بانتهاء الصيف وبداية الخريف، نودع الأجازة ونتحضر للدراسة ولكن هل الصيف فعلا بذلك السوء الي نعتقده؟ البعض يرى الصيف الوقت الأكثر انتظاراً في السنة؛ بحجة أنهم يكونون أكثر سعادة خلال أشهر الصيف، لكن هل السعادة تأتى مباشرة بسبب زيادة ضوء الشمس التي نتعرض لها؟؛ رغم أن فكرة السائدة بأن الطقس يؤثرعلى المزاج ناقشها الكثيرون، إلا أنها تتعمق أكثر في فكرة أن الديموغرافية-علم السكان- تلعب دورًا مهمًا في مدى سعادتك، وتشير الدراسات الحديثة إلى أنه ليس فقط الطقس الذي تعايشه ولكن المنطقة التي تعيش فيها يمكن أن تؤثر إيجابًا أو سلبًا على كمية السعادة التي تحملها.
العلاقة بين ضوء الشمس والسعادة تحدث بسبب تفاعل الجسم الطبيعي مع الشمس؛ ووفقًا للمركز الوطني لمعلومات التقنية الحيوية، فإن الخروج في الشمس يعزز الأوضاع الصحية تجاه النظام الغذائي وممارسة الرياضة ويزود جسم الإنسان بالفيتامين D الضروري لتعزيز النمو السليم للخلايا والعظام وزيادة في نظام المناعة.
وقال ريتشارد ريان، أستاذ علم النفس بجامعة روتشستر، إن الطقس له تأثير قوي على الصحة العاطفية والجسدية، "أظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يتمتعون بحيوية أكثر لا يملكون فقط طاقة أكبر للأشياء التي يرغبون في القيام بها، بل هم أكثر قدرة على التكيف مع الأمراض الجسدية، وقد يكون أحد الطرق المؤدية إلى الصحة هو قضاء المزيد من الوقت في الأماكن الطبيعية."
وذكرت مجلة فوربس أنه في كل عام تنشر الأمم المتحدة قائمة بأكثر بلدان العالم سعادة، وتحددها من خلال 6 عوامل منها متوسط العمر المتوقع، والدعم الاجتماعي والحرية، واحتلت فنلندا المرتبة الأولى في القائمة لمعايير البيئة العالية وانخفاض الجريمة لسكانها البالغ عددهم 5.5 مليون نسمة، مع مناخها الثابت والمناظر الطبيعية الخلابة، فإن شعب فنلندا لديه سبب يجعله إيجابيًا، رغم ذلك البلاد لديها أرتفاع فى معدل الانتحار وفقا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية يستمر في الارتفاع بثبات، وهي قاعدة منظمة اقتصادية حكومية دولية تتركز في فرنسا.
انتحر ما يقرب من 787 شخصًا في فنلندا في عام 2016، مما يجعله ثاني أكثر أسباب الحوادث أو العنف شيوعًا في البلاد؛ قد يكون هذا الاكتشاف سبباً كافياً لكي يعتقد الكثيرون أن بيئتك، مهما كانت ممتعة لا تؤثر في النهاية على مدى سعادتك.
رغم أنه وفقًا للجمعية الأمريكية للأرصاد الجوية فإن الطقس يلعب دورًا مهمًا في سعادة الشخص؛ وعند فحص 84 موضوعًا ألمانيًا، وجد علماء النفس أن الموضوعات أبلغت عن مستويات أعلى من السعادة المؤقتة في الأيام المشمسة، بينما في الأيام الممطرة كانت مزاجهم أقل، وقالت جونيور بيلا رايلي من آفون إن الطقس له تأثير قوي على شعورها طوال العام،"الطقس بالتأكيد يؤثر على مدى سعادتي ويذكرني الطقس الدافئ دائمًا بالصيف وجميع الأشياء الممتعة التي تترافق معه".
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
