اعلان

بعد فوضى الفتاوى.. قرار منع ظهور أساتذة الأزهر في الإعلام يشعل الجامعة.. زارع: من يخالف سيحاسب.. والممنعون انتهي زمن تكميم الأفواه

"خالف تعرف".. مثل مشهور قيل قديمًا، إلا أنه أصبح منهجًا للبعض هذه الأيام، لتحقيق شهرة ونجومية، أو لإثارة البلبلة وسط تزاحم وسائل الإعلام المرئية أو المسموعة أو المقروءة أو حتى مواقع التواصل الاجتماعي بالأحداث، ولعل أبرز من رفعوا هذا الشعار هذه الفترة من تكلموا في أسس وثوابت شرعية بآراء شاذة أو مختلف فيها، ووجدوا منابر إعلامية لنشر آرائهم وتصريحاتهم وفتواهم، اتخذتهم معبرًا لتحقيق نسبة مشاهدة عالية وجذب الإعلانات لمحطاتهم.

فهذه إجازة رؤية أيدي وأرجل المخطوبة، وهذا ساوى بين الرجل والمرأة في الميراث، وذاك أباح أكل لحوم القطط والكلاب وما بين هذا وهذه وذاك يقف الإنسان حائرًا يحتاج إلي من يدله إلى الصواب وخاصة إن كان الأمر يتعلق بالدين، الأمر الذ يفرض علي المؤسسات الدينية وعلي رأسها الأزهر أن يفصل القول في مثل هذه الأمور، ولعل آخر ما أنتهت إليه جامعة الأزهر للحد من فوضي لفتاوي هو منع أساتذتها والعاملين بها من الظهور الإعلامي دون تصريح من الجامعة بذلك.

قال الدكتور أحمد زارع المتحدث الإعلامي باسم جامعة الأزهر، إن قرار منع أساتذة الجامعة من الظهور الإعلامي جاء بعد حالة الفوضي في الفتوى التي حدثت خلال الفترة الأخيرة، مشددًا علي أنه في حالة مخالفة ذلك القرار سيتم محاسبة المخالفين: "أي مؤسسة في العالم لها مواثيق شرف تحكمها وسنحاسب كل من يخرج عن مواثيق الشرف المتعارف عليها داخل جامعة الأزهر، مؤكدا علي أن قرار الجامعة ليس المقصود منه شخص بعينه.

وأضاف زارع في تصريحاته لـ"أهل مصر" أن أهم شئ في حياتنا هو الدين ونسعي إلي توصيله إلي الناس بصورة نقية من أهل متخصصين لذلك، وأن الجامعة قد أصدرت في اجتماعها الأخير قرارًا بانعقاد دائم للمجالس العلمية لمناقشة أي واقعة وأصدار الرأي الشرعي فيها، لكن قرار الجامعة لاقي حالة من الغضب الشديد بين أروقة الجامعة، وعبّر عدد من الأساتذة عن استيائهم ورفضهم للقرار، بل وخالف بعضهم القرار وظهر في وسائل الإعلام، وأعلنت جبهة "إصلاح الأزهر" عن التجهيز لعقد اجتماع طارئ فى أقرب وقت، لمناقشة تداعيات القرار، كما هاجم نادي أعضاء هيئة تدريس جامعة الأزهر قرار المحرصاوي واصفين إياه بـ"محاكم تفتيش أزهرية" وقال الدكتور محمد حسين عويضة، رئيس النادي في تصريحات صحفية أن ما قام به رئيس الجامعة هو عبارة عن محاكم تفتيش للأساتذة ويجب عليه أن يتراجع عن القرار لمخالفته الدستور والقانون، مشيرًا إلي أن فترة تكميم الأفواه قد انتهت منذ زمن لكن الأزهر ما زال ينتهج هذه السياسة".

وأضاف عويضه في تصريحاته أن كافة علماء الأزهر طالبوا النادي بالتحرك للرد علي هذه القرار، لافتًا إلي أن نادي أعضاء هيئة التدريس لن يترك الأمر دون الوصول إلي حل .

في السياق ذاته هاجم عدد من أساتذة الأزهر المترددين علي شاشات التليفزيون قرار المحرصاوي واصفين إياه بتعجيز حركة تجديد الخطاب الديني وقالت الدكتور آمنه نصير في تصريحات صحفية كنت أود أن يدرس رئيس الجامعة قراره قبل إصداره، المؤسسة الأزهرية تحاول وضع أساتذتها في مواقف محرجه فالجامعة نفسها قد أصدرت قائمة بأسماء المصرح لهم بالفتوي علي وسائل الإعلام ولم يلتفت إليها أحد ولم تطبق.

من جانبه أعرب مصدر في جامعة الأزهر فضل عدم ذكر أسمه، أن القرار يخدم المصلحة العامة، فليس كل من خطب علي المنبر أصبح مفتيا هؤلاء لم يصلوا إلي حد الفتوي فهناك أساتذة متخصصون في الفتوي ولجان مخصصة لذلك، مشيرًا إلي أن تداعيات القرار يسئل عنها رئيس الجامعة لأنه من أصدر القرار.

قرار رئيس الجامعة علي العين والرأس بهذه الكلمات بدأت الدكتورة سعاد صالح تصريحاتها حول منع الأساتذة من الظهور الإعلامي وقالت صالح رئيس الجامعة متحمل مسئولية الجميع أمام الله وأمام المجتمع وما علينا سوي طاعته، مشيرة إلي عدم ظهورها مرة أخري في وسائل الإعلام احتراما لقرار رئيس الجامعة وأنها سوف تعتذر عن تقديم برنامجها التلفزيوني، ووجهت رسالة لرئيس الجامعة في تصريحاتها قائلة " ربنا أمرنا ألا نكتم العلم وأن ننشره وفي حاة منعنا لمن سيتوجه الناس بأسئلتهم ليفتوهم وكيف نؤدي الواجب الذي كُلفنا به اتجاه الدعوة والدين؟.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً