على الرغم اننا في القرن الحادي والعشرين إلا أنه ما زالت بعض المناطق المأهولة بالسكان عطشى وترغب في الحصول على كوب ماء نقى، حيث يخشى آلاف المواطنين من الأمراض التى قد تفتك بهم وبأبنائهم بسبب شرب مياه غير صالحة للاستخدام الأدمي، حيث الأملاح الزائدة واللون الأصفر والأتربة التى تخرج من صنابير المياه التى لا تصلح إلا للحيوانات أو الاستحمام وغسيل الأطباق.
قرية المدمر التى تتبع مركز ومدينة طما شمال محافظة سوهاج، من اكبر القري بالدائرة وتشتهر بتعدد المناصب القيادية بها حتى اطلق عليها الغير " بلد الكراسي " ومع كل ذلك واكثر من نجد ابنائها يهرولون بحثا عن نقطة مياه نظيفة يشربونها ويرووا بها عطش ابنائهم .
جدير بالذكر أنه يوجد بقرية المدمر مرشح مياه يجلب مياهه من باطن الارض، وتم مؤخرا ربط القرية بمرشح مياه السكساكة الذى يجلب مياهه من نهر النيل، والذى افتتح منذ عام تقريبا وهو مرشح كبير يغذي العديد من القري شرق وغرب خط السكة الحديد، ومع كل ذلك يشتكى ابناء تلك القرية من عدم نظافة كوب الماء ولا يستطيعون شربة وانما يحصلون على ماء الشرب من 3 محطات مياه للتحلية تم انشائهم بالجهود الذاتية من اهالي القرية وخاصة اهل الخير الأغنياء.
وأكد "خلف" أحد ابناء القرية انه يعانى كثيرا فى نقل المياه من محطة التحلية الاهلية الى المنزل حيث يقوم بنقلها على ظهر الحمار حتى المنزل أو دراجة بخارية أو تروسيكل أو برويطة يدويه أو على الرأس أو الكتف.
وأضاف أن مياه مرشح القرية غير نظيفة وطعمها غريب ولا تصلح للشرب ولذلك نقوم بتزويد منازلنا من محطة المياه تلك وفى حالة عطلها نعانى الامرين فى الحصول على كوب ماء نشربه ويشرب ابنائنا منه.
وقال "أحمد" أحد ابناء القرية ايضا أن المياه فى مرشح القرية تأتى غير نظيفة وملوثة ومحملة بالأتربة وتصيب الكثير بالفشل الكلوي والأمراض الأخرى.
اما "ابراهيم " فيقول انا يوميا الصبح والعصرية اجى بالحمار وأملئ اثنين من الجراكن وبأخذهم البيت نشرب منهم ونعمل اكل ونضع بعض الماء بالثلاجة للشرب ليلا وعمل بعض المشروبات مثل الشاي والعصير .
وتقول الطفلة "هند" انا اقوم بالمجيء كل صباح الى محطة التحلية تلك واملئ جركن واضعه فى برويطة واقوم بنقلة الى البيت بالتعاون مع اختى الصغيرة، فنتبادل حملة على البرويطة حتى المنزل او نحملها على الدواب "الحمار" مع اخويا الصغير.
لذا طالب الاهالي المسئولين بالتحرك وحل مشكلة مياه المرشح والعمل على نقائها حتى تصلح للشرب والطهى، وان يوفر ذلك كثيرا من الوقت والجهد على ابناء القرية، ومنعا لانتشار الأمراض مثل الفشل الكلوى وزيادة الاملاح وغيرة.
فيما اكد احد المسئولين بشركة مياه الشرب والصرف الصحى بسوهاج ان مياه الشرب يشوبها بعض الاتربة لان توصيل خطوط المياه جديدة وقد يكون بها بعض الأتربة ولكن مع مرور الوقت سيتم وصول مياه نقية صالحة ومطابقة للمواصفات ولا خوف منها على الإطلاق.