تنطلق اليوم فعاليات معرض "سوبر نوفا" للاحتفال برحلة المبدعين من التفكير إلى التطوير وحتى إطلاق السوق والنمو حيث يضم مجموعة من الشركات الناشئة عبر مراحل مختلفة من مساراتهم ويربطهم بالمستثمرين وخبراء الصناعة والخبراء في مختلف الصناعات والجهات الحكومية.
ومن المقرر أن تضم المؤتمر ورشة عمل إنترنت الأشياء Egypt IoT Challenge ومبادرة الروبوتات في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا EMEA Robotics واستعراض لكبرى المشروعات المبتكرة في مصر، ويعد الحدث الأبرز في المعرض هو عرض "ستارتب نوفا" والذي ستقوم فيه تسع شركات ناشئة ببدء المرحلة النهائية من رحلتها مع "ستارتب رياكتور" وهو برنامج دعم الشركات الناشئة في مصر.
ويرصد"أهل مصر" في تقريره عدد من التحديات التي تواجه مجال للابتكارات التكنولوجية وريادة الأعمال والابداع التقني على النحو التالي : حيث
كشف المهندس شريف طاهر مستشار وزير الاتصالات السابق إن المشكلة الرئيسية التي تواجه القطاع قبل تطوير البنية التحتية له هي ضعف قدرات العنصر البشرى ونقص كفاءته مضيفا أنه من المؤسف للغاية غياب الاستثمار للتعليم في العنصر البشري على المستوى المحلي والذي يؤثر بالسلب على تطوير أداء القطاع وقلة انتاجيته ونقص تصديره وتراجع مساهمته فى الناتج القومي.
وأكد طاهر فى تصريحات خاصة لأهل مصر على أهمية كفاءة البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات لإتاحة الفرصة لرواد الأعمال بمصر لتحقيق طفرة تقنية في قطاع الاتصالات، مستشهداً بالتجربة الهندية فى التحول الرقمى السريع والتى وضعت الاقتصاد المحلى لها في مصاف الكبار عالميا خاصة أنها قامت على أساس التعلم التكنولوجى والاستثمار فى العنصر البشرى من خلال التركيز على مجال التعليم.
ويرى طاهر أن الأنظمة التشريعية، في مصر، ما زالت بعيدة كل البعد عن دعم الأعمال. حيث يستغرق إنشاء شركة في القاهرة أو الجيزة وقتًا يصل أحيانًا إلى شهر كامل، في حين يمكن إنشاء شركة في الولايات المتحدة خلال 24 ساعة منوهاً أن التعامل مع التشريعات والروتين يؤدى إلى إضاعة طاقة رواد الأعمال ووقتهم، كما يزيد من تردد المستثمرين في دعم المشروعات الجديدة.
وتابع طاهر حديثه أن الظروف الاقتصادية والسياسية غير المستقرة في مصر من أكبر عوامل تردد المستثمرين في دخول سوق ريادة الأعمال. إلا أن ذلك ينطبق على المستثمرين الذين لا يعرفون السوق جيدًا، فأصحاب الخبرة في المنطقة يثقون بقدرة رواد الأعمال على تجاوز المصاعب السياسية خاصة أن العوائق التشريعية تشكل مشكلة أكبر من الأوضاع الاقتصادية.
وقال المهندس حسين الجرتلي رئيس هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات السابق على ضرورة إتاحة وتوجيه الموارد المالية بشكل صحيح واستغلالها في تطوير جودة التعليم التقني والمهني، باعتباره عنصر أساسى وشريك هام في تنمية قطاع تكنولوجيا المعلومات المصري.
واضاف الجريتلى لاهل مصر أنه رغم النمو الملحوظ في الاستثمارات، ما تزال المبالغ، التي يتم استثمارها في الشركات الناشئة، صغيرة. وما زال رواد الأعمال الموهوبون يعانون صعوبات كبيرة في لفت الانتباه وجمع التمويل اللازم لمشاريعهم مشيرا إلى أن الشركات الصغيرة والمتوسطة تواجه مشكلة أكبر في جمع التمويل اللازم للتوسع، ما يضطر تلك الشركات إلى الحد من نشاطاتها والتأخر عن المكانة التي تستطيع الوصول إليها.
وشدد على غياب نظام ايكولوجي متماسك لريادة الأعمال حيث يعاني مجال ريادة الأعمال من الكثير من الثغرات، ما يضع رواد الأعمال وشركاتهم الناشئة في مواجهة عوائق يومية غير متوقعة. يعود ذلك إلى غياب نظام إيكولوجي فعَّال يمكنهم الاعتماد عليه لدعم مواهبهم. غالبًا ما تكون حلقة أو أكثر مفقودة من السلسلة.
وتابع الجريتلى أيضا إن ضعف عملية التخطيط فى ظل ارتكاب معظم رواد الأعمال في مصر خطأ شائعًا يتمثل فى اقتصار تركيز تمويلهم على ما يلزم بداية المشروعات وحدهاعلى الرغم من وجوب تمويل أية شركة ناشئة بما يكفي للعمل .فضلا عن أنهم يجمعون التمويل لكى تقوم شركاتهم فقط، لا للمكانة التي يريدونها لشركاتهم الناشئة بعد عام أو عامين.
واشار المهندس خليل حسن خليل رئيس الشعبة العامة للاقتصاد الرقمى أن التعاون بين الجهات المختلفة سواء بالقطاع الحكومى أو الخاص مع الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة أن يوفر الأرضية اللازمة لتجاوز العديد من العقبات.
وذكر خليل أن التعاون والمشاركة لدعم المبتكرين، يمكن الدولة من حل مشكلات التسويق، والوصول إلى أسواق أكبر، وسد ثغرات النظام الإيكولوجي، بالإضافة إلى تقديم آلية أكثر فعالية للوصول إلى المعلومات، وهو العنصر الأهم لريادة الأعمال.
وأضاف خليل أن الشركات الناشئة في تعمل ضمن سوق صغير نسبيًا كما أن الشركات التي تسعى إلى الربح من الإعلان، على سبيل المثال، تصطدم بحجم السوق المحدود وبالتالى تزيد المنافسة بين الشركات الناشئة الأمر سوءًا، إذ تمنع الشركات من التوسع إلى أسواق جديدة في المنطقة.