عبد الرحمن سوار الذهب مات .. الرئيس العربي الأول الذي تنازل عن السلطة لشعبه

غيب الموت عبد الرحمن سوار الذهب الرئيس السوداني الأسبق اليوم عن عمر يناهز 83 عاماً، وهو من مواليد مدينة الأبيض السودان عام 1935، استلم سوار الذهب السلطة أثناء انتفاضة أبريل 1985 بصفته أعلى قادة الجيش وبتنسيق مع قادة الانتفاضة من أحزاب ونقابات ثم قام بتسليم السلطة للحكومة المنتخبة من قبل الشعب في العام الذي أعقبه.

نشأة عبد الرحمن سوار الذهب

ولد المشير عبد الرحمن سوار الذهب سنة ١٣٥٤هـ/١٩٣٥م في أم درمان، التي قدم إليها والده من مدينة الأبيض في غرب السودان، ولكن والده عاد بعد سنتين إلى مدينة الأبيض ليواصل نشاطه في نشر العلم وتحفيظ القرآن، وهنالك تلقى عبد الرحمن سوار الذهب تعليمه الابتدائي والأوسط والثانوي، ليلتحق بعد ذلك بالكلية الحربية في الخرطوم.

سوار الذهب في القاهرة

اختير سوار الذهب، إلى جانب مسئولياته في منظمة الدعوة الإسلامية، نائباً لرئيس المجلس الإسلامي العالمي للدعوة بالقاهرة، ونائباً لرئيس الهيئة الإسلامية العالمية في الكويت، ونائباً لرئيس "ائتلاف الخير" في لبنان، ونائباً لرئيس أمناء مؤسسة القدس الدولية، وعضواً مؤسساً في العديد من المنظمات والجمعيات الخيرية والاجتماعية الإسلامية والعالمية الأخرى، وقام بجهود كبيرة في مجال الإغاثة في فلسطين والصومال والشيشان وأذربيجان، وفي حل النزاعات بين بعض الدول والجماعات الإسلامية وتحقيق السلام في جنوب السودان.

تجربة المشير عبد الرحمن سوار الذهب

مارس سوار الذهب العمل السياسي من خلال رئاسته لحكومة السودان الانتقالية بعد الإطاحة بحكومة جعفر النميري على يد ضباط بينهم الفريق تاج الدين واللواء عثمان عبد الله، وترأس المجلس الانتقالي حتى تسليم السلطة إلى حكومة منتخبة برئاسة الصادق المهدي، ورئيس مجلس السيادة أحمد الميرغني، وذلك يوم 4 أبريل 1985.

وما تزال تجربة عبد الرحمن سوار الذهب في الحكم اعتزاله السلطة وتسلمها للشعب خطوة لم يقدم عليها أي رئيس عربي حتى الآن.

عقب تركه للسلطة ترأس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية في السودان، التي قامت بتشييد أكثر من 55 مدرسة ثانوية، و150 مدرسة ابتدائية ومتوسطة، وتشييد أكثر من 2000 مسجد في أفريقيا وشرق أوروبا، إلى جانب حفر أكثر من 1000 بئر للمياه، وتشييد 6 ملاجئ للأيتام.

وتقديراً لجهوده في رئاسة مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية في السودان حصل على جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام عام 2004 ، كما نال عددا من الأوسمة والنياشين العسكرية في الجيش السوداني.