد كانت القوات الإسرائيلية تقف على الضفة الشرقية للقناة، والدموع فى عيوننا، والمرارة تملأ قلوبنا للنتيجة السيئة التى حدثت، وللظروف القاسية ـ سياسيا وعسكريا ـ التى فرضت على القوات المسلحة فكانت ضحية لها، وكانت هزيمة يونيو هي باب الأمل أمام انتصار أكتوبر 1973 حيث ترتب عليها تحرير سيناء كاملة على أيدي الرئيس محمد أنور السادات".

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً