منذ عرض الفيلم المصري "ليل خارجي"، الذي شارك بالمسابقة الرسمية في الدورة الـ 40، بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، أشاد الكثيرون بالعمل، وبالأخص بالممثل شريف دسوقي، الذي جسد دور مصطفى، فمن الممكن أن يكون ممثلًا غير معروفًا كثيرًا، ولكن تنبأ له الكثير من النقاد والصحفيين والجمهور عقب مشاهدة الفيلم، أن يكون له مستقبل كبير ويسير بنفس الطريق الذي سلكه بيومي فؤاد وسيد رجب، إذ أنهما عرفا في وقت متأخر، ولكن هذا لم يمنعهما من تحقيق نجاح كبير.
حصد شريف دسوقي، جائزة أفضل ممثل لهذه الدورة من المهرجان، عن دور "مصطفى"، وتدور أحداث الفيلم حول ثلاثة أشخاص، وهم مو وتوتو ومصطفى، والذين يلتقون في ظروف غير متوقعة، وتتقاطع حيواتهم معًا، ومن هنا يدخلون في مغامرة لم تكن بالحسبان، ويصيروا شاهدين على جانب خفي وغير معلوم من المدينة.
كان لـ "أهل مصر" لقاء مع شريف دسوقي عقب عرض الفيلم بالمهرجان، وتحدث خلاله عن بدايته وكيف وصل لهذا النجاح
كيف كانت بدايتك؟
بدايتي كانت من مسرح إسماعيل ياسين في الإسكندرية، إذ أنني تربيت به فوالدي كان مدير المسرح عام 1952، وهو الذي بناه مع إسماعيل ياسين والسيد بدير وأبو السعود الإبياري، ولهذا بنوا لوالدي منزل خلف خشبة المسرح، وهذا ليس سببًا في أن أصبح ممثلًا، ولكنني كنت مبهورًا بهذه الأجواء، ووالدي كان مانع عني أنا وأخواتي التمثيل والمشاركة في الوسط الفني، ولهذا دخلت في كل مهن المسرح كفني صوت وفني خشبة مسرح وطولت في صعود السلم.
وماذا حدث بعد هدم مسرح إسماعيل ياسين؟
عندما هُدم مسرح إسماعيل ياسين وغالبية المسارح التي كانت على البحر وبُنيت مكانها مباني، شعرت بالحزن الكبير ولم استطع أن أعمل بشيء بعد كل هذه المهن التي كنت بها في المسرح، وفي عام 1990 عملت في قصور الثقافة ولكنني لم أتحمل الوظيفة بأعباءها وتفاصيلها، فقررت أن أصبح ممثلًا.
وكيف فعلت هذا؟
دربت نفسي على التمثيل وفي الأساس غالبية نجوم مصر كانوا يأتون لمنزلنا، فعندما علموا بأنني سأخوض تجربة التمثيل تبنوني، سواء دكاترة وأساتذة أكاديمية الفنون، أو جامعة الإسكندرية، وجعلوني التحق بأكثر من ورشة تمثيل، ودخلت مسابقات كثيرة في الهيئة العامة لقصور الثقافة، ثم فرق مستقلة، ثم كان بداية الإحتكاك الإحترافي مع الفرق المستقلة عام 2004، وسافرت وقتها إلى النمسا والمانيا ودول المغرب العربي والدوحة، لاكتساب الخبرات وتخزينها ورصدها مثلما علموني أساتذتي، إذ قالوا لي أن هذا هو الشيء الذي سيُفيدك في المستقبل وهذا هو مخزونك، وكان أول ترشيح لي على المستوى الإحترافي بفيلم "حاوي"، ثم قدمت أفلام روائية قصيرة ووثائقية، ورشحت لعدد من الأفلام شاركت في مهرجانات، وبما أن المخرج أحمد عبد الله كان يشارك في لجان التحكيم فشاهدني وبدأت معرفتنا من هنا، وكلمني في بداية عام 2017 عن "ليل خارجي".
شخصية "مصطفى" كانت وش السعد عليك.. حدثنا عنها؟
شخصية مصطفى في فيلمي "ليل خارجي"، شخصية رأيتها كثيرًا في الحياة، وهي 3 تجربة بطولة لفيلم روائي طويل أشارك به، ومن خلال مراقبتي ورصدي للشخصيات المحيطة بنا في الشارع، رأيت أن شخصية مصطفى لها أمثال كثيرة في مجتمعنا، وخاصة بالأماكن العشوائية، فهو يعمل سائق بشركة إنتاج كي يذهب لأصدقائه ويقول لهم أن الفنان هذا وهذا أصدقائي.
ماذا عن شعورك بعد عرض الفيلم بالمسرح الكبير ووجدت تصفيق حاد لدورك؟
الذي يشبهني ليس لديه رصيد في البنك، ولكن هذا النجاح هو الرصيد الذي سأستطيع العيش به، حتى ولم يكن في جيبي مليم، فقبل عرض الفيلم كل القنوات أجرت لقاءات مع النجوم والمشاهير أما أنا لم يلاحظني أحد، حتى اهتموا بي بعدها.
أتشعر بالخوف من الخطوة المقبلة؟
إطلاقًا، فأنا مؤمن بأن الله سبحانة وتعالى يُشاور على الشخص فإذا اراد لي التوفيق فهذا جيد، وإذا لم يرد فيكفي أن أقابله وأنا فعلت ما كان يجب أن أفعله ولم أتكاسل.