ناقوس خطر الأمطار والسيول يدق الأبواب، مع إعلان هيئة الأرصاد الجوية انخفاض درجات الحرارة، فيما تشد المحافظات اللجام وتستعد لاستقبال موسم الشتاء بمراجعة شبكات صرف مياه أمطار «إن وجدت»، وتنظيف بالوعات صرف مياه الأمطار وتجهيز عربات الشفط.
إجراءات روتينية تقوم بها جميع المحافظات بنفس المعدل وفي نفس التوقيت، ما ينذر بتكرار نفس أخطاء كل عام وهي برك من مياه الأمطار والسيول في نفس الأماكن، يواجهها المسؤولون كالعادة بـ«عربات الشفط» التي تفشل في كل مرة في السيطرة على البرك التي توشك أن تتحول إلى بحيرات.
«نحن دائمًا رد فعل».. بهذه الكلمات بدأت بها الدكتورة سهير حواس، خبيرة تخطيط ورئيس الإدارة المركزية بالتنسيق الحضاري سابقًا، تعليقها على خطة الحكومة لموسم الشتاء، موضحة أن الجهات التنفيذية لا تتحرك لحل الأزمة قبل الوقوع فيها ولكن تتخذ الإجراءات اللازمة بعد غرق الشوارع وتصاعد الأزمة.
وتقول «حواس» لـ«أهل مصر» إن فشل الإدارات المحلية بالقاهرة والمحافظات في مواجهة السيول كل عام يتسبب في خسائر مادية وبشرية لا تعد ولا تحصى.
روشتة لمواجهة الأزمة من خبيرة التخطيط
وتعتبر «حواس» أنه على الدولة أولًا أن تستفيد ما خلفته الأمطار العام السابق من خسائر حتى لا تتكرر الأزمة مرة أخرى في نفس الأماكن، مؤكدة على أنه لابد من مراجعة مخرات السيول الموجودة بالمحافظات عن طريق تنظيفها من القمامة والتأكد من سلامتها.
وفيما يخص الأماكن التي لا يوجد بها شبكة صرف مياه أمطار فعلى الدولة أن تقوم بحصر تلك الأماكن وعمل بيان بها وتكثيف عربات شفط المياه عن طريق وضعها بمسافات مقاربة حتى تستطيع أن تتصدى للأزمة قبل أن تتزايد في تلك الأماكن.
وتضيف «حواس» أنه على كل محافظة أن تتأكد من صيانة عربات الشفط وتكثيف أعدادها في القرى والمراكز الأكثر عرضة للخطر.
شبكات صرف مياه الأمطار «اختفت»
وعلقت حواس على تغافل الحكومة عن إنشاء شبكة صرف مياه الأمطار بالمحافظات ودائمًا المبرر واحد وهو «أن مصر تتمتع بجو لطيف ولا يتسبب موسم الشتاء بأمطاره في كوارث وإن حدث ذلك فهو يوم واحد فقط في السنة في عدد من الأماكن وليس في مصر كلها»، متابعة: «وهم لا يعلموا أن يوم واحد من كارثة المطر يتسبب في خسائر تعبنا من أجلها سنين وسنين وأبرزها منطقة التجمع وغرق الفيلات وغيرها من الكوارث التي خلفت خسائر لا تقدر بمال».
واستطردت أن الحكومة تبخل علينا بإنشاء بالوعات صرف مياه الأمطار بسبب التكاليف العالية، قائلة: «لو نظرنا على مناطق طبقت فيها شبكات الصرف مثل وسط البلد وشارعي الألفي والشورابي وميدان عرابي ومصر الجديدة نجد أن التكاليف عالية ولكن وقت الأزمة لا تشتكي تلك المناطق من أي ضرر مهما كانت قوة الأمطار.. المشروع جاب تمنه».
وترى «حواس» أن أسباب الأزمة الحقيقية، هو أن المحليات لا يوجد بها أشخاص مؤهلة للتعامل مع الطوارئ ووقت الأزمات قائلة: «إحنا رد فعل وبس»، ولا نتحرك ونتخذ إجراءات حاسمة إلا عند حدوث كوارث تُخلف خسائر دون ذلك لا يتم الاستجابة أو العمل على الأزمة قبل وقوعها، مضيفة لا يوجد لدينا إدارة حل الأزمات.
وتنصح خبيرة التنمية البشرية، المواطنين عند بداية موسم المطر بشراء «جوال» من الرمل وعند الخطر والاستشعار بأن الأمطار ستغرق البيت يجب وضع الرمل عند المدخل كخط دفع يمنع تسرب المياه، إلى أن تحل الحكومة الأزمة.
21 ألف بالوعة بالقاهرة
وأعلنت محافظة القاهرة، استعداداتها لاستقبال موسم المطر بالتعاون مع شركة الصرف الصحي بالقاهرة وهيئة نظافة وتجميل العاصمة، عن طريق مراجعة رؤساء الأحياء جميع بالوعات صرف الأمطار التابعة لهم، والتأكد من عملها بكفاءة وإصلاح التالف منها، خاصة وأنه يوجد بالقاهرة أكثر من 21 ألف بلوعة لصرف الأمطار.
وقال خالد مصطفى، المتحدث الإعلامي لمحافظة القاهرة، إن المحافظة وجهت الأحياء بتوزيع الشفاطات الخاصة بشركة الصرف الصحي والمياه بالقرب من الأماكن التي يدق ناقوس الخطر بها.
وأكد المتحدث الإعلامي لمحافظة القاهرة، لـ «أهل مصر» أن عربات الشفاطات يتمركز وجودها بالقرب من الكباري والأنفاق لسرعة شفط المياه قبل تصاعد الأزمة والتسبب في كارثة.
ونوه المتحدث الإعلامي لمحافظة القاهرة، أن المحافظة عملت خطة لفرض الانضباط بالشوارع للتواجد الدوري خلال أيام المطر والسيول صباحًا ومساءً للتصدي ومواجهة الخطر.
وأضاف المتحدث الإعلامي لمحافظة القاهرة، أن شركة المياه والصرف الصحي التابعة للمحافظة قامت بصيانة 24 نفقًا لاستقبال المطر، وتم توفير 50 شفاطًا بالبؤر الساخنة والأماكن المتوقع حدوث سيول وأمطار، وقبل موسم الشتاء والأمطار أجرت المحافظة تجارب على كافة المخرات والسيول والشنايش للتأكد من سلامتها، مؤكدًا أن شبكات الصرف الصحي بالعاصمة تستوعب 4 ملايين متر مكعب في اليوم، وتستوعب تلك الشبكات 20% من مياه الأمطار.
الجيزة تستعد لاستقبال الأمطار والسيول
وأنهت محافظة الجيزة جميع استعداداتها لاستقبال فصل الشتاء واحتمال حدوث أمطار أو سيول.
وصرح مصطفى محمود، المتحدث الإعلامي لمحافظ الجيزة، أنه يوجد بمدينتي الصف وأطفيح 7 مخرات للسيول تم مراجعتها جميعا للتأكد من جاهزيتها لاستقبال السيول.
وأكد المتحدث الإعلامي لمحافظة الجيزة، أن المحافظة كلفت رئيسي مركزي ومدينتي أطفيح والصف بتكرار مراجعة مخرات السيول وخلوها من الحشائش والمخلفات وأي عوائق وتعديات تمنع سريان المياه بها إلى جانب مراجعة وتطهير شبكات الصرف والمجاري المائية وإزالة المخلفات.
من النسخة الورقية