ربما تنفس المعارضون لاتفاقية ترسيم الحدود ما بين مصر والسعودية الصعداء بالأمس، عقب حكم محكمة القضاء الإداري أصدره المستشار يحيي دكروري يقضي ببطلان اتفاقية ترسيم الحدود، وهو ما جعل البعض الآخر ينظر للحكم بأنه خسارة لموقفهم الداعم للاتفاقية منذ البداية.
الإعلامي أحمد موسى، كان من أشد المدافعين عن موقف الحكومة بمنح مصر جزيرتي «تيران وصنافير» للسعودية.
واستنكر موسى، تصاعد ردود الفعل الغاضبة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما بعض الشخصيات السياسية مثل حمدين صباحي، مرشح الرئاسة السابق، والإعلامي باسم يوسف، معتبرًا مطالبتهما بتوضيح أسباب هذه الاتفاقية بمثابة "تحريض" من قبلهم ضد رأس الدولة.
كما استنكر موسى، ما وصفه بـ«سب» باسم يوسف والمحامي خالد علي، لرئيس الجمهورية، على ضوء هذه الاتفاقية، ووصفهم له بأنه «بائع للأرض»، متسائلًا: «انتم بتسمعوا كلام الأراجوز الخاين العميل دا إزاي؟.. إيه علاقته هو وخالد علي بالبلد؟».
أحمد بدير
وفي نفس الإطار، كان الفنان أحمد بدير من ضمن المؤيدين للاتفاقية، وانفعل على من هاجموا الرئيس السيسى، قائلًا: «من يقولون عواد باع أرضه.. وغيرها من هذه العبارات هم أصحاب مزايدات رخيصة، وكلامهم تهجيص.. السيسى مايبيعش أرضه مهما حدث، لذا إما أن نثق فيه ثقة تامة.. أو نثق فى هؤلاء المغيبين اللى مش فاهمين حاجة.. وأنا شخصيا لا أحب المزايدات».
وأضاف أن الجنود التي تدافع عن حبة رمل لن تقبل التفريط في أرضها، وأنه مقتنع بأن من أتخذ هذا القرار هو شخص يضحي من أجل البلد، وأنه الجزيرتين بمثابة الأمانة التي كان يجب إرجاعها لأصحابها، وأن الرئيس السيسي له الكثير من المواقف المشهود فيها بوطنيته.
وقال بدير، إن 90% من الناس التي نزلت إلى الشارع في جمعة الأرض هم إخوان، وحرصوا على ألا يرفعوا لافتات «رابعة»، وأن الهدف من هذه المظاهرات هو افتعال مشكلة وأزمة مع الدول العربية والأجنبية الأخرى، ويستخدمون أساليب تقليدية لا تقنع الشعب المصري.
واختتم مهددًا، بأنه سيعتزل التمثيل في حال إثبات أن الجزيرتين مصريتين.
مصطفى بكري
أما الإعلامي مصطفي بكري عضو مجلس النواب كان من بين أشد المدافعين عن قرار تبعية الجزيرتين للسعودية، فكان له العديد من التصريحات حول ذلك إلى أن أصدر منذ أيام كتابًا بعنوان «تيران وصنافير.. الحقيقة الكاملة».
شمل كتاب بكري العديد من الوثائق التي تؤكد ملكية الجزيرتين للسعودية، وقال عنه: «جاءت فكرة هذا الكتاب الوثائقي الذى يضم المئات من الوثائق من منطلق الرغبة فى التأكيد على الحقائق التى دفعت صانع القرار إلى التوقيع على اتفاقية تحديد الحدود البحرية وإعادة جزيرتى تيران وصنافير إلى ملاكها الحقيقيين والشروع فى تنفيذ الجسر البرى الذى يربط بين مصر والمملكة العربية السعودية».
وعلي خلفية حكم الأمس، سرعان ما أعلن «بكري» أن لديه من المستندات والحقائق والوقائع ما يؤكد أن الجزيرتين سعوديتان، مضيفا: «أراهن على الزمن والتاريخ، بأن الجزيرتين سعوديتان بحقائق التاريخ وواقع الجغرافيا وأحكام القانون الدولى».
وقال «بكرى»: «لا يوجد قرار إدارى نستطيع أن نركز عليه، والاتفاقية لم يجرِ التوقيع عليها حتى الآن من قبل مجلس النواب».
عزمي مجاهد
كما وصف عزمي مجاهد، مدير إدارة الإعلام باتحاد الكرة، الشعب بأنه «فتاي» قائلًا «احنا بقينا شعب بنفتي في كل حاجة بنفهم في البحر وفي الجو وفي الجغرافيا وفي التاريخ بقينا شعب فتاي ده حاجة غلب»، تعليقًا على الجدل حول اتفاقية «تيران وصنافير»، مؤكدًا أن المعترضين على الاتفاقية «مستخسرين فينا البسمة»، لكنه هو ربما لا يبتسم حاليًا بعد حكم المحكمة الإدارية ببطلان الاتفاقية التي دافع عنها بقوة.
لميس جابر
أما الدكتورة لميس جابر، عضو مجلس النواب، شددت من قبل أن جزيرتي تيران وصنافير سعوديتان وليست مصرية، ولا شك في ذلك.
وأضافت «جابر» أن الخرائط التاريخية تؤكد أن جزيرتي تيران وصنافير سعوديتان، وليست مصرية، موضحة أنهما كانتا تحت الحماية المصرية بالاتفاق مع المملكة العربية السعودية من أجل حماية أمن الخليج من العدو الإسرائيلي.
وأكدت لميس جابر أنه ليس من المعقول أن يفرط الرئيس عبد الفتاح السيسي في شبر من أرض مصر.
عمرو حمزاوي
كذلك الدكتور عمرو حمزاوي أستاذ العلوم السياسية، تعرض لهجوم شديد بين النشطاء بعد تأكيده أن جزيرتى تيران وصنافير سعوديتان، فوصفه البعض بالصادم.
برر حمزاوى موقفه عبر صفحته بموقع «تويتر»، قائلًا آنذاك: «قرار رئيس الجمهورية رقم 27 لعام 1990 بتحديد نقاط الأساس المصرية لقياس البحر الإقليمى والمنطقة الاقتصادية الخالصة لمصر يخرج بالفعل جزيرتى صنافير وتيران من البحر الإقليمى المصرى».
هدى عبدالناصر
هدي عبد الناصر نجلة الزعيم جمال عبد الناصر كان لها موقف صادم حيث أنها أصبحت من بين الشخصيات التي أثارت الجدل حول ملكية تيران وصنافير فكان أول ظهور لها على إحدى القنوات الفضائية، تؤكد مصرية جزيرتي تيران وصنافير، وخاصة بعد ظهور مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي للزعيم الراحل جمال عبد الناصر يتحدث عن ملكية مصر للجزيرتين.
لكن سرعان ما تغير موقف هدى عبد الناصر، لتظهر في مداخلة هاتفية على أحد البرامج الفضائية، لتكشف أنَّها عثرّت على وثيقة لوزارة الخارجية ترجع إلى 1967، قبل إغلاق خليج العقبة بيومين، صادرة عن إدارة شئون فلسطين، تؤكد أنَّ جزيرتي تيران وصنافير سعويتان.
وأضافت أن «الوثيقة التي عثرت عليها، مصنفة تحت بند"سري جدًا"، وكانت بتاريخ 20 مايو 1967، ومرسلة من إدارة شئون فلسطين بوزارة الخارجية المصرية إلى الرئيس عبد الناصر بشأن الملاحة الإسرائيلية في خليج العقبة، والتي بناءً عليها قرر عبد الناصر غلق مضيق العقبة أمام الملاحة الإسرائيلية في 22 مايو 1967».