سنوات مع العذاب يقضيها الزوجان المسنان "زين وفوزية" برفقة نجلهما المريض، فما بين عذاب المعيشة والمرض يعيشون بمحبسهم في معزل عن الدنيا يتلحفون السماء في برد الشتاء وتتلاقفهم الرطوبة من كل جانب، مستغيثين بإنقاذهم وتوفير تكاليف العلاج لهم بعد أن مُنعت الزوجة المسنة من مقابلة محافظ المنيا لعرض شكواها.
على بعد عدة كيلو مترات بطريق فرعي مطل على أرض زراعية تقضي الحاجة فوزية التي قارب عمرها السبعون عاما ما تبقى من سنوات عمرها داخل شقة سكنية المخصصة للأولى بالرعاية برفقة زوجها الحاج زين ونجلها تنتظر لمن يأتي لإنقاذ أسرتها من الفقر وتوفير العلاج بعد أن قدر لهم أن تتلاقفهم رطوبة الأرض وتتلحفهم سماء السقف من برودة الجو القارص.
الحاجة فوزية دفعت حياتها ثمنا لتربية أبنائها وخدمة الزوج لكن ضائقة مالية جعلتهم ينتقلون إلى منزل أحد الأقارب كبديل لمنزلهم فما بين خدمة زوج ونجلها الشاب المصاب بالصرع أمضت حياتها وسط معاناة شديدة لتوفير العلاج، وما بين ليلة وضحاها اكتشفت الحاجة فوزية إصابتها بالسرطان في الحنجرة ما استدعى إجراء عملية جراحية أدت لإجراء فتحة في الصدر ومن ثم استكمال مرحلة العلاج التي جعلتها تتردد علي عدد كبير من المستشفيات.
وواصلت الحاجة فوزية حياتها حتي نجحت من خلال عدد من المواطنين من مساعدتها وانقاذها في الحصول على شقة سكنية في المساكن الأولى بالرعاية في المنيا لكن المرض أبى ألا يتركها وأسرتها حتى أصيب الزوج بشلل رعاش جعله حبيس المنزل إلى جوار نجله الشاب المصاب بالصرع فهنا على بعض الأقمشة القديمة الملقاة أرضا ينام نجلهما المريض وإلى جواره ينام والده يتلحفون السماء من موجة البرد القارص.
لم تنتهى الرواية بعد حتى فوجئت بإصابتها وزوجها ونجلها بفيرس سى، لكن عجز توفير المال لهم حال بينهم وبين توفير العلاج، ألم جديد اجتاح جسدها الضعيف فلم تعد تحتمل الألم حتى قام عدد من الأهالى بمساعدتها ببعض المبالغ المالية كى تذهب إلى الطبيب الذي علمت منه أنها بكلية واحدة وأنه تم استئصال الأخرى، الأمر الذي أصابها بالفاجعة لكونها لم تجرى عمليات سوى الخاصة بعملية الحنجرة وإصابتها بالسرطان الذي عاد إليها من جديد بحسب التقارير الطبية، وحاولت كثيرا الذهاب إلى الجمعيات الخيرية الشهيرة لاستكمال العلاج لكن محاولاتها باءت بالفشل بعد أن رفضوا مساعدتها معللين ذلك بإنه لا يوجد بند لمساعدتك، كما حاولت مقابلة محافظ المنيا اللواء قاسم حسين لعرض شكواها ومساعدتها ماديا لتوفير أدوية العلاج لها وأسرتها وتوفير إيجار الوحدة السكنية التى يقطنون بها إلا أنها منعت من مقابلته بحسب قولها.
استغاثات ونحيب وجهته السيدة المسنة لتوفير المال كى تتمكن من توفير الأدوية الخاصة بعلاجها وزوجها ونجلها المرضي فلم يعد المعاش الذي يحصلون عليه كافيا.
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
