بحث عن الله طول
الوقت.. أشعر بوجوده دوما حولي.. هو في كل مكان.. أريد أن أكلمه وأبثه حديثًا.. اشتقت
أن أذكره أمامه وحده؛ لعله يهديني.. وتهيم روحي ويزداد قلبي تعلقًا به.. سأسافر في
الأسفار، وأبحث عنه بنفسي.. سألتمسه حيث كلمه الرسل، وناجاه النبيون.. سأرحل حتى تحل
روحي بأرض أراه فيها.
بشعر ولحية بيضاء وعيون
زرقاء، هكذا يبدو الخواجة «كوزموس»، رجل خمسينى بدأ ينقب عن المعرفة، باحثا فى دروب
السماء عن نجم يهتدى به فى الأرض.. شد رحاله إلى القدس يرتشف منها النور.. رحلة شاقة
شاركه فيها «حماره وعربته الخشبية»، هكذا هداه تفكيره، وهذا ما يقدر عليه من زاد..
"عربة خشبية" تحمله إلى الله، وحمار يجرها وزوجة محبة ترافقه.. رحلة قطعها
من ألمانيا إلى الأرض المباركة.. نجح فى الوصول إلى هناك، وكأنه رجل تعود أصوله إلى
الحرب العالمية الثانية.. تراه يُقِلُّ أمتعته على «كارتة»، تجاوزه زوجته الألمانية
التى لم يتسنَّ لنا لقاؤها ونحن ضيوف في منزله.. دروب طويلة ومشقة بالغة عاشها الرجل
وزوجته فى التنقل، حتى وصل إلى القدس (بغيته).. مولد السيد المسيح عليه السلام.. بدد
آماله وأحلامه مواجهة جيش الاحتلال له وزوجته الضعيفة، التى رافقت زوجها المشقة؛ حتى
يصل لضالته، وحرمهما إياها جيش الاحتلال، بمنعهما من الدخولوقف الرجل خائبا
مناجيا ربه: كيف يمنع هؤلاء البلهاء من يأتى باغيا لقاء ربه؟!! أليس لهم قلب؟!! كيف
يمنعون إقامة الصلاة فى القدس؟ وكيف يعتدون على المصلين؟ وكيف وكيف؟؟!! تساؤلات فرضتها
عليه رحلته وإقامته فترة فى القدس، وما لاقاه من تعب ومشقة، حتى ظن أنه وصل لبغيته،
وفشل فى العودة إلى ألمانيا. وبينما هو فى القدس، سمع بعضهم عن بحثه عن الله، وأنه
يريد أن يناجيه، فدلوه على مصر.. هناك ناجى موسى ربه من جبل الطور بسانت كاترين.. هناك
قال له الله "اخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طُوى".. هذه البلد بها طاقات
روحية، وهناك تمارس الشعائر بحرية، خاصة فى منطقة سانت كاترين.. مكان تجلى الله تعالى
فيه على نبيه عليه السلام...... هناك فى مصر مبتغاك....هناك يتجلى الله.
رحلة البحث عن
الإله
«كوزموس بيرنهارد»
نجار ألمانى، تجاوز عمره 50 عاما، كان يسمع عن مدينة القدس وما تمثله للمسيحيين من
أهمية، لا سيما الكاثوليك. النجار الألمانى لم يكن عمره قد تجاوز الـ30 عاما حينما
قرر صناعة عربة من الخشب «كارِتَّة»، تستطيع أن تحمله مسافات طويلة، وتكون بمثابة بيت
متنقل، تضم كل ما يحتاج إليه فى رحلته الشاقة التى بدأت عام 1997.. «بغل وحمار» وسيلة
نقل «كوزموس» وزوجته من ألمانيا إلى القدس كما كان مخططا!! كلام لا يصدقه عقل فى هذا
القرن، لكن هذا ما حدث بالفعل، وقاله النجار الذى يعيش فى «وادى شريج» بمدينة سانت
كاترين.
حرصت «أهل مصر»
على محاورة الخواجة «كوزموس»؛ لمعرفة قصته وعَمَّ يبحث فى كاترين. يقول «كوزموس»:
«بدأت رحلتى للوصول إلى القدس عام 97، وكانت بعض الدول التى أصل إليها تعطينى هدايا
تذكارية، لا أزال أحتفظ بها.. مررت بالنمسا، ومن النمسا إلى المجر، إلى رومانيا، فبلغاريا،
وبعدها إلى تركيا، ثم الأردن. حاولت أن أدخل القدس، لكن قوات الاحتلال رفضت، فبحثت
عن ربى بعيدا عنهم، فقررت التوجه إلى مصر».
فى حديثه الخاص
لـ«أهل مصر» قال «بعد أن وصلت إلى سيناء للبحث عن الحقيقة بين أهالي آل مسعود في سانت
كاترين، علمت أن سيناء هي أرض مباركة، ويوجد بها مكان كلم الله فيه موسى النبى، فقررت
الوصول إلى المكان، وتبين أنه مدينة سانت كاترين التى تتميز بالجو الروحانى والطاقة..
هنا وجدت السلام والمحبة والهدوء.. هنا التآخى بين الجميع في بلد تجلى فيها الله لنبيه..
هنا تجتمع الأديان.. هنا كل يمارس عقيدته فى سلام.. هنا سلام».
بشعر ولحية بيضاء
وعيون زرقاء، هكذا يبدو الخواجة «كوزموس»، رجل خمسينى بدأ ينقب عن المعرفة، باحثا فى
دروب السماء عن نجم يهتدى به فى الأرض.. شد رحاله إلى القدس يرتشف منها النور.. رحلة
شاقة شاركه فيها «حماره وعربته الخشبية»، هكذا هداه تفكيره، وهذا ما يقدر عليه من زاد..
"عربة خشبية" تحمله إلى الله، وحمار يجرها وزوجة محبة ترافقه.. رحلة قطعها
من ألمانيا إلى الأرض المباركة.. نجح فى الوصول إلى هناك، وكأنه رجل تعود أصوله إلى
الحرب العالمية الثانية.. تراه يُقِلُّ أمتعته على «كارتة»، تجاوزه زوجته الألمانية
التى لم يتسنَّ لنا لقاؤها ونحن ضيوف في منزله.. دروب طويلة ومشقة بالغة عاشها الرجل
وزوجته فى التنقل، حتى وصل إلى القدس (بغيته).. مولد السيد المسيح عليه السلام.. بدد
آماله وأحلامه مواجهة جيش الاحتلال له وزوجته الضعيفة، التى رافقت زوجها المشقة؛ حتى
يصل لضالته، وحرمهما إياها جيش الاحتلال، بمنعهما من الدخول.
وقف الرجل خائبا
مناجيا ربه: كيف يمنع هؤلاء البلهاء من يأتى باغيا لقاء ربه؟!! أليس لهم قلب؟!! كيف
يمنعون إقامة الصلاة فى القدس؟ وكيف يعتدون على المصلين؟ وكيف وكيف؟؟!! تساؤلات فرضتها
عليه رحلته وإقامته فترة فى القدس، وما لاقاه من تعب ومشقة، حتى ظن أنه وصل لبغيته،
وفشل فى العودة إلى ألمانيا. وبينما هو فى القدس، سمع بعضهم عن بحثه عن الله، وأنه
يريد أن يناجيه، فدلوه على مصر.. هناك ناجى موسى ربه من جبل الطور بسانت كاترين.. هناك
قال له الله "اخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طُوى".. هذه البلد بها طاقات
روحية، وهناك تمارس الشعائر بحرية، خاصة فى منطقة سانت كاترين.. مكان تجلى الله تعالى
فيه على نبيه عليه السلام...... هناك فى مصر مبتغاك....هناك يتجلى الله.
واستكمل حديثه:
«عندما فشلت فى العودة إلى ألمانيا مرة أخرى، قررنا العبور إلى مصر؛ لما سمعته عنها،
خاصة مدينة سانت كاترين، وتأكدت أن المدينة وجبالها مقدسة، وهدأت روحى هذا هو السلام».
وتابع «ثلاثة أشهر
ونصف حتى وصلت إلى مدينة السلام سانت كاترين، فتمكنت من تشييد منزل على مساحة 10 أمتار،
به من الخيرات الكثيرة، تحيطه الأشجار المثمرة، ومزرعة للحيوانات، فوجدت فيه الراحة
التى لم أجدها فى ألمانيا».
«أحب النجارة كثيرا؛
فهى زادى فى رحلتى للبحث عن الله، وأقوم بمساعدة أهل القرية الطيبين فى تعليمهم أسس
النجارة؛ لعلها تكون معينا لهم يوما كما كانت معينة لى من قبل. أحب أن أعلمهم ذلك؛
لعلهم يستطيعون الاعتماد على أنفسهم وكسب عيشهم».
هكذا قال لنا
"كوزمس"، وهكذا عبر عن حبه وامتنانه لأهل قريته الجديدة.
من جانبه قال محمد
محمود الجبالي، أحد أفراد عائلة آل مسعود الذين يرتبطون مع "كوزموس" بعلاقة
صداقة منذ أن جاء إلى القرية، إن شقيقه فرج احتضن هذا الرجل وزوجته منذ وصولهما، وساعده
فى بناء المنزل بجوار مخيم فوكس، وتربطنا به علاقات جيدة.
على صعيد آخر قال
الشيخ أحمد أبو راشد، مستشار الدير، إن «كاترين لا تفرق بين أى شخص مهما كان لونه أو
دينه طالما يعيش بسلام معنا. كوزمس نموذج للرجل الطيب الذى يعيش فى هدوء وسلام، بل
يساعد أبناءنا فى تعلم حرفة هامة، وهى النجارة، ويقوم بصناعة أبواب وشبابيك لغير القادرين
دون مقابل، وهو يحضر كل احتفالاتنا، ويأكل معنا باستمرار، ولا يزال يحتفظ بعربته الخشبية
داخل منزله وكل الهدايا التذكارية».