اعلان

بطريرك الأقباط الكاثوليك: نصلى من أجل الوطن والرئيس السيسى

الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك
كتب : وكالات

قال الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الأقباط الكاثوليك إن الكنيسة الكاثوليكية في مصر ترفع الصلاة متحدة مع قداسة البابا فرنسيس الذي يصلي من أجل شرقنا العزيز، وبدأ زيارته لمنطقتنا العربية مصر وقريبا الإمارات، ونصلي من أجل وطننا الغالي مصر، ومن أجل الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونبعث إليه برسالة محبة وتقدير على جهوده من أجل نهضة مصر وازدهارها، وبناء السلام في العالم.

ووجه غبطة البطريرك إبراهيم إسحق -في كلمته خلال صلاة قداس عيد الميلاد المجيد في كاتدرائية السيدة العذراء بمدينة نصر- تحية إلى قواتنا المسلحة ورجال الشرطة وإلى كل شرفاء هذا الوطن، ولا ننسى شهداءنا، فهم إكليل مجد للحاضر والمستقبل. نصلي من أجل الأمهات والآباء الذين يسهرون على تربية أبنائهم، ويبذلون حياتهم لبناء مستقبلهم، ونبعث رسالة المحبة والسلام إلى أبنائنا في بلاد المهجر، ونقول لهم إنّ مصر بخير، وفي طريق التقدم والبناء.

كما قدم بطريرك الأقباط الكاثوليك الأنبا إبراهيم إسحق التهنئة إلى الآباء المطارنة والأساقفة، والقمامصة والقسوس والرهبان والراهبات والشمامسة، وجميع أبناء الكنيسة القبطية الكاثوليكية في مصر وبلاد المهجر.

وقال غبطة بطريرك الكاثوليك إن ما يحتاج إليه الإنسان والأسرة البشرية هو السلام، فهو هبة من الله لكل إنسان نقي القلب، وهو الدليل الأكيد على حضوره في قلب الإنسان، وأن السلام هبة الله وعمل البشر، فلا حضارة ولا أمن ولا استقرار دون سلام حقيقي.

وأكد الأنبا إبراهيم إسحق أن السلام مهدد من اللامبالاة، لافتا إلى أن اللامبالاة هي موقف من يغلق قلبه حتى لا يضع الآخرين في عين الاعتبار، ويغلق عينيه حتى لا يرى ما يحيط به فلا تلمسه مشكلات الآخرين، وللأسف في عصرنا تخطي هذا الموقف الإطار الفردي ليأخذ بعدا عالميا.

وأشار إلى أن أول مظاهر اللامبالاة هي تجاه الله، والتي منها تنبع اللامبالاة تجاه القريب والخليقة، وأن عالمنا المعاصر يمر بموجات تحاول أن تطفئ نور الله في أعماق الإنسان، فهناك دعوة إلى الحياة من أجل الحياة فقط، فلا دينونة ولا مكافأة للصالحين، إذ يعتقد الإنسان أنه صانع ذاته وحياته والمجتمع، أما اللامبالاة تجاه القريب فلها وجوه متعددة، فهناك من هو مطلع بشكل جيد، يستمع ويقرأ ويشاهد البرامج، لكنه يقوم بذلك بطريقة فاترة، وكأنه في حالة إدمان، بمعنى أنه يعرف ما يصيب البشر من مآسي، ولكنه لا يشعر بها، ويبقى نظره وعمله موجهين إلى نفسه فقط. إن نمو المعرفة والمعلومات في زمننا لا يعني بحد ذاته الاهتمام بالمشكلات، ما لم يرافقه انفتاح الضمير، أي أن يتحول إلى تضامن حقيقيّ.

وتابع قائلا، إن هناك وجها آخر من اللامبالاة وهو من يفضل عدم البحث وعدم الاستعلام، ويحيا في رفاهيته وراحته غير مبال لصرخة ألم البشرية المعذبة، أما اللامبالاة تجاه الطبيعة، فإن تلوث الماء والهواء والاستغلال العشوائي للخيرات ودمار البيئة هي غالبا ثمرة لا مبالاة الإنسان تجاه الآخرين، فكل شيء مرتبط ببعضه البعض.

وأوضح غبطة البطريرك أن هناك ارتباطا وثيقا بين تمجيد الله وسلام البشر على الأرض، لأن اللامبالاة تجاه الله والقريب تسبب انغلاقا وتهربا من الالتزام، ومن ثمَّ غياب السلام مع الله والقريب والخليقة، مشيرا إلى أن قيم الحرية والاحترام المتبادل والتضامن، يمكن نقلها منذ سنوات الطفولة الأولى فإن كل بيئة تربوية يمكن أن تكون مكانًا للحوار والإصغاء، يشعر فيه الشباب بقيمة قدراته وغناه الداخلي، يتعلم كيف يتذوق الفرح النابع من العيش اليومي للمحبة للقريب، ومن المشاركة في بناء مجتمع أكثر إنسانية وأخوة.

ونوه إلى أن العائلة تشكل المكان الأول لزرع ثقافة السلام والتضامن، ويتعلق الأمر بعد ذلك بالمربين والمكونين في المدارس ومراكز التجمعات للأطفال والشباب، وعلى هؤلاء أن يدركوا أن مسؤوليتهم تتعلق بالأبعاد الروحية والخلقية والاجتماعية للشخص، أما العاملون في الحقل الثقافي والإعلامي ووسائل التواصل الاجتماعي، فإن مسؤوليتهم كبيرة في مجال التربية والتنشئة.

رجاء الجدواى جاهشة بالبكاء: اللى السيسي قالهولى وسام عظيم زين مشوارى الفنى (فيديو)

ونوه الأنبا إبراهيم إسحق إلى أن السلام مسيرة حياة، تبدأ من قلب الإنسان التائب عندما يكتشف المتناقضات في داخله، وأن طريق السلام يبدأ حين يقبل الإنسان ذاته ويثق أن الله يحبه كما هو، ويدعوه إلى التصالح مع غضبه وتاريخه وصعوباته، وإلى خلق جسور تفاهم وتقابل بين الناس، فلا يتحول الاختلاف إلى صراع ونزاع، ولا يصبح العنف حلًا للخلافات، فإن الإنسان الآخر أهم من موضوع الخلاف.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً