اعلان

الصراع الخفي.. غارات إسرائيلية على مواقع إيرانية في سوريا تكشف كواليس الحرب السرية بين طهران وتل أبيب

وزير الخارجية الأمريكي يُعطي الضوء الأخضر للهجوم.. ونتنياهو يستثمر الفرصة لتعويض شعبيته المنهارة

النظام السوري أكبر المستفيدين من تقليم أظافر إيران.. وطهران تواجه بـ 100 ألف مقاتل شيعي

تزامنا مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو لست دول خليجية بجانب مصر والأردن والعراق، شن الطيران الإسرائيلي غارة على مواقع في محيط دمشق وسجل إصابة أحد المستودعات في مطار دمشق الدولي.

الغارات الإسرائيلية استهدفت محيط مطار دمشق الدولي ومناطق أخرى في ريف دمشق الجنوبي الغربي، حيث تم تدمير مستودع أسلحة لإيران وحزب الله في مطار دمشق، فيما كان الاستهداف الأكبر لمنطقة الكسوة ومناطق أخرى بريف دمشق الجنوبي الغربي، حيث يتواجد تمركزات ومستودعات للإيرانيين وحزب الله.

خلال الغارة تم تدمير مستودعات وأسلحة تابعة لإيران ولحزب الله في محيط مطار دمشق الدولي، ومحيط منطقة الكسوة وأماكن أخرى بريف دمشق الجنوبي الغربي، في حين كانت الدفاعات الجوية أطلقت عدة صواريخ مضادة للطيران في محاولة منها لصد الهجوم الصاروخي الإسرائيلي، وتأتي الضربات الجديدة هذه بعد ضربات مماثلة جرت في الـ 25 من شهر ديسمبر الفائت من العام المنصرم 2018.

الغارت جائت تزامنًا مع جولة الوزير بومبيو العربيّة الحالية وربطهما معًا يمثل بلا شلك "إعلان حرب" على إيران وحماية لإسرائيل، وتمهيد لَشكيل الحلف العربي السني لمواجهة إيران، خاصة أنه لم يتردد لحظة واحدة في خطابه الذي ألقاه في الجامعة الأمريكّة في القاهرة قبل أيام، أن يقول إن بلاده لن تسمح بتحويل سوريا إلى لبنان أُخراى، وستعمل على احتفاظ إسرائيل بقدرات عسكرية تمكنها من الدفاع عن نفسها في مواجهة تهديد ترسانة حزب الله من الصواريخ.

يبدو هنا أن التوقيت أصبح ملائم تمامًا لإسرائيل لانتهاز الفرصة وضرب إيران في مقتل من خلال استهداف أهدافها العسكرية في سوريا، على الرغم من تأكيد طهران منذ أقل من شهر على لسان وزير خارجيتها محمد جواد ظريف، أنها لاترغب إطلاقًا في "محو إسرائيل" كما يتردد.

فبنيامين نِتنياهو، رئيس الوزراء ووزير الدفاع الإسرائيلي، والذي يواجه انخفاضًا حادًا في شعبيته بعد اتهامات الفساد الموجهة له ولزوجته، يريد أن يظهر بشكل قوي لتعزيز فرص فوزه في الانتخابات التشريعية القادمة، لكي يطمئن المستوطنين المحاطين بالمئات من الصواريخ بعيدة المدى من كل جانب.

لذا أعلن نتانياهو وبشكل صريح أن إسرائيل شنت غارات استهدفت مستودعات أسلحة إيرانية في مطار دمشق الدولي. وأكد استمرار إسرائيل باستهداف الوجود الإيراني في سوريا.

الغارة الإسرائيلية على مواقع إيران في سوريا كشفت أسرار حرب خفية دارت بينهما قادها على وجه التحديد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ورئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي غادي إيزنكوت.

وفي نفس التوقيت كشف مسؤول سابق في الإدارة الأميركية، أن الولايات المتحدة كانت ستضرب إيران خلال العام الماضي، وذلك بعد تعرض محيط السفارة الأمركية في بغداد للقصف بقذائف الهاون في السادس من سبتمبر 2018.

ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤول سابق في الإدارة الأميركية قوله، إن سقوط القذائف في محيط السفارة دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى طلب انعقاد فريق الأمن القومي، وعقد عدة لقاءات لمناقشة "رد أمريكي قوي".

وفي جزء من النقاشات، التي قادها مستشار الأمن القومي جون بولتون، طلب فريق الأمن القومي لترامب من البنتاجون تزويده بالخيارات العسكرية لضرب إيران، مما أثار قلق البنتاجون ووزارة الخارجية، بحسب مسؤولين أميركيين سابقين وحاليين.

إسرائيل بدأت تهاجم المواقع الإيرانية في سوريا في يناير 2017، والهجمات كانت تقع كل أسبوع تقريبا، دون التصريح بذلك.

وأوضح جنرال إسرائيلي بارز أن الهدف الرئيسي لإسرائيل في هذه الحرب الخفية تمثل في الحرس الثوري وفرعه فيلق القدس، وأن إسرائيل نفذت آلاف الهجمات على مواقع إيرانية في سوريا وفي عام 2018 وحده ألقت عليها ألفي قنبلة.

وقال إن إسرائيل شرعت منذ بداية النزاع المسلح في سوريا عام 2011 في شن غارات جوية على قوافل تحمل أسلحة إيرانية لحزب الله اللبناني، ولكنها لم تستهدف الإيرانيين أنفسهم.

وعلى الجانب الأخر قام قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني بنشر 3 آلاف شخص من رجاله في سوريا، إلى جانب 8 آلاف من ميليشيات حزب الله، و11 ألفا من القوات الشيعية الأجنبية.

وبلغت الأموال الإيرانية المتدفقة على سوريا لدعم العمليات الحربية على مدار 7 سنوات 16 مليار دولار أميركي.

كما تمكنت إيران من إنشاء قوة من المقاتلين الشيعة من العراق وأفغانستان وباكستان قوامها 100 ألف مقاتل، بجانب إنشاء قواعد استخباراتية وقاعدة جوية داخل كل قاعدة جوية سورية.

وبالنسبة للنظام السوري والذي تعاظمت قدارته العسكرية في الفترة الأخيرة، رغم شدة الغارات الإسرائيلية على مواقعه والتي بلغت أكثر من 220 غارة في السنوات الأخيرة، قد يبارك اشتعال الحرب ضد الوجود الإيراني على أراضيه وتقليم أظافره، خاصة أن تعاظم نفوذه في سوريا يُشك خطرا داهما عليه، وهو الأمر الذي اتفقت عليه الولايات المتحدة والدول العربية لخدمة الموقف السوري على الارض.

من العدد الورقي

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً