اعلان

تحدي الـ 10 سنوات.. كيف تغيرت ملامح الإسكندرية في عقد من الزمن؟ (صور)

كورنيش الاسكندرية

تغيرت العديد من ملامح عروس البحر المتوسط، وطرأت عليها العديد من التغيرات خلال الـ 10 سنوات الأخيرة، والتي تعد أكبر المدن التاريخية أهميةً وشهرةً، وذات تفاصيل استثنائية، طابع المنازل والمقاهى والأسواق، والشواطئ الممتدة، تمزج جميعها روح التاريخ وعبق الحداثة.

وترصد "أهل مصر"، أهم الملامح منذ 10 سنوات ومدي التغيير الذي طرأ على الإسكندرية الآن، والذي ظهر جليا أمام أعين الجميع، لمن يتذكر ما كانت عليه فى عام 2009، وأصبحت عليه الآن فى عام 2019.

كورنيش الإسكندرية

لحق بكورنيش الإسكندرية العديد من التغيرات خلال السنوات الأخيرة الماضية والتي تسببت في موجة غضب واسعة بين المواطنين، حيث كان الكورنيش في السابق ملكا لكل المصريين العاشقين للمدينة وليس ملكا للإسكندرانية فحسب، من كل الطبقات والمستويات، للاستمتاع بالهواء العليل والشواطئ الساحرة، إلا أن الأمر اختلف بعض الشيء حاليا بعدما تعددت تقسيمات الشواطئ حتى بلغ عددها 51 شاطئا، حيث أدت تلك التقسيمات التى بدأت فى عام 2010 إلى تشوهات على طول كورنيش الإسكندرية والمشهد العام وأفقدته روعته وجماله، كما تعرض الكورنيش للاغتيال بتأجير الممشى الخاص للمواطنين لكافيتريات من سيدى جابر حتى الإبراهيمية ومن الجانب الآخر للكورنيش بسيدى بشر بحرى حتى المنتزه، فى تعدٍ صارخ لحقوق المواطن الذى كان يتمشى على الكورنيش أو يجلس عليه ليرى البحر، كما تحول بحر الساحل الشمالى لغابات أسمنتية من القرى السياحية للأغنياء ولمن يدفع فقط، وفقدت الإسكندرية الطابع الذى يميزها وهو الكورنيش ذو المشهد الحضارى المميز.

كازينو الشاطبي

عاد كازينو الشاطبى للحياة مجددًا العام الماضى، بعد أن تم تطويره وتجديده وتغير شكله تمامًا، وتم تحويله لموقع سياحى متميز، يضم مطاعم عالمية وخدمات ترفيهية لدعم السياحة.

وكان يعاني كازينو الشاطبي من الإهمال علي مدار الـ 10 سنوات الأخيرة، وهو يعد من أهم معالم محافظة الإسكندرية قديما، وقد شهد إقامة حفلات لنجوم الغناء فى مصر أمثال عبد الحليم حافظ وإسماعيل ياسين، وبنى كازينو الشاطبى بالخشب عام 1907 وتم هدمه فى عام 1952 وأنشئ كازينو الشاطبى بالخرسانة حتى تم هدمه وطرحته المحافظة فى مزايدة علنية لإعادة تطويره واستغلاله بنظام حق الانتفاع عام 2010.

وتعرض الكازينو للغرق التام خلال أول نوات شتاء 2010، وبعدها عرضته المحافظة لحق الانتفاع في مزاد علني العلنية عقب قيام ثورة 25 يناير، وظلت عملية التجديد متوقفة بسبب مغايرة نموذج التطوير الذي وضعته الشركة الأولي للنموذج المطلوب من المحافظة، فقامت المحافظة بإعطاء حق الانتفاع لإحدي الشركات السياحية الخاصة، وتضمنت بنود العقد حق الانتفاع أيضًا بشاطئ الشاطبي المجاور للكازينو، مقابل 10 مليون جنيه سنويًا، مع زيادة سنوية 4.25 %.

سرايا استانلي

تم تطوير وترميم ورفع كفاءة واجهات مبنى سراى ستانلى، نظرًا للقيمة التاريخية والتراثية الكبيرة للمبنى، والذي يعد واحدًا من أقدم وأشهر معالم الإسكندرية الأثرية والسياحية، بحكم موقعه المتميز الذي يطل على البحر مباشرة بمنطقة استانلي.

وكان يعاني المبنى طيلة السنوات الماضية من الإهمال الشديد، وأصبح المكان أشبه بـ"الخرابة"، بعد تهدم أبوابه وأساساته، وأصبح مأوى للمجرمين والمنحرفين ومكان آمن لمدمنى المخدرات ومرتع للحشرات والفئران، وتآكل جانبه الخلفى المواجه للبحر مباشرةً، بسبب عوامل الرطوبة، بعد أن تحطمت جميع نوافذه.

حديقة الخالدين

علي مدار أكثر من 10 سنوات، ظلت حديقة الخالدين التى تعتبر جزءًا من ساحة مسجد القائد إبراهيم بوسط الإسكندرية، مهملة بالرغم من موقعها الذى يتوسط كورنيش الإسكندرية، والملامح الجمالية والتراثية التى تحملها الحديقة التى ترتفع عن سطح الأرض، بما تحتويه من تماثيل مجسمة لأشهر شخصيات الإسكندرية التاريخية، وقد اغتالت يد الإهمال كل الملامح التراثية والجمالية بالحديقة، حيث تهدمت أجزاء منها وأهملت المقاعد الخشبية وتراكمت بها باقيا النباتات والأشجار المحيطة بالحديقة، بالإضافة إلى إهمال الجراج السفلى الذى يقع أسفل الحديقة وأصبح ليلاً وكرًا لمتعاطى المخدرات، خاصة أن الدخول إليه سهل للغاية لعدم إحاطته بسور خارجى.

ومنذ عامين، بدأت محافظة الإسكندرية، الالتفات إلى هذا المبنى المهم وتطويره نظرا لموقعه المتميز، وذلك بالتنسيق مع الشعبة الهندسية بالمنطقة الشمالية العسكرية التى انتهت من أعمال تطويره وتجديده، وتتم جميع أعمال التطوير على أعلى مستوى، حيث تم تطوير الجراج ليشمل طابقين ليتسع لـ300 سيارة، بالإضافة إلى تطوير الساحة العلوية مع الحفاظ على الشكل التراثى السابق، من حيث وضع التماثيل بها، وعمل مدرجات للجلوس وتطوير أنظمة الإضاءة وإضافة العديد من الخدمات للمواطنين، وتقوم المحافظة بالتنسيق مع المنطقة الشمالية العسكرية حاليا بدراسة أنسب الآليات للاستفادة من استغلال الساحة العلوية للجراج فى الأنشطة الثقافية والرياضية وإقامة ندوات واحتفالات وبطولات بها لخدمة المواطنين، وكذا استغلال الجراج، علاوة على وضع نظام أمنى لحمايتها من المستغلين والصيانة الدورية.

قلعة قايتباي

تعد قلعة قايتباي من أهم المقاصد السياحية بالإسكندرية، نظرا لأهميتها التاريخية، وقد تحولت القلعة خلال السنوات الأخيرة من مكان شاهد على التاريخ، إلى مكان يشهد عليه التاريخ لما ألم به من تغيرات مجتمعية من أهالي المدينة، حيث تحولت ساحة القلعة إلي حالة من الفوضي العارمة ومظهر غير حضاري نتيجة لاحتلالها من قِبل الباعة الجائلين، وانتشار الألعاب الترفيهية التى تتمثل فى الدراجات والموتوسيكلات، وانتشار الخيول بشكل مبالغ فيه، أما الطريق إلي القلعة فقد تحول إلي جراجا خاصا للسيارات وأصبح مكتظا بها وانتشار الحناطير، الأمر الذي يتسبب في صعوبة في التحرك للوافدين إلي القلعة.

وأثار ما أعلنته الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، من طرح لسان فى مزايدة علنية، جدلا كبيرا وأزمة والذى يعتبر متنفس لزوار القلعة وأهالى الإسكندرية، مما يجعل الأمر محرم على المواطن البسيط للاستمتاع بساحة القلعة، بالإضافة الى استئجار اللسان إلى مستثمر لبناء مطعم أو كافية من شأنة أن يقيم إنشاءات تحجب رؤية البحر وتشوة حرم الأثر الإسلامى، الأمر الذي أدي إلي إصدار محافظ الإسكندرية السابق الدكتور محمد سلطان، تعليمات بوقف الإجراءات لعملية طرح لسان القلعة في مزايدة علنية لحين العرض على وزارة الآثار، والإفادة بالرأي وفق قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983.

محكمة الحقانية.. أقدم المحاكم المصرية

تعرضت محكمة الحقانية أو كما يُطلق عليها "سراي الحقانية" للإهمال الشديد خلال السنوات الماضية بعد أن طالتها يد الإهمال، والتي تعتبر أقدم المحاكم المصرية علي الإطلاق، والكائنة في منطقة المنشية التى أطلق فيها الرصاص على الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وكانت تتضمن مبنى البورصة القديم والاتحاد الاشتراكى وتمثال محمد على، وبنيت فى 1886، وافتتحت فى عهد الخديو إسماعيل.

وكانت المحكمة قد تعرضت لحريق هائل فى أعقاب ثورة 25 يناير 2011 دمر كثيرًا من أوراق القضايا والملفات الموجودة بها، ولم يعرف بعد سبب الحريق أو من ورائه، ثم أمر وزير العدل بتحويل المحكمة إلى متحف كبير بالتعاون مع وزارة الآثار ووزارة الثقافة، وتم بالفعل اعتماد مبالغ لترميم المبنى، لكنه لم يكتمل بعد، وتوقفت أعمال الترميم وكل ما تم فقط هو وضع سقالات حديدية داخل المبنى لتظل غرفه المتعددة مكانا ومأوى للفئران ومخزن للباعة الجائلين الذين يقومون بإلقاء القمامة داخل المبنى ليلا، وتحولت الملفات وقضايا المواطنين إلى عبارة عن "كوم تراب" بسبب غياب الرقابة على أعمال الترميم التي توقفت دون سابق إنذار.

هدم كبائن استانلي وإعادة تطويرها

تعرضت كبائن استانلي الشهيرة بالإسكندرية، للهدم منذ عامين لإعادة ترميمها وتطويرها، ومع بداية الترميم أثار هدمها جدلا واسعا بالشارع السكندري، خوفا من تشوية المظهر الجمالى للشاطئ.

وافتتح محافظ الإسكندرية السابق محمد سلطان، أعمال ترميم وتطوير كبائن ستانلى، والذي تقوم علي صيانته الهيئة الهندسية للمنطقة الشمالية العسكرية، ويحاكي التصميم الجديد للكبائن التصميم المعمارى لكوبرى ستنالى على الطراز الفرنسى، ويصل عددها إلى 430 كابينة في ﺷﻜﻞ ﻧﺼﻒ داﺋﺮى تحيط ﺑﺎﻟﺸﺎطﺊ، وتؤجر للمصطافين، وتقع أمام كوبرى "استانلى" مباشرة والذى أنشأ بطراز معمارى إيطالى مستوحى من قصر المنتزه.

وجاءت فكرة بناء الكبائن عام 1932 بعد أن كانت ﻋﺒﺎرة ﻋﻦ أﻛﻮاخ خشبية ﻣﺘﺮاﺻﺔ، ﻧﻈﺮا للإقبال المتزايد ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺎطﺊ مما جعل بلدية الإسكندرية تنشئ اﻟﻤﺰيد ﻣﻦ اﻷﻛﻮاخ ﻋﻠﻰ 3 مستويات، وﺗﻄﻮرت فيما ﺑﻌﺪ إلى كبائن، وتعود القيمة التراثية للكبائن لشهرتها التى جعلت العديد من ﻧﺠﻮم السينما المصرية يتوافدون عليها، وأشهر النجوم عمر الشريف وأﺣﻤﺪ رﻣﺰى وﺣﺴﻦ يوسف، والكثير من المطربين المصريين على رأسهم العندليب عبد الحليم حافظ، والعديد من الفنانات مثل فاتن حمامة، وصباح، وشادية، وسعاد حسنى، وسهير رمزى، وليلى فوزى، ومريم فخر الدين، كما شهد الشاطئ زيارة الكاتبة الإنجيليزية أجاثا كريستى.

ترعة المحمودية

تقوم الأجهزة المعنية بردم وتغطية المجرى المائي لترعة المحمودية لإنشاء محور مروري جديد، يوازي طريق كورنيش الإسكندرية، يحمل اسم "شريان الأمل"، والذي يعد واحداً من 3 مشروعات أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن تنفيذها على أرض الإسكندرية، لتتحول من مستنقع للمخلفات والأوبئة والأمراض إلى مسار جديد للتنمية الشاملة والمستدامة.

وتعد ترعة المحمودية من أشهر الترع المصرية، لا لقيمتها التجارية فى تسهيل مسيرة السفن من النيل إلى ميناء الإسكندرية والعكس وحسب، ولكن لضخامة التضحيات التى بذلت فى سبيل حفرها، وهي أول ترعة يتم حفرها فى عهد محمد على عام 1807 لتكون شرياناً يصل النيل للإسكندرية ويسمح بمرور المراكب التجارية بين الإسكندرية ونهر النيل.

هدم آخر المسارح التراثية.. "مسرح السلام"

تعرضت القصور والفيلات الأثرية بمدينة الإسكندرية لمذبحة حقيقية، علي مدار السنوات الأخيرة، وطال مسلسل المذابح مسرح وسينما (السلام الصيفي) بمنطقة مصطفي كامل بطريق الكورنيش، والمسرح يعد أخر المسارح التراثية التي تم هدمها، وقبل هدمه تحول إلى قاعة أفراح ثم بعد ذلك هدم عام 2015 وسط غضب من أهالي والمثقفين والأثرين.

وكان تم المسرح أول السبعينات وكثيرا ما استقبل أعمال مسرحية لنجوم وفرق صاعدة، وكان من أبرز نجوم المسرح الفنان عادل الإمام الذي قدم عليه مسرحية (الواد سيد الشغال) بخلاف سعيد صالح ومحمد نجم وسمير غانم وطلعت زكريا وغيرهم، إضافة إلى عروض الفرق القومية وحفلات العرائس التي كانت تزيد عروضها خلال فصل الصيف.

سرح كوتهتحول مسرح كوته على أرض كوته بالأزاريطة، والذي كان يعرض عليه مسرحيات الفنان محمد نجم، إلي أرض مهجورة تخرج من جوارها الروائح الكريهة والقمامة، واكتفى بتعليق إعلانات المسرحيات إن وجدت على وجهته، والتي تعرض على المسارح المتبقية في الإسكندرية.

مسرح قصر ثقافة الأنفوشي وقصر ثقافة الشاطبي

ظل مسرح قصر ثقافة الأنفوشي 8 سنوات مغلق قيد الترميم، وتم افتتاحه في سبتمر 2016 بعد الانتهاء من التجهيزات الخاصة بأعمال التطوير والتجديد، وكان قد افتتح لأول مرة في 23 يوليو 1963م، ويقع بشارع قصر رأس التين بحي الجمرك. 

كما تم إعادة افتتاح قصر ثقافة الشاطبي عام 2014 بعد أن أغلق أكثر من 20 سنة حيث كان قيد الترميم، وهو يعتبر من أقدم المسارح التابع للثقافة الجماهيرية بالإسكندرية ويقع بجوار مسرح بيرم التونسي.

دور السينما

شهدت الـ 10 سنوات الماضية هدم العديد من السينمات وتحولت بعض منها إلى عمارات أو مولات أو ورش ومخازن، وتحول البعض الآخر إلي أكبر مأوي للقطط والفئران بعد أن تمكنت منها يد الإهمال والتي تزيد عن الثلاثين دور سينما، وأكثر السينمات التراثية كانت في منطقة محطة الرمل والمنشية.

وتأتي دور سينما "راديو" و"ريو" و"فريال" الشهيرة بالإسكندرية، في المقدمة والتي يعانى عشرات الموظفين بها معاناة مادية شديدة جراء الإهمال الصارخ الذى يتعرضون له، على رغم من تقدمهم بالعديد من الشكاوى لكافة الجهات المعنية بالدولة، بداية من وزارتي الثقافة والاستثمار، ومرورا بشركة مصر للصوت والضوء والسينما، والمالكة والمسؤولة مباشرة عن دور العرض السينمائي الثلاث، كما تعانى المبانى الثلاث بدورها من الإهمال الذي يكاد يكون متعمدا.

وكانت أخر سينما تم هدمها في الإسكندرية، سينما "ريالتو" بمنطقة محطة الرمل، والتي تعد تراث تحمل ذكريات العروض السينمائية في الإسكندرية في القرن الماضي، كان من المفترض إعادة ترميمها لكن تم هدم أجزاء كبيرة منها، لتحويلها إلى مولات تجارية، وذلك في أبريل 2013، أيضا تم هدم مسرح وسينما الهمبرا بمحطة الرمل، والتي تعتبر من أقدم دور العرض السينمائية بمحطة الرمل، وأكبرها مساحة فهي كانت مجاورة لسينما ستراند وفريال، كان مسرحها يقام عليه حفلات نجوم القرن الماضي أم كلثوم وعبدالحليم حافظ وعبدالوهاب، وسينماتها كانت تعرض الأفلام الأجنبية التي كانت في ذلك الوقت.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً