تزينت شوارع محافظة الغربية، قبيل الاحتفال بالمولد النبوى الشريف بشوادر عامرة ضخمة، لعرض "حلاوه المولد"، التى كانت من قديم الأزل مظهر من مظاهر الاحتفال التى لا غنى عنها، فالغنى والفقير والكبير والصغير يتهافتون عليها، وفى المقابل لا تبخل عليهم الحلوى ببهجتها، فداخل تلك الشوادر حلوى تناسب الوزير والغفير، عمل على صناعتها جيش من الصناع والفنانين، فقطعة الحلوى التى نراها معروضة قد يشترك فى صناعتها أكثر من 4 أو 5 عمال، بداية من الطحن والتنقية والعقد والتجفيف، وصولاً للتغليف والعرض.
فى جولة "أهل مصر"، لمتابعة مظاهر الاحتفال، رصدت أحد أكبر شوادر الحلاوة بالمدينة العمالية، التى أشتهرت بصناعه كل شيء، بل وبراعة الصنع حتى وصل بها الحال لتوزيع الإنتاج على مستوى الجمهورية.
يقول الحاج "أشرف الطحان"، صاحب مصنع الطحان لصناعة حلوى المولد النبوى: على الرغم من ارتفاع الأسعار هذا العام، إلا أننا تلافينا تلك النقطة خلال عملية التسويق، وذلك لأن الإنتاج كثير، فبدأت بعرض منتجاتى بسعر أقل من السوق إلى حد ما، وخصم جزء من هامش الربح الخاص بى، وذلك رأفة بالمواطن الفقير ومحدود الدخل، ففى يوم من الأيام كنت طفل لأسرة بسيطة وفكرة شراء حلوى المولد كانت عبئ على أبى، لذلك قررت بعدما عملت فى ذلك المجال، مراعاة "أبو العيال".
وتابع "الطحان"، لم تختلف الأسعار عن العام الماضى كثيراً ، فالكيلو المشكل يبدأ من 28 حتى 35 جنيه، أما كيلو النواشف "الحمصية والسمسمية والفولية" فثمن الكيلو 44 جنيه، وأشار بيديه لإحدى العلب الموجودة أمامه ضاحكاً" للناس الغلابة زى حالاتى والناس ألى بتفرق وتمنها 35 جنيه" ، أما تلك الأكبر فثمنها 45 جنيه، وبالنسبه للعلب الفاخرة فثمنها يبدأ من 120 جنيه ووزنها 2 كيلو مشكل فاخر، وأغلى علبة لدينا ثمنها 300 جنيه ووزنها 3 كيلو وتحتوى على "فسدق وبندق ولوز".
أما بالنسبه لمبتكرات هذا العام، فظهرت العلبة الأرابيسك ولكن بشكل جديد غير التقليدى، صنعنا علبة على شكل منزل، وهى خاصة بالمخطوبين والمتزوجين حديثاً، وعلبة أخرى على شكل "جيتار عمر خيرت"، ويتحدد سعر العلبة على حسب نوع الحلوى بداخلها.
وعلى صعيد متصل يقول "أحمد" أحد الباعة فى الشادر، والمسئول عن قسم عرائس المولد: ظهرت لدينا هذا العام العروسة الجنيه ذات الأجنحة، تغنى وتتحرك، وتعتبر أغلى عروس موجوده حيث وصل ثمنها لـ200 جنيه، بينما العروس "شاهندا" فثمنها 165 جنيه، وهناك أشكال مختلفة من العروس البلاستيك، والتى يبدأ سعرها من 65 جنيه، وحتى 100 جنيه، كما ظهرت العروس المحجبة، لكن المشتري عادة ما يختار العروس، ذات الفستان الأبيض، لأنها تمثل أيقونة الاحتفال بالمولد لدى المخطوبين.
وأضاف: على الرغم من أن العروسة الحلاوة فقدت رونقها بعد ظهور العرائس الصينى، إلا أنها عادت للظهور مرة أخرى، لرخص أسعارها، فالعروس الكبيرة لا تتخطى الـ50 جنيه، والصغيرة 10 جنيهات وأحياناً 15 جنيه.
واستوقفت "أهل مصر"، أحد المشترين يدعى "عبد العزيز"، والذى أمسك بيده عروس حلاوة، وقال: أتيت من قرية مجاورة لمدينة المحلة لشراء حلوى المولد لأبنائى، الأسعار كالعام الماضى، "لكن باقى الأسعار غليت فبنشترى على قدنا"، أما بالنسبة لعروس المولد، فقد طلبتها طفلتى كهدية فى عيد ميلادها، وأحمد الله أن سعرها رخيص مقارنة بالأنواع الأخرى.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
