اعلان

حكاية حي .. "بولاق" ما بين السلطان قلاوون والحملة الفرنسية وسبب تسمية الحي بهذا الاسم

حي بولاق

تُعرف أحياء القاهرة القديمة بعراقتها رغم شعبيتها، فهي الأحياء التي حَوَت قلب مصر وطيبة ناسها وانصهرت بها حكايات وأصول تاريخية قد لا يعرفها الكثير، وفي أواسط القرن الماضي، عُرف عن حي بولاق -وهو ضمن أحياء شعبية كثيرة بالقاهرة- بحي الغلابة، وكان يحكم شوارع الحي وقتها "فتوة" المنطقة، وتردد اسم الحي في الكثير من أفلام الابيض وأسود في الخمسينات والستينات، لم يختلف حال الحي حاليا عن سابقه، ولكن شهد زيادة كبيرة في تعداد السكان والمعمار الشعبي البسيط.

هناك حكايات حول تسمية حي "بولاق" بهذا الاسم، فهناك من يُرجع سبب التسمية معنى الكلمة نفسه وهي "الميناء" نظرا لإطلاله على الضفة الشرقية للنيل، حيث ذُكر في التاريخ القديم، أن عواصم مصر - باستثناء الفسطاط- كانت لا تطل على النيل وقتها، وظلت بعيدة عنه، مما كان لحي بولاق موقع متميز، جعله أحد أشهر الأحياء الشعبية، وزادت من شهرته، أنه ظل مقابلا لجزيرة الزمالك، أحد أحياء القاهرة الراقية.

اقرأ ايضًا: 

"لكل منطقة حكاية".. تعرف على أصل وسر تسمية الأحياء

الشعبية في القاهرة القديمة

أصل كلمة بولاق

اختلف الناس في معنى بولاق، فالبعض قال إن أصل الكلمة هو "بو" أي الجميلة بالفرنسية، و"لاك" تعني بحيرة، أي أن معنى الكلمة "البحيرة الجميلة"، ثم تم تحريفها من "بولاك" إلى بولاق، ولكن لا يوجد ما يؤكد هذا، حيث أن بولاق كانت موجودة قبل الحملة الفرنسية

ويرجح البعض أن أصل تكوين منطقة بولاق، يعود إلى غرق سفينة كبيرة في هذا الموقع، ثم مع إطماء النيل بكثرة في هذه المنطقة، بدأت الأرض تعلو، وتتكون أرض جديدة هي بولاق الآن، وكانت الجزيرة المقابلة لها – وهي جزيرة الزمالك الآن – يطلق عليها اسم جزيرة بولاق

الخديوي اسماعيل

زاد الاهتمام بحي بولاق عندما خطط الخديو إسماعيل "القاهرة الخديوية"، ووصل التخطيط الجديد من ميدان الإسماعيلية جنوبًا إلى نهاية شارعي شريف "المدابغ"، وسليمان باشا، وكان لابد من تجـديد شارع بولاق -26 يوليو الآن- مع مشروع تخطيط ميدان الأزبكية لأن هذا الطريق هو بداية تعمير ضاحية بولاق، الذي أدى إلى ربط القاهرة الجديدة بشاطئ بولاق، وكانت الطفرة التعميرية عند إنشاء كوبري بولاق أبو العلا، الذي افتتح في عهد الخديو عباس حلمي الثاني، وكان الكوبري معجزة هندسية لربطه بين القاهرة وجزيرة الزمالك

بولاق الدكروري

تكرر اسم بولاق كثيرا في عهد السلطان الناصر محمد بن قلاوون عندما أنشأ مدينة جديدة على النيل تجاه القاهرة في عام 1313 ميلادية وأطلق عليها اسم بولاق أيضا لأنها صارت مرساة ترسو فيها السفن القادمة إلى القاهرة والمبحرة، غير أن تسميتها ببولاق الدكرور ترجع إلى عهد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، وذلك عندما نزل ببولاق الشيخ أبو محمد يوسف بن عبد الله الدكروري، كان الناس يعتقدون فيه الخير والصلاح، فاشتهرت القرية باسم بولاق الدكروري. 

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
بث مباشر مباراة الأهلي والاتحاد السكندري في نهائي دوري المرتبط للسلة (لحظة بلحظة)