سادت حالة من الغضب بين أهالي الإسكندرية بسبب ممارسات بعض سائقي سيارات الأجرة "الميكروباص" واستغلالهم للركاب من خلال تقسيم الخط لعدة خطوط سير قصيرة من أجل زيادة الأجرة، ويقوم بعض السائقين باقتصار المسافات ورفضهم قطع المسافة كاملة إلي نهاية خط سيرهم بتسعيرة واحدة وهي التعريفة المحددة، ليوفروا الوقت والوقود على حساب المواطنين والطلاب وأصحاب الأعمال.
التي تتعطل كل يوم بسبب الوقت الذي يستغرقه الركاب في الطريق والتأخر علي قضاء مصالحهم، خاصة علي خط "المنشية - المندرة" حيث يقوم عدد كبير من السائقين بقطع المسافة من "المنشية" إلي "سيدي بشر" بنفس تعريفة الأجرة وهي 3.50 جنيه، ثم من "سيدي بشر" إلي "المندرة" بأجرة جديدة وهي 2.50 جنيه، مما يضطر الراكب لدفع أجرتين بدلا من أجرة واحدة وبأزيد من التعريفة المحددة لخط سير "المنشية - المندرة"، وتتكرر تلك الممارسات من قِبل بعض السائقين علي خطوط السير بمختلف المناطق بالمحافظة.
يقول شعبان مرسي، أحد الركاب، إنه قام باستقلال سيارة أجرة "ميكروباص" من منطقة "سيدي بشر" متوجها إلي منطقة المنتزه وأعلم السائق الركاب بأن أخر خط سيره منطقة المنتزه علما بأن خط سيره ينتهي إلي "المعمورة"، وقام بدفع 2.50 جنيه ثمن الأجرة، وعندما وصل إلي المنتزه فوجئ بقيام السائق عقب نزول الركاب بتحميل ركاب جُدد إلي "المعمورة" بأجرة جديدة 2 جنيه، مما يعد استغلالا للمواطنين دون رقيب.
ويضيف ضياء عزت، أحد أهالي الإسكندرية، إنه قام باستقلال أكثر من سيارة أجرة وفي كل مرة يتشاجر مع السائق لقيامه بقطع المسافة ويفرض علي الركاب دفع أجرة زائدة حيث المحطة الواحدة بـ 2 جنيه والركوب لمسافة محطتين تتراوح الأجرة ما بين 2.50 إلي 3 جنيهات، مع العلم أن أجرة المسافة كاملة خط سير "المندرة - المنشية" 3.75 جنيه، ويحدث ذلك دون اعتراض من الركاب وهو ما يعد تصرف سلبي من جانبهم ويؤدي ذلك لتمادي السائقين في استغلالهم.
أما خالد إسماعيل، أحد المواطنين، فيقول إن الركاب هم أحد أسباب استغلالهم من قِبل السائقين فلو أنهم اتفقوا فيما بينهم عند استقلال سيارة الأجرة وقاموا بإجبار السائق علي قطع خط سيره كاملا دون اقتصار للمسافات فلن يستطيع السائق رفض ذلك، لافتا إلي أنه أحيانا يتم استيقاف السائق من جانب ضباط المرور لقيامه باقتطاع المسافة وعند سؤال ضابط المرور الركاب عن الالتزام بخط السير والأجرة لا يفصحون عن الحقيقة ويقومون بالدفاع عن السائق، مضيفا أن سلبية بعض الركاب بالرضوخ لهؤلاء البلطجية الاستغلاليين من السائقين هو أحد أسباب المشكلة وليس غياب الرقابة من جانب رجال المرور فحسب.
وأكد محمد الشربيني، أحد الأهالي، أن كل سيارات الأجرة التي تقف في منطقة "فيكتوريا" بجوار مزلقان السكة الحديد للتحميل لخطوط "العوايد والفلكي والمندرة" جميعهم خط سيرهم "المحطة" أو "المنشية" ومن المفترض أنهم يكملوا المسافة لنهاية خط سيرهم إلا أنهم يقوموا بتقطيع المسافة وتنزيل الركاب في منطقة سيدي بشر والتحميل من جديد، ويحدث ذلك علي مرأي ومسمع من الجميع دون رقيب.
وقدم أحد مواطنو الإسكندرية، روشتة حلول للتخلص من تلك المشكلة وتتلخص في عدة نقاط وهي منح رخصة القيادة الخاصة بالتاكسى والميكروباص للمتعلمين وليس للبلطجية، وتحسين وتكثيف المواصلات العامة لتصبح منافس قوى خاصة على الخطوط الطويلة، وإنشاء نظام نقاط تؤدى إلى وقف التراخيص أو حجز المركبة أو إلغاء الترخيص بصورة نهائية فى حالة تكرار المخالفة، وتفعيل دور مباحث المرور، وإقناع الحكومة بمساندة الطبقة الفقيرة وما تبقى من الطبقة المتوسطة، وتطبيق القانون في ما يخص مخالفة خط السير وتحصيل أجرة زيادة عن المقرر، وإضافة مادة فى قانون المرور خاصة بمعاملة الركاب بصورة غير لائقة، والسماح للشركات حسنة السمعة مثل "أوبر وكريم" بتشغيل الميكروباص ووسائل النقل الجماعى، وتوعية الركاب بضرورة تحرير محاضر فى أقسام الشرطة بالمخالفات وتوفير مكتب خاص بذلك فى الأقسام للتسهيل على المواطنين.