وصف الأكاديمي المصري الخبير في الشأن الأمريكي، د. أيمن عبدالشافي، تصريحات وزير الداخلية الأمريكي، ريان زينكي، بشأن فرض بلاده حصارا بحريا لمنع روسيا من نشر منتجاتها من الطاقة في الشرق الأوسط، بأنها ترجمة مباشرة لمفهوم "البلطجة".
وقال عبدالشافي، اليوم الأحد، إن إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن استعدادها نشر أسطولها البحري، من أجل منع روسيا من السيطرة على سوق الطاقة في منطقة الشرق الأوسط، يعبر بشكل مباشر عما وصل إليه حال الأمريكان، من بلطجة مباشرة وتمارس في العلن.
وأضاف: "الأمريكان يعرفون جيدا أن أي خطوة من هذا النوع قد تتحول إلى حرب شاملة، خاصة أن روسيا ليست بالدولة الضعيفة غير القادرة على حماية مصالحها الخارجية وتجارتها ومنتجاتها النفطية، بل على العكس، فالروس قادرون على تحدي الولايات المتحدة، وفتح أسواق جديدة، وهم هنا لن يكونوا بمفردهم، بل ستكون إلى جوارهم قوى أخرى".
وتابع "التحدي هنا — من جانب الأمريكان — لن يكون لروسيا فقط، ولكنه سيكون أيضا للدول التي تحتاج للنفط الروسي، والذين تتعاقد معهم روسيا من أجل تسويق منتجاتها، بالإضافة إلى أن هذه المعركة فيها مجموعة من الأطراف المتداخلة والمتشابكة، ففيها الاتحاد الأوروبي، وإيران، ودول أخرى سواء من المنتجين، أو المستهلكين للإنتاج".
وأوضح الخبير في الشأن الأمريكي، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، منذ اليوم الأول له في الإدارة الأمريكية، مارس السياسة بأسلوب التاجر ورجل الأعمال، سواء من حيث الضغوط والمنع والمنح، ولكن هذه هي المرة الأولى التي يكشف فيها عن الوجه الحقيقي لرجال الأعمال الأمريكان، الذين يمارسون القتل من أجل الاحتفاظ بالصدارة، ولكنه يتناسى أن الخصم هنا ليس هينا.
وكان وزير الداخلية الأمريكي ريان زينكي، صرح بأن البحرية الأمريكية تستطيع أن تحاصر روسيا إذا لزم الأمر لمنعها من السيطرة على إمدادات الطاقة في الشرق الأوسط، والتي تتمتع بها موسكو في أوروبا.
ونقلت صحيفة "واشنطن إيكزامينر" عن زينكي قوله: إن "لدى الولايات المتحدة القدرة بفضل أسطولنا البحري، لضمان حرية الممرات البحرية، وإذا لزم الأمر فرض حصار، للتأكد من أن إمدادات الطاقة الروسية لا تدخل السوق".
ووفقا لزينكي، فإن الاقتصاد الروسي يعتمد بشكل كبير على إمدادات الطاقة، لذا فهي تلعب دورا نشطا في الشرق الأوسط، لأنها تريد بيع إنتاجها من النفط والغاز في هذه المنطقة كما هو الحال في أوروبا. وأضاف أيضا أن الولايات المتحدة ، كونها "أكبر منتج للنفط والغاز" ، قادرة على ممارسة الضغط على روسيا، وكذلك على إيران لإخراجهما من السوق.
وتجدر الإشارة إلى أن إدارة ترامب تعارض بشدة مشاريع الطاقة الروسية، مثل خط أنابيب " التيار الشمالي 2" إلى أوروبا، خوفا من زيادة نفوذها هناك. ويريد الرئيس ترامب من الاتحاد الأوروبي شراء المزيد من الغاز الطبيعي الأمريكي لتنويع إمدادات الطاقة في القارة بعيدا عن روسيا.