كلهم من أبناء الطبقة الكادحة، الذين ترعرعوا في أحضان الحواري ونمت عقولهم في فصول المدارس الحكومية، كان حلم التفوق بالنسبة لهم فكرة رسمتها أقلامهم بين سطور الكراريس، لعله يأتي اليوم الذي يتحقق فيه.
ولأن مصر ولادة، ومعروف عنها إنها منبع العلم والعملاء ولها بصمة في جميع الأروقة حول العالم، شاءت الأقدار بأن يتحقق حلم هؤلاء الفقراء، الذين اجتهدوا خلال فترة دراستهم بمرحلة الثانوية العامة، وأراد القدر أن يوضح لنا رسالة السماء، بأن الفقراء والكادحين لهم نصيب كبير في تحقيق ما يحلمون به، وليس الحظ والثراء والعلم من حظ الأغنياء فقط.
ظهرت نتيجة الثانوية العامة اليوم، بعد ان أعلنت عنها وزارة التربية والتعليم، برئاسة الدكتور الوزير طارق شوقي، ومن خلال المؤتمر الصحفي الذي أبرمته الوزارة اليوم الخميس، قد تم الإعلان عن أوائل الثانوية العامة على مستوى الجمهورية.
فكان الطالب محمد محمود نصر ، الرابع مكرر على مستوى الجمهورية، ضرب لنا المثل الأعلى في الاجتهاد والسير وراء تحقيق الحلم حتى ولو كان في نظر المجتمع يعصب تحقيقه.
محمد نصر، طالب نشأ في أسرة بيسطة، والدته "السيدة نبيه" تعمل بائعة لاسطوانات البتوجاز، كان يقترض من وقت مذاكراته وينزل إلى الشارع ليساعدها في عملية البيع والشراء، لم يركن إلى نفسه لحظة واحدة ليتخلى عن تلك السيدة التي تعمل ليل نهار لترى فيه رجل عظيم عندما يشتد عوده، وخاصة بعد وفاة والده عندما كان محمد في طفولته المبكرة.
يقول محمد إنه يفتخر بوالدته وبعملها في بيع اسطوانات البتوجاز، مؤكدا أن كفاحها في توزيع وبيع الأنابيب كان طريقًا دفعني للتفوق والحصول على مركز متقدم حتى حقق الله رغبتي.
وأشار محمد إلى أن والده قد توفي منذ سنوات فكانت والدته بمثابة الأب والأم وكل شئ في حياته، مفيدا بأن السعادة قد غمرتها عندما تم الأعلان عن اسمي من ضمن أوائل الثانوية العامة.
فقير حقق حلم والدته ولكنه يتمنى أن يلتحق بكلية الألسن التابعة لجامعة كفر الشيخ.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
