اعلان

رئيس المخابرات السعودي في حوار مع "الإندبندنت" يكشف كواليس جديدة عن حرب العراق.. وصف بشار الأسد بـ"الولد".. وأكد : "ياسر عرفات" ارتكب جريمة بحق الشعب الفلسطيني

كتب : سها صلاح

خلال لقاء امتد لـ14 ساعة، حاورت صحيفة الأندبندنت رئيس المخابرات السعودي الحالي وسفير الرياض في واشنطن سابقاً الأمير "بندر بن سلطان" للكشف عن أسرار تكشف لأول مرة حول خفايا الشرق الأوسط و كواليس لقاءات بالزعماء والرؤساء وملفات شائكة في المنطقة،وكشفت الصحيفة عن نبذة من الحوار المطول التي أكدت بدأ عرض حلقاته الأسبوع القادم.

أسرار عن حرب العراق

وخلال اللقاء بدأ الأمير "بندر بن سلطان" بالحديث عن شاه إيران حيث وصفه بـ"العدو العاقل"، وروى رئيس المخابرات السعودي مواقف بين الشاه والملك فيصل وكان أبرزها رغبة الشاه بضم البحرين إلى إيران كاشفاً تفاصيل الجهود السعودية التي أدت في نهاية المطاف إلى إقناعه بالتنازل عن قراره.

وأضاف أن الجاهل عدو نفسه، في إشارة إلى "الخميني" الذي كان قيد الإقامة الجبرية لدى نظام صدام حسين، لكنه كان يصدر "أشرطة كاسيت" تحريضية ضد الشاه، حيث هدد الشاه صدام باحتلال شط العرب إذا لم يخرجه من العراق.

وقال "بندر بن سلطان" أن صدام حاول إقناع الشاه بعدم فعل ذلك وبأنه سيمنع الخميني من إصدار أشرطة تحريضية، فكان إصرار الشاه وكان استقبال باريس للخميني.

من ثم انتقل "بن سلطان" إلى لحظة وصول "الخميني" إلى الحكم وتأسيس نظام "ولاية الفقيه" في البلد موضحاً أن السعودية انتظرت بعد وصول الخميني إلى الحكم، ولم تأخذ موقفاً، حتى خرج الخميني وهدد باجتياح العراق ومن بعد ذلك دول الخليج.

وتابع رئيس المخابرات السعودي قائلاً: في تلك اللحظة بعد تهديدات "الخميني" اختارت المملكة السعودية أحد الخيارات السيئة وهو دعم صدام حسين في حربه ضد إيران، موضحًا أنها رعت المفاوضات سراً في جنيف بين بغداد وطهران وكذلك في قصر لولي العهد السعودي الراحل ووزير الدفاع الأمير سلطان بن عبد العزيز.

لقاءه مع قاسم سليماني

وعن "قاسم سليماني" قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قال الأمير "بندر بن سلطان" أنه التقى به صدفة خلال زيارة إلى طهران للقاء رئيس البرلمان الإيراني الحالي علي لاريجاني موضحًا "أن صدفة أدت لمعرفتنا بوجه سليماني بعد أن كنا نسمع عنه ولا نراه."

أوباما وسوريا

وقال الأمير بندر في الحوار الذي أجري معه في قصره في "أبحر" بمحافظة جدة غربي السعودية قبل أسابيع، إن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما هو من جرّأَ روسيا وإيران على التدخل في سوريا بسبب سياساته المتراخية، كاشفاً تفاصيل المكالمة الأخيرة بين الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز وأوباما، والتي قال فيها الملك عبد الله لأوباما: "لم أتوقع أن أعيش هذا العمر لأرى رئيساً للولايات المتحدة يكذب علي"، في إشارة إلى الخطوط الحمر الشهيرة والتي وعد بها أوباما علناً بأنه سيوقف تجاوزات النظام السوري تجاه المدنيين حين كانت قوات النظام تلقي البراميل المتفجرة عليهم وتستخدم الكيماوي ضدهم.

وكشف الأمير بندر عن سبب توتر العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية والسعودية في آخر أيام حكم الرئيس أوباما، موضحا أنه كان "يعد بشيء ويفعل العكس"، وكان يتحدث عن تحجيم دور إيران في المنطقة وفي الوقت نفسه كان يتفاوض معها سراً ما جعل السعوديين يفقدون الثقة بحكومة أوباما.

"رأس الحربة" في قطر

أما عن قطر فبدأ الأمير بندر بن سلطان بوصف رئيس وزراء قطر السابق ووزير خارجيتها حمد بن جاسم بـ "خبير نصف الحقيقة"، مستشهداً بموضوع التسجيل المسرب بين الأمير الوالد في قطر وحاكمها السابق حمد بن خليفة وحمد بن جاسم والزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، حيث تحدث بن جاسم خلالها عن مخططات لاستهداف السعودية، حيث أنه حينها قام بإعلان نصف الحقيقة ولكن الحقيقة كاملة كانت تآمر وتخطيط.

وقال رئيس المخابرات السعودي إن قطر تعاني من انفصام في سياستها، معتبراً أن وجود قاعدة أميركية لا يعني حماية نظام الحكم في الدوحة، بل هي قاعدة للاستخدام الأميركي لا القطري، وعن التواجد التركي، ذكر الأمير بندر أنه تواجد أمني لحفظ الأمن في قطر، موضحا أن الدوحة سبق وقد استعانت باليمن والسودان والسعودية لحفظ أمنها.

علاقة السعودية بسوريا

قال الأمير "بندر بن سلطان" إن رئيس النظام السوري يعاني من عقدة مزمنة اسمها "باسل حافظ الأسد"، حيث وصف رئيس المخابرات السعودي بشار الأسد بـ "الولد"، قائلا إن والده كان رجلاً محاطاً برجال، وكان قادرا على اتخاذ القرار بخلافه، حيث لديه عقدة لم يتخلص منها اسمها "باسل حافظ الأسد".

وكشف "بندر بن سلطان" كيف توسط لبشار الأسد لدى الحكومة البريطانية بعد تخرّج الأخير ليحصل على دورة تخصصية في طب العيون في لندن.

وعن بشار الأسد رئيس النظام السوري، والعلاقة المتوترة مع السعودية وعن سبب تضخيم إعلام النظام من أي ظهور أو صورة أو دور للأمير بندر بن سلطان وربط ذلك بأي حدث في سوريا، أجاب الأمير بندر بن سلطان "لأنني أعرف بشار قبل أن يصبح شيئاً، ثم بعد ما ظن أنه أصبح شيئاً"، نافياً ما يردده البعض عن أدوار له في نشأة تنظيم "داعش"، حيث سرد تفاصيل الاتهامات الموجه إليه بهذا الشأن.

ويروي رئيس الاستخبارات السعودية تفاصيل لقاءه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد الثورة السورية حينما بدأ الأسد قصف المدنيين، موضحا أن بوتين قال له إن السعوديين هم من "كبروا رأس الأسد" حين رتبوا له لقاءات مع الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك ومع مسؤولين في البيت الأبيض لدى تولي الأسد الرئاسة.

وذكر أن بوتين أخبره خلال اللقاء أنه دعا بشار أكثر من مرة لزيارة موسكو لكنه لم يأتِ "والآن سيأتيني حبواً يطلب مساعدتي".

القضية الفلسطينية

اتهم الأمير "بندر بن سلطان" الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات بارتكابه جريمة في حق القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني برفضه مبادرة السلام الذى عقدها الرئيس المصري الراحل "محمد أنور السادات"، وبالحلول التي قدمها الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون.

كواليس الخلاف مع جورج بوش

وفي سياق متصل كشف الأمير بندر بن سلطان عن قصة المشاجرة الكلامية بين ملك السعودية السابق عبد الله بن عبد العزيز والرئيس الأميركي السابق جورج بوش في مزرعة الأخير في ولاية تكساس، وكان محورها فلسطين.

وسرد السفير السعودي السابق لدى الولايات المتحدة قصصاً عدة له مع عدد من رؤساء الولايات المتحدة الأميركية، بدءًا من جيمي كارتر وحتى جورج بوش الإبن، ويقول بندر بن سلطان إنه ليس نادماً على عدم اللقاء بالرئيس باراك أوباما، حيث يرى أنه أعاد المنطقة عشرين عاماً إلى الوراء بسبب سياساته في منطقة الشرق الأوسط.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
مؤتمر صحفي للدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء (بث مباشر)