يتشح السواد والحزن والصمت، على وجوه أهالي مدينة الزقازيق، حزنًا على فقدان الرائد "شريف طلعت عبد الرحمن طنطاوي"، الذي استشهد أثناء تأدية واجبه الوطني في مدينة رفح بمحافظة شمال سيناء، وعلى بعد حوالي70 كيلو مترًا من العاصمة القاهرة، ألتقت "أهل مصر"، بأصدقاء الشهيد وأهالي المنطقة الذي كان يسكن بها.
روى الحاج عمرو، أحد اصدقاء الشهيد، تفاصيل للحظات الأخيرة من وفاته، وحياة الشهيد الذي يبلغ من العمر 34 عامًا قالًا: "الرائد شريف صديقي منذ مايقرب من 25 عامًا، كان دائما يصوم يومي الاثنين والخميس" مؤكدًا: "مابحسش انه ضابط، وأنه لم يكن متكبر أو متعالي، عرف بين الجميع بتواضعه".
وأضاف: "بكى الجميع على فراقه، وشهدت جنازته الآلاف من المشيعين حيث كان المشهد كبير مهيب".
واستكمل صديق الشهيد، أنه منذ أن تخرج وهو في رفح، وكنت دائمًا أقول له "بلاش تروح العريش"، وكان يرد دائمًا: "احنا بنعيش مرة واحدة وبنموت مرة واحدة.. خليها على الله".
وأكد أن الشهيد كان شجاع ولن يتوانى لحظة عن عمله، وله مواقف كثيرة مؤثرة، كنا مسافرين في أحد الأيام ثم فقدت نقودي، فقام بإخراج جميع نقوده وقسمها فيما بيننا، وكان دائمًا يزور والدي ووالدتي في إجازاته وحين أتعرض لأي مشاكل أسرية يساعدني في حلها.
وشرد صديقه قليلًا، وقال وفي عينيه حزن شديد: "التقيت بصديقي شريف قبل وفاته بـ20 يوم، وظهر على وجهه البهجة على غير العادة، وتبدل حاله قبل سفره الأخير بيومين، حيث أرسل لي رسالة عبر "الواتس" قال فيها "أنا مخنوق ياعمرو ومحتاج اتكلم مع حد يريحني.. الموضوع مش محتاج فتوى".
وأضاف، أن "الشهيد دائم التحدث معه عن المأموريات وأصدقائه، الذين استشهدوا أثناء عملهم، وكيف واجه الموت، وكان يساعدني في المحل، عندما يجد تكدس فلن يتكبر لحظة، وعن يوم وفاته تلقيت خبر استشهاده من أحد أصدقائه في العمل، وقمت بإبلاغ أهله وكان يوم عصيب.
وأكد أحد أصدقائه، أن ذلك اليوم كان في القطاع، ووقع ضرب في الكمين، فتوجه برفقة زملائه للكمين بالمدرعة، على الرغم من وجود قوات تأمين، فتعرض زميله لطلقة في وجهه أثناء وجوده في برج المدرعة، فقام بانزاله وحل مكانه، فتوجهت إليه طلقة أودت بحياته، بعدما ردد الشهادة عدة مرات.
"ربنا يختار الناس اللي تستاهل الشهادة "هكذا بدأ شقيق الشهيد، هشام البالغ من العمر 29 محاسب، مضيفًا أن: شريف من أول تخرجه وهو في العريش منذ 14 عامًا، ويعرف بأخلاقه العالية"، مؤكدًا "في الفترة الأخيرة قبل وفاته، كان دائمًا مع والدتي لإنهاء بعض الإجراءات تخص والدي الذي توفى منذ شهرين"، موضحًا "أصدقائه أكدوا أن أخر أيام قبل وفاته، كان يتحدث دائمًا عن طفليه خالد وعمر، وأنه يتمنى رؤيتهما حيث أن ظروف العمل كانت تبعده كثيرًا عنهما".
وتابع: الحاج عوض أبو عرب، سائق، البالغ من العمر 67 عامًا وأحد جيران الشهيد: "الشهيد شريف كان يتسم بالأخلاق والطيبة والشهامة، وكان محبوبًا من الجميع هو وعائلته".
واستكمل الحاج عوض: "أخر مرة رأيته قبل موته بأسبوع، قام بمصافحتي وتحدث معي، فكان دائمًا بشوشًا، وعند وفاته حرص العديد من الضباط من جميع المحافظات كالإسماعلية والعريش والشيخ زويد، لتقديم واجب العزاء، وهذا دليل على مدى أثره وحبهم للشهيد، الذين جاءوا من كل صوب لوداعه".
كان الرائد شريف طلعت، استشهد برصاص الإرهاب الغادر، أثناء تأدية واجبه الوطني بمدينة رفح، وتساقط أصدقائه على حمل جثمانه إلى مثواه الأخير، وسط حالة من الحزن والبكاء مرددين الهتافات والدعوات.
وطالب الأهالي بسرعة ضبط الإرهابيين، وتوقيع أقصى عقوبة عليهم، ليكونوا عبرة لغيرهم مما يزعزعون أمن الدولة .