رئيس الوزراء الباكستاني: مشروع CPEC سيسمح للسعودية بالاستثمار في الصين.. و"بن سلمان" لديه رؤية هامة لـ2030 (حوار)

في مقابلة حصرية أجرتها شبكة العربية مع رئيس الوزراء الباكستاني "عمران خان" تزامناً مع زيارة ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" لباكستان لتعزيز الشراكة بين البلدين وتوسيع افاق التعاون وجاء الحوار كالتالي:

**السيد رئيس الوزراء ، المحطة الأولى لولي العهد السعودي في جولته الآسيوية كانت إسلام أباد وسيُعامل كقائد ، بدءاً من استقبالك في سيارتك الشخصية وانتهى بحصوله على أعلى وسام في باكستان.. كيف ترى هذا؟

*اسمحوا لي أولاً أن أقول إن شعب باكستان كان دائمًا يشعر بهذه العلاقة الخاصة مع المملكة العربية السعودية وأن لهذه العلاقة بعدين، اولاً هو مكة والمدينة، لذا مهما حدث ، فإن مكة والمدينة كما تعرف في قلوبهم.

ثانياً، لقد وقفت السعودية إلى جانب باكستان في بعض أصعب الأوقات، ولقد خلقنا أوقاتنا السيئة في معظم الأوقات بسبب سياساتنا السيئة ، لكن في أوقات أخرى كانت هناك أوقات مدمرة، حرب، زلزال، فيضانات، كما تعلمون، كوارث طبيعية تحدث وكانت السعودية دوما صديقة، لذلك لدينا هذه العلاقة الخاصة مع المملكة العربية السعودية.

**السيد رئيس الوزراء ، تم توقيع أكثر من تسع مذكرات تفاهم خلال زيارة ولي العهد والتي تبلغ قيمتها حوالي 32 مليار دولار والاستثمارات في كل مكان في باكستان.. أين تسير العلاقة السعودية الباكستانية في الحقبة الجديدة كما وصفها وزير الخارجية؟

*ما نريد أن نفعله ، لماذا نقول إنه حقبة جديدة، فلدى باكستان نوع مختلف من المزايا للسعودية، لدينا على الأرجح، حتى اليوم، أكثر المسلمين تعليماً في العالم هم الباكستانيون، ولدينا رأس مال بشري في كل مجال، لذا فإن باكستان هي الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك القدرة على صنع قنبلة نووية ومفاعلات نووية وتكنولوجيا صاروخية، لذلك فإن باكستان تتقدم على الدول الإسلامية الأخرى.

والسعودية لديها رأس مال، لديها نفط، لذا يمكننا ان نكمل بعضنا البعض، لذا يمكن للدولتين الاستفادة من بعضهما البعض.

**ما هو المستوى الذي ترغب في الوصول إليه عندما تقول أنك تريد رفعه إلى مستوى أعلى؟

*المستوى الأعلى يعني التداول والاستثمار مع بعضهما البعض، حيث يستفيد كلا البلدين،أتذكر في الاتحاد الأوروبي، عندما كنت في الجامعة في إنجلترا عندما تم تشكيل الاتحاد الأوروبي،زاد ارتفاع مستوى المعيشة لجميع الدول، واعتقد ان السعودية وباكستان تحتاجان إلى نظرة أبعد من العلاقة التي كانت بينهم في الماضي،فنحن نقوم بمشاريع مشتركة لزيادة مستوى المعيشة لكلا البلدين.

**لقد دعت باكستان السعودية لتكون طرفاً، كطرف ثالث، في مشروع CPEC.. لماذا اخترنا السعودية؟ وما هو الدور الذي تريد أن تلعبه السعودية كطرف ثالث؟

*حسنا ، ما هو CPEC؟ CPEC هو في أساس الاتصال مع الصين، والصين الآن هي الاقتصاد الأسرع نمواً في العالم، وفي السنوات العشر القادمة سوف تسيطر أكثر من الولايات المتحدة، وCPEC يربط باكستان بالصين،ونحن في صدد تطوير مناطق اقتصادية خاصة، حيث تستفيد السعودية، من خلال المشاركة في هذه المناطق الاقتصادية الخاصة، لأنه عندها هذا الوصول إلى الصين ، يستفيد من هذه المناطق الاقتصادية الخاصة بفوائد خاصة،لذا هذا ما تريد باكستان القيام به، وتريد دعوة أصدقائها من الإمارات والسعودية للاستثمار هنا.

**ما هو نوع الفوائد التي نتحدث عنها هنا؟ ماذا سوف تكسب؟

*أعتقد أن هذه المناطق الاقتصادية الخاصة ستكون لها عمليات معزولة عن الأشرطة الحمراء البيروقراطية، سيكون الأمر أسهل للاستثمار، سيتم توفير المرافق هناك، تنازلات، وربما ضرائب أقل، لذلك يجري تطوير كل هذا الإطار، لذا فإن الفكرة هنا فرصة للمملكة العربية السعودية أن يكون لديهم سوق أكبر في الصين.

**بشكل أساسي أحد المخاوف الرئيسية لأي مستثمر في دخول أي أسواق هو الضرائب، هل هناك أي خطط أو وعود لتخفيض معدلات الضرائب على المستثمرين السعوديين المستعدين للاستثمار في باكستان؟

*حسناً ، دعني أعطي لك فلسفتي كيف تغيرت باكستان لسوء حظ باكستان من السبعينات فصاعداً، ظهرت عقلية اشتراكية. جانب واحد من الاشتراكية عظيم حيث تشعر أن النمو يجب أن يكون عادلاً، لا ينبغي أن يكون غنياً، بل يجب أن ينتشر خلق الثروة بحيث ترفع الناس من الطبقة الدنيا، لكن المشكلة الأخرى التي واجهتنا مع نوع الحكومة الاشتراكية التي كنا نعيشها كانت في السبعينيات هي أنها أممت كل شيء، وقد أثر التأميم على معدل النمو لدينا، فقد أثر على خلق الثروة، أثر على الطريقة التي كانت باكستان ترتفع بها، كان لدينا روّاد أعمال، وعائلات مصرفية، ونمت بسرعة أكبر من أي بلد آخر في المنطقة.

والشيء الذي أثر على باكستان أكثر من أي شيء آخر كان هذه العقلية التي جعلت من المال خطيئة،لقد كانت جريمة لتحقيق أرباح كبيرة، إنها جريمة أن تجني أرباحاً عندما لا تدفع ضرائبك وعندما لا يساعد مجتمع ما في رفع شعبه الفقير.

مثل الصين، حيث رفعت الصين 700 مليون شخص من الفقر خلال 30 عاما، لقد جمعوا الأموال ولكن تم تقاسم تلك الأموال لرفع الأشخاص ذو الاحوال السيئة.

**آسف لإعادتك إلى الضرائب مرة أخرى.. ماذا عن البضائع السعودية ، إنها مرتفعة أيضًا، تصل في بعض الأحيان من 20-50 % عالية.. هل هناك أي خطط لتغيير الأسعار؟

*لذلك لا زلت أعود إليها، من الواضح أننا نريدهم لهم كسب المال، لذا لن يتمكنوا من كسب المال إذا كانت الضرائب مرتفعة للغاية، لذا سيكون هناك طرقاً لاقتطاع الضرائب الفكرة كلها هي التسهيل لمستثمرينا، وعندما يقوم المستثمرون بعمل جيد، سيتدفق أشخاص آخرون للاستثمار في بلدك.

**هناك بعض الأصوات التي تقول إن رئيس الوزراء عمران خان اختار المملكة العربية السعودية ليكون أول لاعب دولي لأن باكستان يائسة للحصول على قروض..كيف ترى ذلك؟

*لا هذا صحيح.. أعني باكستان التي ورثناها، وما خلفته الحكومة السابقة مفلسة، لذا كان لدينا وضع ميزان المدفوعات سيئة حقا، ولم يكن لدينا ما يكفي من المال لدفع أو خدمة ديوننا أو لوارداتنا، لذا كانت هناك ثلاث دول امدوا الينا يد العون السعودية والامارات والصين، لهذا يوجد الاصدقاء، لذا نحن لا نريد ان يكون علاقتنا بأصدقاءنا هي الحصول على القروض، ما نريده الآن هو أن عملية الإصلاح التي وضعناها سوف تمكننا تدريجياً من الخروج من فخ الديون هذا.

**كيف يمكن لباكستان سواء من الحكومة أو الشعب.. أن ترد على الدول التي ترفض باكستان للحصول على القروض والدعم المالي؟

*في الواقع، ذهبنا فقط لثلاثة بلدان، قررنا فقط الذهاب إلى الصين ، لأن الصين وقفت معنا خلال جميع الأوقات السيئة، و الإمارات والسعودية، وهناك الكثير من الباكستانيين الذين يعملون في الإمارات والسعودية الذين كانوا في الماضي، ربما ليس في دولة الإمارات في السنوات العشر الماضية، ولكن في العصور القديمة كانت دائما جيدة لنا، لذلك ذهبنا فقط إلى هذه البلدان الثلاثة، ويجب أن نشكر الدول الثلاث لأنهم لم يخذلونا.

**بالعودة مرة أخرى إلى ما ذكرتموه عن الصواريخ والمجال العسكري ، حيث يأتي ولي العهد السعودي إلى إسلام أباد، هل سيكون هناك المزيد من العلاقات العسكرية أو مذكرات التفاهم بين باكستان والسعودية؟

*يمكنني أن أؤكد لكم أن - ننسى جيشنا - شعب باكستان يريد أن يدافع عن المملكة العربية السعودية إذا حدث أي شيء لهم،يمكنك أن تطمئن، لكنكم ترون بالنسبة لباكستان، أن الدور الذي نريد أن نلعبه الآن هو أننا نريد أن نلعب دور بلد يجمع البلدان الأخرى معا.

هذا الانقسام كله في العالم الإسلامي، المسلمون يقاتلون المسلمين، أنت فقط تنظر إلى الوراء في الـ 15 سنة الماضية، الدمار الذي حدث في العالم الإسلامي، آخر شيء نريده هو المزيد من النزاعات.

باكستان تريد أن تلعب هذا الدور، ويمكن لباكستان أن تلعب هذا الدور لأن باكستان ربما تكون واحدة من أفضل الجيوش، نحن بلد مسلح للأسلحة النووية، ولدينا جيش فاز بنا للتو في حرب صعبة للغاية على الإرهاب حيث فقد ما يقرب من 70 الف باكستاني حياتهم.

وتلعب باكستان دورها في تحقيق النهاية، أو تحاول تحقيق هذه المصالحة في أفغانستان بمساعدة الولايات المتحدة وطالبان على الجلوس على طاولة الحوار، والشروع في عملية سلام، والحصول على حكومة بطريقة أو بأخرى من أجل المصالحة السياسية، هذا الصراع من 17 عاما،وأعتقد أن هذا هو الدور الذي نريد أن نلعبه.

**هل سنرى JF-17 في المطارات السعودية.. ربما؟

*حسنا دعنا نرى.. نحن فخورون جدا بأننا صنعنا هذه الطائرة ونعم لنراها تعتمد على ولي العهد والحكومة السعودية.

**الآن السيد رئيس الوزراء، قلت في بيان مبكر إن الإصلاحات مؤلمة، ما هو الألم الذي سيواجه الباكستانيون الإصلاحات؟

*مشكلة تواجهها باكستان هي أن لدينا عجزاً هائلاً ورثناه عن الحكومة السابقة، عجز مالي قياسي ، تسجيل عجز الحساب الجاري، وعندما يكون لديك هذا النوع من العجز ، ولتصحيح هذا الخلل ، يجب عليك إجراء إصلاحات في خفض عجزك المالي. يجب عليك إصلاح أجهزتك الضريبية ، يجب أن تكون قادرًا على زيادة إيراداتك وخفض نفقاتك لموازنة ميزانيتك وهذا مؤلم. أنت تعرف أنك لا تستطيع إصلاحات بدون ألم. على أمل أن يكون الإصلاح بدون ألم مثل ، كما قال أحدهم ، شخصًا يرغب في الذهاب إلى الجنة دون أن يموت.

يجب أن تشعر بالألم عندما تكون الأمور غير متوازنة، ولكنك تعلم ، إذا شعر الناس أنهم سيخوضون هذا الألم لفترة من الوقت ، والألم مشترك ، وهذا ليس فقط أن الفقراء يتألمون وأن نخبة صغيرة تتمتع بالحياة ، إذا كان الجميع يضحون في الأوقات السيئة وهم يشعرون إذا قاموا بهذه الإصلاحات المؤلمة فإن الحياة ستتحسن ، عندئذ سيقبل الناس الألم.

**بما أن محمد بن سلمان في باكستان ، ما مدى تشابه باكستان مع الرؤية السعودية لعام 2030؟

* الأمير محمد بن سلمان يحاول تحديث المملكة العربية السعودية الإصلاحات المطلوبة بشدة، ولقد شاركت بعض الأشياء التي نقوم بها، وماذا يفعل، أعتقد أنه مثير للإعجاب نحن نتمنى له كل الحظ لأننا نرغب في أن تصبح السعودية أقوى، وأن يتم إصلاح السعودية مع الجامعات والكليات والشباب الذين يمكنهم التنافس مع العالم في القرن الواحد والعشرين.