تعتبر منطقة العرابة المدفونة، اشهر المناطق السياحية فى محافظة سوهاج، ويطلق عليها الان "منطقة ابيدوس الأثرية" ، وتوجد بمركز البلينا جنوب محافظة سوهاج، بالقرب من النيل.
يعود تاريخ تلك المنطقة الاثرية الى ما قبل 5 الاف عام، حيث لها مكانة تاريخية عظيمة بين المؤرخين، ويعلمون قدرها جيدا، حيث كانت عاصمة مصر الاول فى عصور سابقه.
مرت تلك المنطقة بعدة مسميات، حيث اطلق عليها القدماء المصريين قديما اسم "نيس" ثم "العرابة المدفونة" و أطلق عليها العرابة المدفونة بسبب أنه كانت جميع الآثار بها تحت الرمال ،وتم اكتشاف العديد منها وباقي الكثير لم يكتشف وجاري الكشف عنة ببعض البعثات، ثم اطلق عليها فى الحديث اسم " ابيدوس"، وللعلم ايضا أُطلق عليه قديما "كعبة الحجاج عند القدماء المصريين".
يروى لنا احد العاملين بهيئة الاثار المصرية بمنطقة سوهاج، ان تلك المنطقة لها شهرة عالمية وليس مصرية، وخاصة بين رجال الاثار على مستوى العالم، ولكن يحيطها بعض الاهمال بسبب كثير من الامور ، مثل تراكم الاتربة على تلك المعابد ومنها المدفون فى باطن الارض، وقرب المياه الجوفية مما يجعلها تطفح كما هو ظاهر فى احد المعابد بها، صعوبة تأمين المنطقة ، انتشار المباني السكنية العشوائية بالحرم الاثري، وعدم وجود مناطق انتظار للسيارات والاتوبيسات ووسائل النقل الخاصة بالسائحين .
يوجد بمنطقة ابيدوس الاثرية العديد من المعابد والاماكن الاثرية ومنها معبد سيتي الأول ومعبد رمسيس الثاني وهما يتميزان بالنقوش المصرية القديمة البارزة، وهذه المدينة كانت المركز الرئيسي لعبادة الإله أوزوريس .
يوجد بمنطقة ابيدوس الاثرية ايضا مدفن اوزير الرب العظيم ، مما يجعل الكثير من القدماء المصريين كانوا يتمنون الدفن بأبيدوس او ينقش اسمة بالقرب من الاله لينال البركة او يضمن مكان بين المتميزين من الموتى، ثم تعثر الحال فى ذلك الشأن فكان يتمنون زيارة المنطقة ولو مرة واحدة ،وكانت تقام احتفالات كل عام بمنطقة ابيدوس الاثرية عند الفراعنة، وكانت بملابس خاصة.
يوجد ايضا بتلك المنطقة الاثرية الهامه معبد "خنتي أمنتي" إله الغرب في أبيدوس، المعروف بـ"عالم الموتى" و"إمام الغربيين" والذى يحتل مكانة كبيرة عند القدماء المصريين.
وكان يأتي اليها القدماء من كل فج عميق مرة كل عام للحج، وزيارة قبر أوزير ، عن طريق سفن محمله بالأمتعة من القرابين، والتماثيل للتقرب من الاله وطلب الغفران والرحمة.