أدى زيادة أسعار المواد الخام إلى ترك بعض الحرفيين للصناعة، ولكن ليس كليًا بل جعلها مهنة إضافية إلى جوار وظائفهم الحكومية لتكون مصدر دخل لهم بعد أن كانت مصدر أساسي، فمنذ القدم اشتهرت محافظة المنوفية بامتلاكها لأكبر القرى التي تقوم بصناعة الفخار بطريقة كاملة ومن ثم تصديره للخارج، وكان للمهنة عصرًا ذهبيًا حيث كانت الأيدي العاملة تقبل عليها نظرًا لمكسبها المضمون، إلا أن الأحوال تغيرت كثيرًا الآن.
قرية جريس، كانت من بين قرى المنوفية المشهورة بصناعة الفخار، حتى أنها لقبت بـ"قلعة الفخار"، ويقول فوزي محمود غنيم نقيب الحرفيين بالمنوفية، لقد ورثنا المهنة أبا عن جد على الرغم من أنها متعبة ولكن تعاني المهنة من هجرة العمال منها، وذلك بسبب قلة الدخل بالإضافة لزيادة أسعار المواد الخام ضعف أسعارها من قبل، هذا بالإضافة إلى أسعار الأنابيب التي نستخدمها في الأواني الفخارية التي تستخدم لعمل أشهى الأطعمة على الإطلاق مثل (النجريسكو، والأزر باللحم).
يضيف غنيم خلال حديثه لـ"أهل مصر": عدم الاهتمام بالمهنة سيجعلها تنقرض بصورة سريعة للغاية ونفور القابلين عليها منها، متابعًا: نقوم بشراء التراب الخاص بصناعة الفخار من أماكن بعيدة جداً عن محافظة المنوفية مما يكبدنا الأموال في البداية، ثم بعد ذلك نقوم بعد ذلك بوضع المكونات الخاصة بالفخار، ونعجن الأتربة والمكونات لتصبح عجينة طرية لمدة يوم كامل ثم بعد ذلك توصلنا لفكرة لإخراج "عجينة الطين" جاهز للتصنيع مباشرة ولا يبذل إلا وقت قصير للغاية.
يشير فرج محمود غنيم، عامل بالوحدة المحلية، وأحد الحرفيين إلى أنه بدأ وجميع العاملين بالمهنة بأخذها عملاً إضافيا لهم وذلك بسبب قلة دخلها واتجاه بعض الأفراد إلى الأعمال الحكومية لأنها توفر دخلا أفضل من دخل الصناعة، موضحًا أنهم يتحملون كافة أنواع الغلاء حيث كانوا يشترون المواد الخام الخاصة بالفخار بـ70 جنيها ثم ازداد ليواكب الـ90 جنيها والآن يكون 150 جنيها فأصبح بذلك عبئا علينا.
ويقول عادل محمود: أهملت منتجاتنا بسبب قلة التصدير للخارج وقلة استخدامها في الحياة اليومية بسبب استخدام المواد البلاستيكية بدلا منها، مضيفًا أن الأحوال ساءت بسبب كثرة المحاضر لنا بسبب الأفران الفخار، مطالبًا بإنشاء المعارض لإدخال العملة الصعبة للدولة وتيسير حركة التصدير والاستيراد.