اعلان

عمرو موسى في حوار مع "الأندبندنت": لن يسمح العرب بمخطط "ضم الجولان".. و"صفقة القرن" لن تمرر مهما كلفنا الأمر

كتب : سها صلاح

لقد خضنا من أجل الأرض معركة شرسة دبلوماسياً وسياسياً وحربياً ثم يأتي من يقول لي "إديني حتة من الأرض" في إشارة إلى مساعي إسرائيل لـ"صفقة القرن" التي تقضي بإعطاء جزء من سيناء للفلسطينيين، بدأت صحيفة الاندبندنت افتتاحية لقاءها مع "عمرو موسى" الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية ووزير الخارجية المصري سابقاً، والذي حذر من أن المساعي الإسرائيلية الأميركية لإصدار قرار بضم هضبة الجولان لإسرائيل أمر لن يمر مرور الكرام، وأن أي قرار خاطئ من الجانب الأمريكي فيما يخص قضية الجولان، والقضية الفلسطينية هو أمر خاطئ لأن الكوب إذا امتلئ أنفجر.

وقال "عمرو موسى" أنه قبل أن يكتب مقاله الأخير والذي نادى فيه بمنع ضم مرتفعات الجولان لإسرائيل من خلال مشروع القرارعلى مجلس الشيوخ الأميركي، والذي ينص على الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على هضبة ومرتفعات الجولان المحتلة، تحدث مع العديد من الدوائر السياسية والدبلوماسية العربية والدولية خاصة الروس، بالإضافة إلى الأوروبيين وبعض الأميركيين.

وأضاف "موسى" أن مشاكلنا مع إسرائيل مشاكل دخلت في الضمير العربي، والأجيال الجديدة لن تنسى والرأي العام العربي لا ينسى وعلى إسرائيل أن تتذكر هذا، وأن الدق على رأس الرأي العام العربي طوال الوقت بأنه أصبح يتقبل أي شيء ولا شيء ولن يستطيع فعل شيء، لهو خطأ جسيم.

وأكد وزير الخارجية المصري السابق على سؤال إذا ما ستحدث انتفاضة عربية، أن "ضم الجولان" لإسرائيل لن يمر مرور الكرام، وهناك شواهد سابقة على رد الفعل العنيف الذي قوبل بقرار اعتبار القدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، وحين ذلك خرجت سفيرة الولايات المتحدة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة "نيكي هالي" قائلة بسخرية "قالوا لنا إن السماء ستنطبق على الأرض بعد قرار ترمب الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لاسرائيل، لكن لم يحدث شيء، ومر الخميس، والجمعة، والسبت ، والأحد ولا تزال السماء في مكانها ولم تسقط"، لكن الحقيقة التي تجدر الإشارة إليها هنا أن عليهم أن يعرفوا أن السماء لا تنطبق على الأرض مرة واحدة إلا في نهاية العالم، وتحدي الشعوب العربية خاصة شبابها والاستهانة بها بشأن قضايا مصيرية، يثير الغضب، والقدرة على التحمل أصبحت على وشك الانهيار.

وقدم "عمرو موسى" تحليل للمشهد الحالى أتحدث من حالة الغضب العام للشعوب العربية التي تتراكم، لكن لا أستطيع تحديد كيف سيكون موقف الحكومات منها، مما لاشك فيه أن أي حكومة عربية ستُسلم رسميًا وعلنيًا بقبول ما حدث في القدس أو بضم الجولان لإسرائيل وغيرها من التحركات الإسرائيلية المدعومة من الإدارة الأميركية التي تبالغ في الاستهانة بالعرب وأنهم "خلاص خلصوا"، وأرى أن النهج الإسرائيلي في تحليل قوة العرب والتقليل من شأنهم، هو تحليل سطحي، وإذا كان لدينا أزمات مع إيران، فنحن أيضاً لدينا مشاكل مع إسرائيل، ولن تكون هذه بديلة لتلك مطلقًا، فمشاكلنا مع إسرائيل مشاكل دخلت في الضمير العربي.

وأشار إلى أنه لا يكتب مقالاً كي يثير الرأي العام العربي، فهذا ليس هدفه، إنما هدفه وضع النقاط على الحروف، مؤكداً أنه ليس في موقع رسمي يعطيني الصلاحيات باتخاذ قرار، لكني كمواطن عربي لن اقبل بـ"ضم الجولان" ولن يسمح أي عربي بذلك.

أو أقول للدولة أن تتخذ قرارًا، أو أذهب للأمم المتحدة، لكن في قدرتي كمواطن عربي أن أفكر ثم أتكلم وأقبل أو لا أقبل، لكن ما رأيته من ردود فعل واسعة حول المقال وموضوعه عربيًا ودوليًا من جهات مختلفة، دليل على أنهم كانوا منتظرين أن يتكلم شخص ما وفي النهاية هو مجرد مقال، لكن من المهم الإشارة إلى أن قبل هذا المقال تكلمت في القضية نفسها مع عدد من رؤساء الدول والحكومات ووزراء ومسؤولين في العديد من الدول المعنية بالقضية.

وأضاف "عمرو موسى" أنه لايوجد الربط بين الاعلان عن الانسحاب الأمريكي من سوريا وبين قضية "ضم الجولان" لكن من الواضح أن الولايات المتحدة لن تظل كثيراً في الشرق الأوسط، لذا يجب أن تسيطر إسرائيل من وجهة نظرها في الأراضي التي تفيد أمنها وفي مقابل ذلك فالعالم العربي يغلي تحت الأرض.

وقال أن العالم العربي يحتاج لمزيد من الإصلاحات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، ولا يوجد إصلاح واحد بعينه يقوم بالمهمة كاملة وحده، مؤكداً أن "ياسرعرفات" كان في موقع استثنائي، وكان متحملاً مسؤولية كبيرة جداً وأعذره في بعض قراراته التي كانت من الممكن أن تكون أفضل مما حدث.

وأضاف أنه حتى الآن لا يوجد صيغة نهائية لما يسمي بـ"صفقة القرن"، وإلا كانت قد ظهرت، لقد تردد عن قرب الإعلان عنها في شهر أبريل المقبل، ويبدو أن هذا الموعد أُجل تلبية لمقتضيات المصلحة الإسرائيلية بالنظر إلى أنه ستُجرى بإسرائيل انتخابات برلمانية مُبكرة في أبريل فآثر الإسرائيليون السلامة بعدم الدخول في أي مواجهات خاصة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي عليه أن يُبدي رأيه سواء كان (مع أو ضد) مما قد يؤثر في موقفه الانتخابي.

وأضاف منفعلاً ليس عندي خبايا عن "صفقة القرن"، لكن عندي منطق، ومعلومات أحصل عليها من المتابعة من خلال لقاءاتي المتعددة وآراء المتخصصين، أما ما يتعلق بشأن الأرض المصرية في شمال سيناء فأنا أستبعده بنسبة 100% لأنه أمر لا يمكن، وأكرر لا يمكن أن يُعرض الأمر على مصر ولو لمجرد النقاش "أنت تاخد جزء من أرضي ليه؟ الفلسطينيين لهم أرض تحتلها إسرائيل، فأنت عايزني "أُشرعن" هذا الاحتلال على حسابي؟ مين قال الكلام ده؟ ومين قال مصر ممكن أن تقبل الكلام ده؟ ده كلام من باب الحديث ليس أكثر، ولا يمكن أن يكون من باب المنطق، ومش ممكن أبدًا يتاخد أي متر واحد من أرض مصر في إطار حل مشكلة أخرى"، لقد خضنا لأجل أرضنا في سيناء ثم في كامب ديفيد معركة شديدة الشراسة دبلوماسيًا وسياسيًا مثلما كانت شديدة الشراسة حربياً، ثم يأتي من يقول لي: (إديني حتة!!)

وقال "عمرو موسى" إن ياسر عرفات كان في موقع استثنائي، وكان متحملاً مسؤولية كبيرة جداً وأعذره في بعض قراراته التي كانت من الممكن أن تكون أفضل مما حدث، هو أصاب وأخطأ وكان جريئاً وقادراً على القيادة، لكنه كان صاحب قضية حلها صعب، ويُبحر في أجواء متلاطمة بشكل غير معقول، وهناك دولة عظمى ضدها، صاحب قضية لا تتبناها حقيقة إلا دولة وحيدة هي مصر، ومصر دعمت ياسر عرفات والقضية الفلسطينية دعمًا كبيرًا جدًا، وهو دعم لهم فيه حق.

والواقع أنه مثلما ساعدت مصر القضية الفلسطينية، ساعدت القضية الفلسطينية مصر، لأن مصر أصبح لها سياسة وقضية إقليمية كبيرة تدافع عنها، لقد أعطت القضيةُ الفلسطينية الدبلوماسيةَ المصرية فرصة للزعامة الإقليمية، نعم لولا مصر لما كانت هناك قضية فلسطينية وهذا الاهتمام العميق بدأ منذ أيام الملك فاروق بدخول حرب فلسطين وبتدشين جامعة الدول العربية، فالالتزام المصري بالقضية الفلسطينية بدأ يتبلور منذ حقبة الأربعينيات من القرن الماضي.

إقرأ أيضاً
WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً