لطالما كان وقع كلمه "مجزر" مرعبة فى نفوس البعض وخاصة من مرهفي الحس ، إلا أن البعض الأخر يقتله الفضول لاستكشاف ذلك العالم الغريب، الذي لا تسنح فرصة الدخول فيه إلا للقليلين ، فقررت كاميرا "أهل مصر" أن تشبع لدى القارئ المستكشف رغبة المغامرة واستكشاف عنابر المجازر وعملية دخول الذبيحة حيه وحتى خروجها عبارة عن لحوم مختومه للبيع للمستهلك، ذلك المكان الموحش بجوار مجمع محاكم المحلة الكبرى، فعند الباب يدق الرعب باب القلوب وكل خطوة فى ذلك الممر الموضوع أعلاه لافته "مجزر المحلة العمومى" يثير الريبهة، إلا أنه بعد خطوات يبدأ الجزارين وبائعي لحمة الغلابة فى الخروج بعد شراء ما تم استخراجه من بطون الذبائح.
يقول دكتور مسعد هيبه مدير مجزر المحلة الكبرى، إن المجزر من أكبر وأهم مجازر المحافظة، فالمواشي والأضاحي بجميع أنواعها يتم الكشف عليها وهي حية، والتأكد من كونها "عُشر" أم لا ، قبل ذبحها بالمجازر، كما يتم الكشف عليها بعد الذبح، لافتًا إلى أن كل ذلك لا يتخطى 55 جنيه للرأس "البقر والجاموس والجمل" ، أما بالنسبه للخراف والماعز، 20 جنيه للرأس الواحدة.
وأضاف "هيبه" أن الأضاحي التي يتم اكتشاف مرضها أثناء الكشف عليها يتم إعدامها بمحرقة المجزر، والتخلص من نفايتها، كما يتم التخلص من النفايات، ومخلفات الأضاحي من خلال قطاع النظافة بالحى التابع له، و يأتى خوف الكثير من المواطنين من فكرة الذبح داخل المجزر، لأن الأطباء لا يتهاونوا مع الحيوانات المريضة وخاصة بمرض الـ "سل"، فإذا تم اكتشاف المرض بعضو معين يتم إعدامه وتترك باقى الأضحية، أما إذا تم اكتشاف المرض بعضوين بالإضافه للرأس يتم إعدامة كليًا.
وتابع "هيبه" أنهم يستخدمون نظام الذبح بالطريق اليدوية، وذلك لأن المجزر قديم إلى حد كبير ولم يستخدم الذبح الآلى، كما أن بعض المواطنين وأصحاب المواشى، لا يفضلوه حيث يؤثر على وزن الحيوان لخروج جزء من "البطانه" بجلد الحيوان عند السلخ مما يؤثر على وزن اللحم الصافى، وبالنسبه للجزارين يطلق عليهم داخل المجزر لقب "السلاخين" ولا يسمح لأحد منهم ممارسة مهنه السلخ والذبح داخل المجزر إلا بتصريح وبطاقة تعريف يتم تجديدها كل عام.
وأثناء الحديث، تناول "هيبه" سكين من أحد الجزارين، وبدء فى فحص الحيوان، وأشار لأربع أماكن مختلفة فى جسم الحيوان حيث يتم الكشف على الغدد من خلالهم.
وعلى صعيد متصل، يقول الدكتور حسام التركي مدير الإدارة البيطرية بالمحلة الكبرى، لابد من الكشف على الأحشاء الداخلية للحيوان كما يتم فتح الكبد والكلى والقلب للتأكد من خلوه من الأمراض، ويتبع ذلك مرحلة الختم، ويختلف شكل الختم على حسب سن الحيوان، وأشار لأحد الذبائح المعلقة ذلك الختم الدائرى يعنى صغر سنه، أما الختم المربع للحوم البلدية الكبيرة، وهناك اختام للجمال والخراف.
وأضاف "التركى" يتم تجهيز المجازر منذ الآن لفتح أبوابها للمواطنين خلال أيام العيد بالمجان، حيث من المقرر أن نستقبل المواطنين بعد صلاة العيد بنصف ساعه، بشرط أن يكون السلاخ أحد المسجلين بالمجزر كما لا يتم ذبح الأضاحى الإناث التى لم يمضى عليها عام لعدم مخالفه القانون، ومن المقرر إنشاء مجزر آلى بتكلفه 20 مليون جنيه بأحدث التقنيات الحديثة، كى يستقبل المواطنين العام القادم.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
